أي دولة في هذا العالم تتكون من أطياف و أفكار مختلفة من اليسار إلى اليمين و الوسط, هذا بجانب الاختلاف الوارد في المعتقدات و الفرق الدينية التي قد تسهم أحيانا في تحول الدولة إلى طوائف مختلفة و تيارات متعددة و منقسمة تسعى للسيطرة على الدولة و الحصول على السلطة فيها.
الحوار هو الطريقة الوحيدة الممكنة لجعل المجتمع بكافة ألوانه و أطيافه يلتقي في نقطة واحدة هي نقطة مصلحة الوطن و الأولويات التي ينبغي التطرق لها و حلها, الحوار مع الجميع دون تهميش لأي أحد مهما كان باستثناء الذين سلكوا طريق العنف و السلاح فلا حوار معهم ما لم يتراجعوا عن طريقهم.
تقبل الآخر مهم جدا كنقطة بداية و ركيزة أساسية لأي حوار, و يجب أن يفرض على جميع المتحاورين, تقبل العلماني و الليبرالي و السلفي و أتباع جميع الأديان و حتى الطوائف, لأنه لا يوجد مجتمع في هذا العالم مكون من تيار واحد فقط, تيارات مختلفة و الجميع يشارك في الحكم و يكون مؤثرا فيه بما تقتضيه مصلحة مجتمعه و وطنه و ليس طائفته أو مذهبه.
علينا أن نحاول اكتساب ثقافة الحوار من خلال ممارسة الحوار نفسه, و جعل الحوار فيه هادئا متزنا في الطرح يعطي الفرصة لجميع الأطراف بالتحدث و عرض وجهة نظرها دون محاباة لطرف على حساب طرف آخر, و محاولة تأسيس شبابنا الطموح على هذه الثقافة عن طريق ملتقيات حوار شبابية تزرع في مناطق مملكتنا المختلفة و تستقطب الطلاب من جميع مناطق المملكة و من الجنسين طبعا لأنه لا حوار دون نصف المجتمع الناعم.
نتائج و توصيات أي حوار يجب أن تكون ملزمة للأطراف المتحاورة فيه و ليست حبرا على ورق, يجب أن تفعل ليدرك المتحاورون أنهم في نهاية حوارهم و ملتقياتهم يحصدون النتيجة التي يسعون من أجل تحقيقها.
و أختم بمقولة مميزة للكاتبة الأمريكية دورثي نيفيل:
(أدب الحوار ليس قول الكلام المناسب في الوقت المناسب، ولكنه أيضا السكوت عن الكلام غير المناسب في الوقت المناسب).
تحياتي
احمد البصري