((من سلة المهملات. لاتعجبوا))
القسم الثاني
والان وبعد الاطالة في مقدمة الكلام الذي قدمته لكم في القسم الاول ، ارجع الى القصة التي اود ان اقدمها لكم ، بعد أن اجريت عليها بعض التعديلات ، والإضافات ، وأخرجتها بقالب جديد ، يتماشى وطريقتي في الكتابة ،لأبعدكم ولو لفترة قصيرة ، عن جو مشحون بالجد ، وبمشاكل الحياة الأخرى ، والتي لايخلوا منها بيت.في إحدى الغابات الشاسعة ، اجتمعت الحيوانات بمختلف أجناسها ، وأشكالها ، وعقدوا مؤتمرا للسلام.ومن أهم أهدافه:
زرع روح الاخوة ، والمحبة فيما بينهم ، لكي تحل الطمأنينة بدل الخوف ، ويحل الصفاء بدل العداء ، والوئام بدل الخصام ، والحق بدل الباطل . اتفق الجميع على أهداف معينة ، وانتخبوا لجنة عليا لحل خلافاتهم ، إن وجدت. ولأول مرة في تاريخهم ، يتحقق حلمهم على صعيد الواقع.فصار الضعيف لا يخاف القوي ، والصغير لايخشى جبروت الكبير.تفرغ بعضهم للعلم ، والأخر للعمل اليدوي ، همهم جميعا ، رفع مختلف المستويات في الغابة. أرنبة ذكية ، قدمت أُطروحة بعنوان ((الأرنب أقوى من الذئب )) ، لتحصل على شهادة الدكتوراه .سمعت الذئاب بالخبر ، واحتجوا لدىاللجنة العليا لحيوانات الغابة ، واعتبروا عنوان الأطروحة ، إهانة صريحة لأبناء جنسهم . حاولت اللجنة تغيير وجهة نظر الأرنبة ، ورجوها أن تختار عنوانا آخر ، تجنبا للمشاكل ، إلا أن الأرنبة أصرت على هذا العنوان ، باعتباره حقيقة لا تقبل الجدل ، وبإمكانها أن تثبت صحة رأيها ، بأدلة واقعية لا تقبل المغالطة. وطلبت من اللجنة العليا ، أن يحضر ممثلون عنها بصحبة أحد الذئاب لبيتها ، لتريهم حقيقة الواقع . اقتنعت اللجنة باقتراح الأرنبة ، وشكلت لجنة فرعية مكونة: من الدب باعتباره احد خبراء التربية ، والثعلب باعتباره سريع البديهية ، واحد خبراء علم النفس ، والفيل والذي لا يجاريه احد في التعقل والهيبة ، وبرئاسة شخصية ، رزينة ، هادئة ، حليمة ، ومسالمة ، وكادحة ، وتتحلى بالتجارب ، والحلم ، والصبر ، وعمق التفكير ، وهي الحمار . أما الذئاب فاختاروا أحد أبطالهم ، من المتشبعين بالتعصب العرقي ، ليصاحب اللجنة. توجه الجميع إلى بيت الأرنبة ، واستقبلتهم قرب البيت مرحبة بهم ، وطلبت من الذئب أن يتفضل ويدخل معها لبيتها ( الغار ) ، لتثبت لأعضاء اللجنة ، صحة قولها: أن الارنب أقوى من الذئب ،
وتريهم واقعا لا يقبل الجدل والنقاش. دخل الذئب بصحبة الارنبة بيتها ، مكشرا أنيابه ، ليجعلها إربا إربا.بعد قليل خرجت الأرنبة ، رامية راس الذئب أمامهم !!!!!!!!!!!!!!وقف الجميع مذهولين لهذا الحدث ، وحاروا بأمرهم. إذ كيف استطاعت هذه الأرنبة الصغيرة ، والضعيفة ، أن تقضي على ذئب قوي كهذا !!!!!!!!!!!!!!!! تقدم إليها الحمار ، وحاول بحنكته أن يقنعها بتغيير عنوان أطروحتها ، إلا أن الأرنبة أصرت أن لا تغير العنوان ، باعتباره حقيقة لا تقبل الجدل.انتشرالخبر المفجع بين الذئاب ، وازدادت عواطفهم غليانا ، واختاروا ذئبا شرسا آخر ، ليرافق أعضاء اللجنة ، إلى بيت الأرنبة ثانية ، وتم ذلك. وصلت اللجنة برفقة الذئب ، فوجدوا كالعادة ، الأرنبة تنتظرهم عند الباب . رحبت بهم ، وكان الذئب يرتجف حقداعليها ، إذ لولا احترامه لرئيس اللجنة ، لانقض عليها في الحال وجعلها لقمة سائغة في فمه. أشارت الأرنبة للذئب وبكل لطف وأدب واحترام: تفضل ، لأريك من الأقوى.
دخل الذئب بيتها وهي وراءه ، وبعد قليل خرجت من غارها ، ورمت رأسه أمام اللجنة قائلة هذا جزاء من لا يعترف بالحقيقة. استغربت اللجنة ، وحارت بأمرها ، وساد الجو حزنا ، وكل منهم لا يعرف ما يقول ، وأخيرا وبعد صمت طويل ، نطق رئيسهم الحمار ، صاحب التفكير العميق قائلا: انه لحدث غريب في تاريخ مجتمعنا ، وعلينا أن نجري عليه دراسة علمية مستفيضة ، قد تفيد كل منا ، وتفيد الأجيال القادمة ، وطلبوا من الأرنبة أن تسمح لخبير الدهاة ، والعالم النفساني المحنك ، والمتضلع بعلم المكر ، وهوالثعلب ، بالدخول لبيتها ، ليقدم تقريرا مفصلا حول الموضوع ، لان الحدث غريب في تاريخ الحيوانات. رحبت الأرنبة بابن آوى ، قائلة تفضل ، فابى قائلا: انت صاحبة البيت ، تفضلي أمامي يا سيدتي ودخلا البيت وهو وراءها ، وبعد لحظات خرج الثعلب مرعوبا وقد انهارت قواه ، ويبس ريقه وكان جسمه يرتجف خوفا وقال وبصوت مرتفع (( اشلعوا ههههههه)) اي انجوا بانفسكم !!!
اتبعوني !! فنحن جميعا امام خطر محدق ، اتبعوني مسرعين. انجوا بانفسكم ، أولا لتنجوا !!! وساخبركم بالحقيقة المرة
في الحال ، ركض الجميع وراء ثعلبهم الداهية ، وعرفوا أن خطرا يهدد حياتهم. جرى الكل وراءه خائفين ، والثعلب يركض ، ويلتفت وراءه مذعورا ، حتى وصل مكانا آمنا ، وبعيدا عن بيت الأرنبة بعدة كيلومترات ، وجلس في فيء شجرة ليستعيد قواه ، وهو يرتجف ، وحوله أعضاء اللجنة ، من فيلهم ، وحمارهم ، ودبهم ، والكل يرتجف خوفا. وقفوا حوله ليسمعوا الخبرالمثير. بادره الحمار وباعتباره رئيسا للجنة قائلا: الحمد لله على السلامة يا محنك، اخبرنا يا ابن الغابة البار بالقصة. لقد تحطمت اعصابنا ، وكاد الياس ان يسيطرعلينا وبفضل دهائك نجونا. اخبرنا بالحدث الرهيب ، فأجسامنا لازالت ترتجف خوفا ،اخبرنا يا ابا الدهاة اخبرنا. تنفس الثعلب الصعداء ووقف على رجليه قائلا: إن كان أستاذك أسدا ، فأي موضوع تختاره سيكون مقبولا، ثم واصل كلامه:
ارتعبت بعد ان وجدت نفسي امام اسد مكشرا انيابه كاد ان يلتقطني لولا ان رميت بنفسي خارج البيت ونجوت منه باعجوبة. اكرر قولي:
ان كان استاذك اسدا فاي موضوع تختاره سيكون مقبولا
اخوكم ابن العراق الجريح: عراقي مجهول