بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنّ الأطفالَ، في عُمر لا يتجاوز الشهر الثاني, يعلمون متى يكونون على وشك أن يُحملوا من قبل الأهل ويُهيؤون أنفسهم لهذا.
درس الباحِثون حالات 28 صغيراً, تراوحت أعمارُهم بين شهرين إلى أربعة أشهر؛ ووجدوا أنّ مُعظمهم أدركوا أنّهم على وشك أن يُحمَلوا عندما اقتربت منهم أمهاتهم بأذرعٍ مُمتدّة, حيث هيَّأ الأطفالُ أجسادَهم لجعلها أكثرَ سهولة للحمل عن طريق التوقّف عن الحركة واللجوء إلى الجمود أو السكون.
ويبدو أيضاً أنّ الصغارَ يتعلَّمون كيف يُحسِّنون من سلاسة وتنسيق حركاتهم في نفس العمر، من أجل تمكين الآباء من التقاطهم بشكلٍ أسهل, وفقاً لما بيَّنته الدراسة.
في الشهر الثالث من العُمر, كان الصغارُ ينقلون نظراتهم المُحدِّقة, من وجوه أمهاتهم إلى أذرعهنّ الممتدّة لالتقاطهم.
قالت مُعدّةُ الدراسة فاسو ريدي, الأستاذةُ في جامعة بورتسماوث في إنكلترا: "لم نتوقَّع الحصولَ على نتائج واضحة إلى هذا الحدّ؛ ونستطيع التنبُّؤ من خلال النتائج أنَّ هذا الإدراك قد يوجد عند الصغار حتى في عمر أقل من الشهر الثاني, أي بعد الولادة بفترة بسيطة".
" تُشيرُ النتائجُ إلى حاجتنا إلى إعادة التفكير في الطريقة التي ندرس فيها نموّ الصغار, لأنّهم يبدون قادرين على فهم ما يقوم به الآخرون من أفعال مُوجَّهة نحوهم، وذلك في وقت مبكرٍ أكثر ممّا كان يُعتقد به في السابق. قد لا تُقدِّم لنا التجارب، التي يبدو فيها الصغار مُجرّد مراقبين لأفعال الآخرين, صورةً واضحة أو كاملة عن قدراتهم التوقّعيّة".
كما يُمكن أيضاً استخدام النتائج على أنّها مُؤشِّرٌ مُبكِّر لبعض المشاكل المتعلّقة بالنمو, مثل طيف اضطراب التوحّد. أظهر بحثٌ سابقٌ أنّ الأطفالَ الذين لديهم هذا الاضطراب لا يبدو أنّهم يُهيّئون أجسامهم تحسُّباً منهم كي يقوم الآباء بالتقاطهم أو حملهم.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الاثنين 1 تمّوز/يوليو