إذا كان الله لا يخلق الشرّ فممّ خلق الشيطان ؟
نعم الكل يتساءل ما دام الله هو مصدر كل خير وكل شيء خلق من نور محمد وآل محمد التي تحمل الخير والنور والصفات الإلهية، فكيف خلق الشيطان من نور محمد وآل محمد ؟
الجواب :
• العقيدة : الله يخلق كل الخلق وبما فيهم إبليس خلقه على فطرة التوحيد والخير والنور وهو حتى بعد معصيته وغضب الله عليه لم يكن منكراً لله سبحانه بل أقسم بعزّة الله ((وعزّتك لأغوينّهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين)).
• العبادات : إبليس كان من فئة الجنّ الصالح العابد قبل أن يصبح شيطاناً رجيماً وما هو ثابت أن الشيطان عبد الله عبادة تفوق بكثير عبادة بني البشر وقد ورد في الروايات أنه كان بين صفوف الملائكة، فسجد لله سجدة مدتها 5000 عام والإمام الصادق عليه السلام يقول هي من سني الآخرة وليس من سني الدنيا
• الله لا يصدر منه إلا الخير: هذا الجنّ العابد الذي خلق من نور محمد وآل محمد وحتى بعد تحوّله الى "إبليس" وجوده خير، لأن الله جعل الشيطان معياراً كاشفاً عن إيمان الناس، فالمؤمن بمخالفته للشيطان يثاب ويدخل الجنّة فصارت مخالفته هي مؤشر الطاعة لله سبحانه ولولا تلك المخالفة والمقارنة لسلوك الشيطان لما سمي الخير خيراً فالأمور تعرف بأضدادها (مثال: عملية التطعيم للأطفال مؤلمة ويصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة أما إذا قيّمته من حيث هو وقاية للطفل من شرّ أخطر بكثير من شكّة الإبرة المؤلمة وأن الإمتناع عنه يودي بالطفل الى الوفاة أو الشلل يصبح وجود هذا التطعيم بالرغم من ألمه خير إذن الخير والشر أمر نسبي بحسب قياسه).
• كذلك وجود الشيطان فيه نفع للناس : فالصبر والمجاهدة من أجل مخالفة شرور الشيطان فيه نجاة للإنسان لأن الصبر والألم على مقاومته سيدفع عني شر أكبر بكثير وهو دخول جهنم والعياذ بالله وثانيا تلك المخالفة توجب لي الجنة
الشيطان بانتقاله من مصاف الملاك العابد الى أن أصبح شيطاناً رجيماً قصد الله سبحانه بذلك تعليمنا دروساً مهمة جداً :
1. أن الله يريد أن يعبد كما هو يريد وليس كما المخلوق يريد : الله استعبد خلقه بطاعته وليس بعباداته ، فجعلت الطاعة مصداقاً للعبودية وليست السجدات والأعمال فإن نهانا الله عن طريقة عبادة معيّنة أو عن صلاة معيّنة كصلاة البدعة مثلاً ماذا نفعل ؟ هل نؤدي تلك الصلاة أو لا نؤديها ؟ طبعاً لا نؤديها لأن الله يحدد لنا الطريقة التي يقبل بها العبادة،
2. الله غني عن عبادة جميع الخلق : فعبادة الثقلين لا تزيد في ملك رب العالمين مثقال ذرة ولكننا بالمقابل نجد أن الشيطان ساوم الله في عباداته حيث قال له أعبدك عبادة لم يعبدك بها أحد من الخلق ولكن إعفني من السجود لآدم
3. قصة إبليس هو إنذار للإنسان وتحذير من الصفات التي تدمّر الإيمان :
- أولاً – حب النفس وتعظيم " الأنا" : وذلك في قوله صراحة لله "أنا" (( أنا خير منه)) ((خلقتني من نار))
- ثانياً – الحسد
- ثالثاً – عنده عجب بعبادته : فبدل أن يستغفر ويتوب الى الله ويطيع الله فسيجد لآدم ماذا فعل ؟ طلب أجر عبادته في الدنيا ((إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)) هذا هو أجر عبادة إبليس أن يعطيه الله فرصة إضلال الناس الى يوم الوقع المعلوم الذي هو وقت ظهور الإمام الحجة عجّل الله فرجه.
- رابعاً – الكبر : ((قوله تعالى : ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ( 75 ) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 76 )) فهو يرى نفسه أفضل من آدم
النتيجة :
أن كل مخلوق في الوجود يخلق من نور محمد وآل محمد ويحمل فطرة التوحيد والصفات الإلهية،
- إنما الرذائل
- والمعصية
- والنفس الأمارة بالسوء
- والإستكبار وحب النفس
- وتعظيم " الأنا"
هم الخطر الأكبر على هذه الفطرة النورانية التي هي فطرة التوحيد ومانعاً رئيسياً عن العبودية فيصبح الإنسان رجيماً أي مطروداً من رحمة الله.
(( منقول من موقع خدام اهل البيت))