يروى عن الجنرال ديجول ، الرئيس الفرنسي الراحل ، وأحد أبطال المقاومة ضد قوات الاحتلال النازي ، انه كان يجلس يوما في مأدبة عشاء اقيمت تكريما له في لندن ، والمقاومة الفرنسية قائمة ضد الألمان ، حينها قفز احد الجنرالات الفرنسيين من مقعده ن وراح يروي قصة هروبه من أيدي القوات النازية وطال حديث الجنرال حتى كاد يستغرق الوقت كله ،
واستبد الغيظ بديجول إذ كان يعلم أن الجنرال بطل القصة كانت تحوم حوله الشبهات ، حتى قيل انه كان من بين الذين تعاونوا مع الألمان ، وقرر ديجول أن يفعل شيئا ليخرس هذا الرجل ويجعله يكف عن سرد تفاصيل قصته الخرافية .... فقام من مقعده وقال له مقاطعا ((معذرة ،ولكن هل لك ياسيدي وقد رويت لنا قصة هروبك أن تذكر لنا شيئا عن قصة وقوعك أسيرا في أيدي الألمان ؟))
وساد المكان صمت رهيب ثم مالبث (الجنرال البطل ) أن تهاوى في مقعده وقد احمر وجهه غضبا دون أن ينبس ببنت شفة ، وهنا رفع ديجول كأسه وقال في هدوء ((لنشرب جميعا نخب فرنسا ))
وأنا أقرا تلك الواقعة جاء ببالي الكثير ممن تزخر بهم حياتنا اليومية وإذا كان هذا الجنرال قد خجل وراجع نفسه فلا اعرف متى يراجع هؤلاء انفسم !