أظهر بحثٌ حديثٌ أنَّ الورمَ الميلانينيّ، وهو ورم جلدي خبيث، يُمكن أن يعود إلى الظهور مُجدَّداً من بعد عقود من المُعالجة الأوليّة عند حوالي 9 في المائة من المرضى.
قال مُعدّو الدراسة إنَّ النتائج تُظهِرُ أنّ الأشخاصَ الذين أُصيبوا بهذا المرض يحتاجون إلى مُتابعة حالاتهم مدى الحياة.
درس الباحِثون حالات ما يزيد على 4700 مريضٍ بالورم الميلانينيّ؛ ووجدوا أنَّ المرضَ عاد للظهور عند 408 مرضى بعد أن مرُّوا بفترة شفاء امتدّت إلى 10 أو 11 عاماً. بيَّنت الدراسةُ أنّ مُعدَّلات عودة المرض كانت حوالي 7 في المائة من بعد 15 عاماً، و 11 في المائة من بعد 25 عاماً.
لكن، وجد الباحِثون أيضاً أنَّ المرضى الذين عاد الورم الميلانينيّ إليهم، بعد 10 أعوام أو أكثر, كانوا أقل ميلاً للوفاة من المرضى الذين عاد إليهم الورم خلال 3 سنوات من المُعالجة. كان المرضى الذين عاد المرض إليهم بعد فترة متأخّرة أقل ميلاً للوفاة بسبب الورم الميلانينيّ, مُقارنةً مع الذين عاد المرض إليهم في وقت أبكر. وكانت مُعدّلاتُ البقاء على قيد الحياة بشكلٍ عام أفضل عندَ الذين عاد المرض للظهور عندهم بعد فترة متأخِّرة.
كان المرضى، الذين لم يُعاود المرضُ ظهورَه من جديد لديهم إلى غاية 10 أعوام على الأقلّ بعد المُعالجة, أصغرَ في العُمر وسطياً، مُقارنةً مع الذين عاد المرضُ إليهم في وقت أبكر (41 عاماً بالمُقارنة مع 51 عاماً).
كما نوَّه الباحِثون أيضاً إلى أنَّ المرضى، الذين حدثت لهم عودة مُتأخرّة للمرض, مالوا إلى أن تكونَ إصابتهم الأولى بالورم الميلانينيّ ذات سماتٍ أقل خطورة. وجد الباحِثون أيضاً أنّ الرجال شكّلوا نسبة 66 في المائة من عدد المرضى الذين حدثت لهم عودة مُبكرة للمرض, مُقارنةً مع 57 في المائة من الذين كانت عودة المرض لديهم متأخّرة.
قال الباحثُ الرئيسيُّ الدكتور مارك فاريس, أستاذُ الجراحة لدى معهد جون واين للسرطان في مركز سانت حونز الصحّي في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا: "بالنسبة إلى المرضى الذين لديهم ورم ميلانينيّ يُعدُّ مُعدّل البقاء الذي يتجاوز 10 أعوام بدون عودة المرض مرادفاً للشفاء تقريباً. لكن، لم تُتابع مُعظمُ الدراسات حالات المرضى لفترةٍ أطول من 10 سنوات. وجدت دراستُنا أنَّ العودةَ المتأخّرة للورم الميلانينيّ ليست نادرة, وهي تحدث بشكل متكرِّرٍ أكثر عند مجموعاتٍ مُعيَّنةٍ من المرضى".
"يبدو أنَّ خطرَ عودة الورم الميلانينيّ أمر وارد في حقيقة الأمر. تُؤكّد دراستنا على الحاجة إلى مُتابعة حالات الناس طوال فترة الحياة من قبل الطبيب، وبعد تشخيص الإصابة بالورم الميلانينيّ".
"لله الحمد, لن تحدث عودةٌ للمرض بالنسبة إلى الغالبية العظمى من مرضى الورم الميلانينيّ الذين مرّوا بفترة شفاء تجاوزت 10 سنوات. لكن يجب أن يُدرِك المرضى أنّ الأعراض المستمرّة، أو غير المفهومة في أي مكان في الجسم, قد تُشيرُ إلى عودة للمرض؛ وبذلك يتوجّب عليهم مراجعة الطبيب للتأكّد من أنّ الأعراضَ لا علاقة لها بعودة المرض".
تقول الجمعيّةُ الأمريكيّة للسرطان إنّه سيتمّ تشخيص 76700 حالة جديدة من الورم الميلانينيّ في الولايات المتّحدة هذا العام.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الجمعة 28 حزيران/يونيو