اسباب تصدع البناء
هناك أربعة عناصر رئيسة لمشروع البناء هي: الفكرة والتصميم والتنفيذ والاستعمال. ومن أجل أن يكون مشروع البناء ناجحاً يجب أن تشتمل هذه العناصر: المعرفة والخبرة والعناية. وإذا كان هناك نقص في أي منها، فلن يعوض هذا النقص ويمنع الانهيار التفوق في أي من الأخيرتين أو في كليهما.
يمكن تصنيف أسباب تصدع البناء وفقاً للعناصر السابقة بالعوامل الآتية:
ـ أسباب ناتجة عن خطأ في الفكرة: المقصود بفكرة البناء هي فكرة الجملة الإنشائية التي ستقوم بنقل الأحمال التي سيتعرض لها البناء من نقطة تطبيقها حتى تربة التأسيس. يجب أن تكون هذه الجملة سليمة هندسياً ومستقرة. وإن وجود الخطأ في هذه الجملة يجعل البناء معرضاً للتصدع. ومن الجدير بالذكر أن التصدع الناتج عن هذا النوع من الأخطاء يظهر سريعاً في البناء، وغالباً ما يظهر أثناء فترة تنفيذ البناء وقبل الاستثمار. ومن أشهر أخطاء الفكرة هي استعمال جملة إنشائية غير مستقرة.
ـ أسباب ناتجة عن الخطأ في التصميم:
تصميم البناء هو وضع تفصيلاته ضمن إطار الفكرة. وحصول خطأ في تصميم البناء قد يؤدي لتصدعه. ومن أشهر أخطاء التصميم يمكن ذكر عدم التقدير السليم للأحمال والقوى، وسوء تصميم مقاطع العناصر أو وصلاتها، وتفصيلات التصميم الضعيفة، وعدم توافق التصميم مع طبيعة تربة التأسيس، وعدم معالجة التغيرات الفجائية في المقاطع بصورة سليمة، واختيار عرض غير كاف لفاصل التمدد.
ـ أسباب ناتجة عن خطأ في التنفيذ:
قد يظهر تصدع البناء بالفترة الأولى من بنائه أو بالفترة الأولى من استثماره، أو قد يظهر بعد بضع سنوات من استثماره. ويعجل في حصول التصدع الناتج عن خطأ التنفيذ، ترافقه مع أخطاء أخرى مثل خطأ في التصميم أو غيره. ومن أشهر أخطاء التنفيذ هي ضعف مقاومة مواد البناء المستعملة، وسوء تنفيذ الوصلات وعدم تصريف الماء بصورة مناسبة، والفك المبكر لدعامات القالب واهتزاز الخرسانة بعد بداية تصلبها، والهبوط الموضعي لتربة التأسيس.
ـ أسباب ناتجة عن خطأ في الاستثمار:
هناك كثير من الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها مستثمرو البناء، وتسهم في تصدعه منها:
أ ـ تعريض البناء لأحمال تفوق الأحمال المصمم عليها كثيراً.
ب ـ تعريض البناء لمواد كيمياوية تتفاعل مع المواد المستعملة في البناء، وإجراء تعديلات غير مدروسة في البناء تؤثر في سلامته، وعدم تنفيذ صيانة دورية للبناء وترك التسربات في التمديدات المائية تفعل فعلها في البناء.
ـ أسباب ناتجة عن تأثير مرور الزمن على مواد البناء المجهدة:
نتيجة لتعرض المواد المستعملة في تشييد البناء لإجهادات كبيرة لفترة طويلة من الزمن، فإن مقاومة هذه المواد للإجهادات المطبقة عليها تنخفض مع مرور الزمن، نتيجة لظاهرة التعب الذي يحصل بهذه المواد. وتزيد نسبة انخفاض مقاومة المواد طرداً مع الزمن ومع شدة الإجهادات المطبقة عليها، إضافة إلى احتمال حصول حوادث طبيعية غير عادية مع مرور الزمن، كالأعاصير والزلازل والفيضانات وغيرها.