TODAY - February 21, 2011
بين مؤيدين لدخول جثمانه إلى تونس ورافضين للفكرة
تونسيون يتساءلون.. أين سيدفن زين العابدين بن علي في حال وفاته
بعد تداول وسائل الإعلام التونسية والعربية والغربية لخبر إصابة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بجلطة دماغية ودخوله في غيبوبة انقسم الشارع التونسي بين مؤيد لدخول جثمانه إلى تونس في حالة وفاته و بين رافض لها.
ويرجع بعض المعارضين للفكرة الأسباب لهروب بن علي أولا وللفساد الكبير الذي تركه في تونس ثانياً.
فندى مثلا حاصلة على الأستاذية في العلوم الاقتصادية منذ 2006 ولم تحصل بعد على وظيفة تقول إن حالة الفاقة والبطالة التي تعانيها هي من مخلفات الحكم الديكتاتوري لبن علي، وحالة ندى ليست الأولى أو الوحيدة في تونس فأمثالها كثر ولذلك ترى بأنه لا يجب قبول بن علي في حال وفاته وأن يدفن حيث هرب، أما هيثم وهو عامل بفندق صغير يرى أن النظام السابق الذي ورط البلاد طيلة عقود لا يستحق أن يدفن في أرض تونس متعللا بمقولة "فلا عاش في تونس من خانها" معتبراً هروب الرئيس السابق و عائلته خيانة عظمى للوطن.
هذان الموقفان ليسا الوحيدين فهناك مجموعة من الشباب المدونين على الإنترنت استغلت الفيسبوك للتندر بجثمان بن علي و قالت إن جثمانه سيبقى معلقا في الطائرة يبحث أين سيدفن و بأن الأموات في المقابر التونسية يرفضونه و يقومون باعتصام شعاره "خبز وماء ومقبرتنا لا".
هذه الآراء و إن كانت مضحكة للبعض لم تعجب البعض الآخر و رأى فيها استنقاصا من تاريخ تونس. فمهما يكن فبن علي حكم تونس وقام بعديد الإنجازات التي لا يمكن نكرانها.
فالدكتور جمال الدين الصالحي وهو أخصائي نفساني يرى أن جثمان الإنسان يجب أن يدفن حسب وصيته فإن أراد بن علي الدفن في تونس فلا مانع مضيفا "في الأول والأخير هو تونسي و من حقه أن يدفن في تونس".
منير شاب في الثلاثينات من العمر ورغم بطالته يرى أن لا مانع من دفن بن علي في تونس شرط أن لا تقام له جنازة رسمية و من دون حضور إعلامي.
من جهته أكد لنا مراد و هو عامل بشركة خاصة أن مشكلة الشعب التونسي ليست مع بن علي في ذاته بل مع زوجته ليلى الطرابلسي و عائلتها "فهم الذين نهبوا ثروات البلاد و عاثوا فيها فسادا و خرابا" على حد تعبيره.
وبين هذا الرأي وذاك اتصلنا بالشيخ عثمان الأنداري وهو إمام وخطيب في تونس العاصمة و مقرئ والذي أكد لنا أن طبيعة الشعب التونسي المسلم والمسالم لا تمانع من قبول الجثمان في حالة الوفاة ومن الصلاة عليه ودفنه أيضا. فالرسول صلى الله عليه و سلم علمنا التسامح ونهانا عن الأحقاد المبالغ فيها.
ولذلك من حق بن علي أن يصلى عليه وأن يدفن في تونس كسائر التونسيين ويبقى حسابه وعقابه عند الله فهو الوحيد القادر عن فعل ذلك.
ومهما اختلفت الآراء بخصوص قبول أو رفض جثمان الرئيس الفار بن علي فإن الجميع متفق على أن الحياة زائلة و "من يزرع الشوك يجني الجراح" على حد قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.