TODAY - 23 February, 2011
قال لـ العالم ان الجميع سيدعمون المالكي حين يقوم بإصلاحات سريعة وجريئة
الهاشمي يحذر من «مشكلة كبيرة» في الصيف اذا بقيت أزمة الكهرباء
طارق الهاشمي
بغداد – عمر الدوري
قال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في مقابلة مع "العالم" ان اجواء الاحتجاج التي تعم البلاد تدعو الى اصلاحات جريئة وسريعة في الاداء الحكومي، وتوقع ان تحظى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بدعم من الجميع اذا تحركت في هذا الاتجاه، لكنه حذر من "مشكلة كبيرة" في الصيف اذا لم يتحقق تحسن في ملف الطاقة الكهربائية.
كما ذكر ان الفساد في القطاع الحكومي يمثل تحديا آخر يثير غضب المحتجين، موضحا انه يلمس "تطورا" في اداء هيئة النزاهة باتجاه "فتح الملفات الكبيرة" التي لم يكن يمكن المساس بها سابقا.
وذكر الهاشمي وهو زعيم حركة "تجديد" احدى مكونات القائمة العراقية، ان تصريحات كبار القادة وبينهم رئيس الوزراء "ايجابية" بشأن حق المتظاهرين المكفول في التعبير عن احتجاجاتهم، لكنه ذكر ايضا ان "وقوع ضحايا احيانا او حصول اعتداءات على المعتصمين والمحتجين، تطور مؤسف فالحفاظ على سلمية الاحتجاجات ضروري كما ان حمايتها امر ضروري كذلك".
ويقول ان حصول عنف اثناء المظاهرات يمثل في الغالب "حالات شاذة تحصل حاليا في العديد من البلدان وينبغي الحد منها" محذرا من وجود "جهات تهاجم المتظاهرين لتعطيل عجلة الاصلاح وهو امر يتطلب من الجهات الرسمية ان تتحقق منه".
ويدعو الهاشمي الحكومة الى التعامل مع "تحد جديد" في هذا الاطار يحتاج لإعادة النظر بالاجراءات الامنية المتعلقة بالتعامل مع المتظاهرين، لتوفير حماية مناسبة للاحتجاج.
ويعترف بأن الدولة بكل مؤسساتها "امام قائمة انتظار طويلة تتضمن العديد من قضايا الاصلاح السياسي والخدمي" وقال ان رئيس الحكومة سيحظى "بدعم كبير من الجميع اذا اعتمد اصلاحات على جناح السرعة، من شأنها تهدئة خواطر المحتجين".
وقال الهاشمي ان الاصلاحات الخدمية تتطلب بموازاتها "اصلاحات سياسية، ولا سيما استكمال اتفاقات اربيل التي ابرمت قبيل تشكيل الحكومة وملء الوزارات الشاغرة والفراغ من الجدل المثار حول مجلس السياسات الاستراتيجية" الذي يفترض ان تكون رئاسته من قبل القائمة العراقية وفقا لصفقة "تقاسم السلطة".
كما ذكر ان الائتلاف الحكومي يواجه تحديا يتعلق بالعمل "هذه المرة ضمن فريق واحد كي نتحمل معا اعباء النجاح والاخفاق في اداء الحكومة" مشيرا الى انتقادات كتلته للدورة الحكومية السابقة التي اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي خلالها بالتفرد في اتخاذ القرارات.
وقال ان جزءا من الاختبارات التي تواجهها الحكومة اليوم "تتسم بطابع خارجي يمكنه تحسين صورة العراق امام المجتمع الدولي" مشيرا الى ضرورة الانتهاء من حسم القضايا العالقة في مجال حقوق الانسان.
ويعرب الهاشمي عن شعوره بالقلق ازاء عدم تمكن مؤسسات الدولة من الوفاء بشكل سريع بمتطلبات الشعب، ويقول "آمل ان لا يكون صيفنا المقبل صعبا كسابقه، وإذا عجزنا عن توفير كهرباء اكثر فربما تحصل مشكلة كبيرة لأن الناس طفح بهم الكيل ولم يعودوا يتحملون انقطاع الطاقة الذي يصل الى 20 ساعة".
وتعليقا على تصريحات كبار المسؤولين بشأن حاجة العراق الى سنة ونصف اضافية لإنتاج كمية اضافية من الكهرباء، قال الهاشمي ان هذا "مخيب للآمال، وعلى الحكومة ان تبذل جهدا لإعادة النظر بهذه الخطط والبحث عن حلول تؤدي ولو الى تحسن نسبي سريع".
وقال الهاشمي ان غضب المحتجين له صلة كذلك بما يسمعونه عن الفساد، وذكر ان هذا "تحد داخلي كبير وخطير، يتطلب دعما اكبر لديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة العامة كي يأخذا دورا اوسع".
وتابع "شخصيا انا متابع لأداء رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي، وأتابع سعيه، وقد عتبت عليه مرة بأن مؤسسته لم تقترب من بعض الملفات الكبيرة التي من المحتمل ان بعض النافذين او الساسة لهم صلة بها". لكنه ذكر ان الفترة الاخيرة شهدت "تحسنا حيث بدأت الهيئة تتخطى ما كان يعتبر محرما في السابق" لأنه يتصل ببعض مراكز القوى. وقال الهاشمي انه لا ينبغي خضوع من لا يمتلك حماية سياسية الى الاجراءات، في وقت قد نتحاشى بعض مراكز القوى التي تظل فوق الرقابة".