TODAY - 21 February, 2011
هل هناك علاقة بين تناول حبوب الكالسيوم وزيادة خطر النوبة القلبية؟
دراسات مراجعة جديدة تشير إلى نتائج متناقضة
كمبردج ولاية ماساتشوستس الأميركية
الأشخاص المتقدمون والمتقدمات في السن، الذين يتناولون مكملات (حبوب) الكالسيوم، يكونون أكثر عرضة لزيادة خطر حدوث النوبة القلبية لديهم، وفقا لدراسة مراجعة تحليلية لنتائج دراسات متعددة، نشرت في 29 يوليو (تموز) عام 2010 الحالي في الطبعة الإلكترونية للمجلة الطبية البريطانية BMJ. إلا أن دراسة مراجعة أخرى لعدد من الدراسات السابقة، أجراها باحثون في جامعة هارفارد نشرت في «حوليات الطب الباطني» Annals of Internal Medicine (2 مارس/ آذار 2010)، كانت قد وجدت أن حبوب الكالسيوم ليس لها تأثير على المشكلات التي يتعرض لها القلب والأوعية الدموية.
وقد أدت هذه النتائج المتناقضة إلى طرح مجموعة من تساؤلات النساء الموجهة للأطباء، ومنهن قارئات رسالة «مراقبة صحة المرأة». وفي العادة يلح الأطباء على النساء في الأعمار ما بعد سن اليأس من المحيض، لكي يتناولن كميات مناسبة من الكالسيوم من الغذاء ومن حبوب الكالسيوم، بهدف حمايتهن ضد هشاشة العظام وتكسر العظام. وتريد الكثيرات من هؤلاء النساء الآن الإجابة عن سؤال في ما إذا كان عليهن التوقف حاليا عن تناول حبوب الكالسيوم. والإجابة القصيرة على هذا السؤال هي: لا! ولكن عليهن، على أكثر الاحتمالات، الحصول على الكالسيوم من الغذاء.
* دراستان جديدتان
* في الدراسة الجديدة في المجلة الطبية البريطانية حلل باحثون من نيوزيلندا بيانات من نتائج 11 تجربة عشوائية شملت 11 ألفا و921 من الأشخاص الذين تم إعطاؤهم إما حبوب الكالسيوم أو الحبوب الوهمية لمدة لا تقل عن أربع سنوات. وفي 9 دراسات منها بلغت الجرعة المعطاة من الكالسيوم 1000 ملليغرام (ملغم)، أو أكثر، فيما بلغت في كل من الدراستين المتبقيتين 500 ملغم و600 ملغم.
وإجمالا، فقد تعرضت 2.7 في المائة من النساء اللواتي تناولن حبوب الكالسيوم، إلى نوبة قلبية مقارنة بنسبة 2.2 في المائة من اللواتي تناولن الحبوب الوهمية. وهذه الفروق صغيرة من حيث قيمها المطلقة (163 امرأة من اللواتي تناولن حبوب الكالسيوم مقابل 130 من اللواتي تناولن الحبوب الوهمية)، إلا أنها يمكن أن تشكل قيمة مهمة من الناحية الطبية لأن هناك الكثير من النساء اللواتي يتناولن حبوب الكالسيوم.
كما أن ازدياد خطر النوبة القلبية كان أكبر فقط لدى النساء اللواتي تناولن حبوب الكالسيوم، من اللواتي تناولن أيضا أكثر من 800 ملغم من الكالسيوم يوميا من خلال الغذاء، وبهذا فإنهن تجاوزن الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين والبالغات (1000 إلى 1200 ملغم يوميا).
ولم تكن الدراسة مصممة لتفسير التساؤل «كيف يمكن لزيادة حبوب الكالسيوم أن تزيد من خطر النوبة القلبية؟»، إلا أن من المعروف أن حبوب الكالسيوم تزيد من مستويات الكالسيوم في الدم بسرعة. وفي دراسات المراقبة كانت مستويات الكالسيوم هذه في الدم، ترتبط مع حدوث النوبات القلبية.
* محدودية الدراسة
* وتتمثل المحدودية الرئيسية لهذه الدراسة في أنها استبعدت إجراء أي تحليل للتجارب التي يعطى فيها فيتامين «دي» مع حبوب الكالسيوم. ويعتبر فيتامين «دي» ضروريا لعملية الامتصاص الجيد للكالسيوم، وتوصي الإرشادات الخاصة بصحة العظام بإعطائهما معا أي فيتامين «دي» والكالسيوم.
أما الدراسة التي نشرت في «حوليات الطب الباطني» التي لم تجد أي تأثير لحبوب الكالسيوم على خطر حدوث النوبة القلبية فإنها حللت بعض الدراسات التي أعطي فيها الأشخاص المشاركون حبوب فيتامين «دي». وفي ذلك التحليل الذي شمل 17 دراسة توصل الباحثون أيضا إلى أن حبوب فيتامين «دي» قد يمكنها خفض خطر النوبة القلبية.
ولم تكن كلتا الدراستين المذكورتين مصممة للتدقيق في العلاقة التي تربط بين الكالسيوم (أو فيتامين «دي») وبين النوبات القلبية. وهذا ما يظهر الحدود التي ترسم محدودية الخلاصات المستنتجة من بيانات الأبحاث. ما العمل؟
إن التوصيات الخاصة للنساء بعد عبورهن اليأس من المحيض تظل على حالها. وتشمل هذه التوصيات ما يلي:
الحصول على كميات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين «دي». إن لم تتمكني من تزويد جسمك بما يحتاجه من الكالسيوم، فإنه، أي الجسم، سيستولي على مخزونات الكالسيوم الموجود في العظام، مما يقلل من قوتها. كما أن فيتامين «دي» حيوي أيضا لصحة العظام لأنه يسمح للكالسيوم بالعبور من الأمعاء الدقيقة نحو مجرى الدم. وتوصي مؤسسة هشاشة العظام الوطنية وأكاديميات العلوم الوطنية بتناول الكالسيوم (من الغذاء وحبوب المكملات) بجرعة 1000 ملغم يوميا للنساء اللواتي تقل أعمارهن عن 50 سنة و1200 ملغم للواتي تزيد أعمارهن عن ذلك. وتوصي المؤسسة الأولى بتناول 800 إلى 1000 وحدة دولية من فيتامين «دي» يوميا، رغم أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذه الجرعة غير كافية. وتعتبر الجرعة التي تصل إلى 2000 وحدة دولية يوميا، جرعة آمنة.
حبوب الكالسيوم
رغم أننا لا نستطيع أن نستخلص نتائج نهائية من الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية فإن النتائج تفترض أن هناك ربما جوانب سيئة عندما يتم تناول الكالسيوم من حبوبه بالدرجة الأولى أو بشكل حصري. وتوصي مؤسسة هشاشة العظام الوطنية باستعمال الحبوب فقط عندما لا يمكن تناول ما يكفي من الكالسيوم من الغذاء. فالغذاء لا يحتوي على الفيتامينات والمعادن فحسب بل وعلى مئات من المركبات التي تقدم فوائد صحية عديدة لا تقدمها حبوب الكالسيوم أو حبوب الفيتامينات.
وكذلك، فإنه وما دامت غالبية الناس يحصلون على 500 إلى 600 ملغم من الكالسيوم يوميا من غذائهم فإن من غير المحتمل أنهم سيحتاجون إلى أكثر من 500 إلى 600 ملغم أخرى يوميا من حبوب الكالسيوم.
الكالسيوم من الغذاء
إن كان الأشخاص الراغبون يريدون زيادة ما يتناولونه من الكالسيوم من خلال الغذاء فلديهم الكثير من الخيارات (كما يوردها الجدول المرافق).
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إن كل تمرين رياضي يشمل إجراء أعمال مضادة لقوى الجاذبية الأرضية يمكنه أن يساعد في تقوية العظام. وهذا يشمل الركض والهرولة، والمشي، والقفز، ورياضة الآيروبيك، ورياضة المقاومة، ورفع الأثقال، وتمارين المقاومة مع حزام مطاط، وارتقاء السلالم. حاولي ممارسة الرياضة 30 دقيقة يوميا.
تجنب هدم العظام: التدخين يزيد من فقدان العظام لكتلتها، وكذلك تناول الكحول والإفراط في تناول الكافايين وفيتامين «إيه». قللي القهوة والمشروبات المحتوية على الكافايين إلى 3 أقداح، ولا تتناولي أكثر من 700 ميكروغرام (2300 وحدة دولية) من فيتامين «إيه» المعالج (الذي تشيع تسميته باسمي «ريتينول» retinol و«فيتامين «ايه» بالميتايت» vitamin A palmitate).
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».