TODAY - February 22, 2011
ويكيليكس: القذافي غريب الأطوار..ويقود عائلة منقسمة ومختلة وظيفياً
القذافي يعتمد على نساء يلازمنه في أغلب تحركاته بهدف الحراسة
ذكرت وثائق دبلوماسية أميركية سرية حصل عليها موقع ويكيليكس، أن الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، يقود عائلة ثرية وقوية، لكنها منقسمة ومختلة وظيفياً وتعاني من صراعات ضروس.
وقالت صحيفة الغارديان الصادرة، اليوم، إن الوثائق المسرّبة تسلّط الأضواء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبي، تزايدت حدة التنافس بينهم في السنوات الأخيرة، إلى جانب القذافي نفسه وزوجته.
واضافت أن السفير الأميركي في طرابلس، جين كريتز، وصف في برقية دبلوماسية أرسلها إلى واشنطن في العام 2009 العقيد القذافي بأنه "شخصية زئبقية وغريب الأطوار ويعاني من الرهاب الشديد، ويستمتع برقص الفلامنكو وسباق الخيل، ويعمل على الأهواء ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولديه خوف شديد من البقاء في الطوابق العليا ويفضّل عدم التحليق فوق المياه".
واشارت الصحيفة إلى أن السفير الأميركي، كريتز، كتب في برقيته أن صفية زوجة القذافي الثانية "تسافر بطائرة مستأجرة في ليبيا، فيما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة وتتسم بالحصافة، واستضافت مأدبة في مجمع باب العزيزية لمناسبة الذكرى السنوية للثورة كانت احتفالية وغير مسرفة، وهي تنحدر من مدينة بنغازي، مركز التمرد في شرق ليبيا".
وقالت البرقية إن سيف الاسلام، ثاني أكبر أبناء القذافي، والذي حذّر من حرب أهلية عندما خاطب الأمة ليلة الأحد الماضي، "يروّج للإصلاح السياسي والاقتصادي والمنظمات غير الحكومية، في ظل رعاية مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للإقتصاد، لكن دوره كالوجه العلني للنظام أمام الغرب كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة له كونه عزز صورته. لكن الكثير من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص على ارضاء الأجانب ومصدر للقلق في بلد محافظ اجتماعياً، مثل ليبيا بسبب حبه للحفلات ومعاشرة النساء، وكان على خلاف مع أشقائه المعتصم وعائشة وهانيبال والساعدي".
ووصفت البرقية الساعدي، ثالث أكبر أبناء القذافي، بأنه "معروف بسوء التصرف وله ماض مضطرب، بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا، وبخاصة في إيطاليا وتعاطي المخدرات والكحول واقامة الحفلات الباذخة والسفر إلى الخارج في مخالفة لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق-لعب موسماً واحداً مع نادي بيروجيا في دوري الدرجة الأولى في إيطاليا- ويملك حصة كبيرة في نادي الأهلي أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وتولى إدارة الإتحاد الليبي لكرة القدم، وحاصل على شهادة في الهندسة، وخدم لفترة وجيزة كضابط في القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة لسيطرته ليؤثر على نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لانتاج الافلام".
وعن المعتصم رابع أكبر أبناء القذافي، قالت البرقية إنه "يعمل بمثابة مستشار الأمن القومي لدى والده، وكان حتى وقت قرب نجماً صاعداً، وفي العام 2008 طلب 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية، شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الأصغر خميس، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و 2005، حين استغل أخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، ويقيم علاقة سيئة بسيف الإسلام، ووصفه السفير الصربي بأنه غير بارع".
واضافت البرقية أن هانيبال رابع أكبر أبناء القذافي، "له تاريخ متقلب من السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة في أوروبا وأماكن أخرى، وأدى اعتقاله في جنيف بتهمة ضرب خدمه إلى تفجر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، في حين أن خميس نجل القذافي الخامس يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف باسم كتيبة خميس، والتي تعمل على نحو فعّال كوحدة عسكرية لحماية النظام وتدربت في روسيا".
وأشارت البرقية إلى أن عائشة، الإبنة الوحيدة للقذافي بعد مقتل ابنته بالتبني هناء في غارة أميركية على طرابلس في العام 1986، "تتوسط في النزاعات العائلية وتدير منظمات غير حكومية، وتردد بأن لديها مصالح مالية في عيادة خاصة في طرابلس، وتم استدعاء المغني الاأيركي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها".
وقالت البرقية إن محمد، الإبن البكر للقذافي من زوجته الأولى، "يرأس اللجنة الأولمبية الليبية، التي تملك الآن أكثر من 40% من شركة المشروبات الغازية الليبية، ولديها مشروعاً مشتركاً مع كوكا كولا، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية"، في حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب في ميونيخ، حيث تردد بأن لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات.