TODAY - February 22, 2011
التايمز: العقيد الدموي ونهاية الطغيان
وصفت التايمز القذافي بالعقيد الدموي
طغى الشأن الليبي على التغطيات الاخبارية وصفحات الرأي في الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء، والتي ركزت على الكلمة التي القاها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي على شاشة التلفزيون وما حملته من مؤشرات ودلالات.
اختارت صحيفة التايمز أن يكون عنوانها الرئيسي من كلمتين فقط "العقيد الدموي"، وتحت هذا العنوان مباشرة صورة للقذافي وهو متجهم الوجه وقد بدا جزء من سترته العسكرية.
تقول الصحيفة في افتتاحيتها إن ليبيا صارت تعتبر في السنوات الأخيرة مثالا على كيفية تحول "الدول المارقة" إلى الأسرة الدولية.
وترى التايمز في المقال، الذي جاء بعنوان "نهاية الطغيان"، أن التعويل على هذا الافتراض قد "فضح" على نحو واضح في شوارع طرابلس والمدن الليبية الأخرى.
وتذكر التايمز بسقوط مئات القتلى في ليبيا خلال الأيام الماضية، "بينما لا يعلم على وجه التحديد مكان تواجد العقيد القذافي".
وتقول الصحيفة أن النظام، "وبعد أن فشل في ردع المتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، ارسل الطائرات الحربية لقصفهم".
وتضيف التايمز في افتتاحيتها أن المهمة الوحيدة التي يقوم بها حكام ليبيا الآن هي "تسليح أنفسهم بالتكنلوجيا الحديثة القاتلة".
ويشير الكاتب إلى ما قاله سيف الإسلام القذافي في كلمة بثها التلفزيون الليبي صباح الأمس من أن النظام سيقاتل "إلى آخر رجل، إلى آخر امرأة، إلى آخر طلقة".
وتقول التايمز إن هذه الكلمة التي القاها سيف الإسلام تذكر بتهديد الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل الإطاحة بحكمه.
لغة الجسد
خطاب سيف الإسلام القذافي كان هو الزاوية التي اختارها أيضا الكاتب دونالد ماكنتاير لتناول الأحداث في ليبيا.
يصف الكاتب، في مقاله على صفحات الاندبندنت، خطاب سيف الإسلام بالطول وعدم الوضوح.
ويتساءل ماكينتاير "هل يعتقد (سيف الإسلام) حقا أن الليبيين يمكن أن يقتنعوا بأن من قادوا المظاهرات هم السكارى ومدمنو المخدرات؟".
ويتابع تساؤلاته "هل يمكن أن يكون اقتراح علم جديد ونشيد وطني جديد مرضيا لهؤلاء الاشخاص المستعدين للموت في شوارع بنغازي لكي يرحل أطول الطغاة بقاء في السلطة".
ويضيف الكاتب أن سيف الإسلام تخلى عن زي والده التقليدي الذي اشتهر به، واختار بدلا عن ذلك الظهور بسترة حسنة المظهر.
ويذكر ماكينتاير بأن سيف الإسلام قال في بداية خطابه إنه لم يحضر أوراقا، "على الرغم من أنه كان يسترق النظر أحيانا إلى الأسفل إلى ما يبدو أنها ملاحظات في ورقة".
ويرى الكاتب أن لغة جسد سيف الإسلام "لا تعبر بأي حال رجل دولة يحاول السيطرة على أزمة"، مشيرا إلى أنها أشبه ماتكون برجل أعمال يهدد مجموعة من خصومه في اجتماع لمجلس إدارة احدى الشركات.
ويضيف ماكنينتاير أنه، وبينما كانت بعض رسائل سيف الإسلام غير واضحة، فأن البعض الآخر كان واضحا.
ويعدد الكاتب بعض هذه الرسائل التي يجملها في: التحذير بأن النظام الليبي الحالي هو الحائل بين البلاد والوقوع في "فوضى المجرمين وتطرف الإسلاميين"، والهجوم العنيف على بعض القنوات الاخبارية مثل الجزيرة وبي بي سي، والتحذير من إمكانية عودة الحكم الاستعماري.
ليبيا وتونس ومصر
"الثورة العربية تصل إلى طرابلس، على الغرب أن يدعم مسيرة الديمقراطية المتصاعدة"، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة الفاينانشيال تايمز لمقالها الافتتاحي.
تقول الصحيفة في افتتاحيتها إن القمع الذي واجه به العقيد معمر القذافي المتظاهرين الليبيين كان "صادما لكنه غير مفاجىء".
وتضيف الصحيفة أن هذا الاسلوب الذي أقدم عليه القذافي "ربما يكون واحدا من التصرفات الأخيرة لنظام يائس".
وتقول الفاينانشيال تايمز أن "للدكتاتور تاريخ طويل في سحق أقل إشارة من قبل المعارضة".
ويضيف المقال الافتتاحي أن القوى الغربية لم تبد الاهتمام الكافي بشأن سجل القذافي في التعامل مع المعارضين في سبيل إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع "الدولة الغنية بالنفط"، وذلك بعد رفع عقوبات الأمم المتحدة عن ليبيا عام 2003.
ويرى كاتب المقال أن الحقيقة التي تكشف عنها الأحداث الأخيرة في ليبيا هي أن "القائد المحارب الذي يغير سياسته الخارجية، لا يكون قد غير شيئا إذا لم يجر إصلاحات في بلاده".
وتضيف الصحيفة أن "ثروة النفط التي اشترت للقذافي أصدقاء أجانب، قد فشلت في شراء السلام لمواطنيه".
وتقارن الفاينانشيال تايمز بين ما يجري في ليبيا من ناحية وما جري في جارتيها: تونس ومصر.
ويشير الكاتب إلى أن الجيش في كل من مصر وتونس لم يستخدم قوته ضد المدنيين، وأن "قادة الجيش استطاعوا أن يفصلوا مصيرهم عن مصير قائدهم".
ويصف الكاتب الجيش الليبي بأنه مؤسسة "غير متماسكة".