أعد فيلما عن الدعارة في إيران أثار حفيظة المحافظين ومنع من العرضطهران: نازيلا فتحي
تحول مسعود دهناماكي من ناشط في صفوف الميليشيات الاسلامية المتشددة في إيران، الى اصلاحي مهتم بإخراج افلام سينمائية، تنتقد السلطة السياسية في البلاد. فقد أخرج فيلما وثائقيا عن الدعارة، في حين يعد لآخر عن كرة القدم وعلاقتها بالصراع السياسي.
وقال دهناماكي، 36 سنة، في مقابلة معه في مكتبه وسط طهران، ان فيلم «الفقر والدعارة» فهم بطريقة خاطئة، نافياً ان تكون وجهة نظره قد تعرضت لتغيير راديكالي. وقال: «لقد كنت مهتما دائما بالعدالة الاجتماعية، كنت اؤمن في فترة ما بأن الناس هم المشكلة، لكن ذلك كان خطأ. المشاكل الحقيقية هي حكامنا الذين اعتادوا الفساد ولا يمكنهم تحقيق تعهدات الايام الاولى من الثورة بخصوص العدالة والمساواة».وفي الفيلم يجري دهناماكي مقابلات مع اكثر من 10 مومسات، يرددن، كلهن، نفس القصة عن الفقر والحاجة الى اطعام اسرهن. قالت امرأة باكية، غطت وجهها لاخفاء هويتها: «كنت انا واختي نعمل، ولم نكن نكسب ما يكفي لشراء الطعام ودفع الايجار. كنت احلم في بعض الاحيان بالحصول على دجاجة او طعام جيد، على الاقل مرة اسبوعيا». وروت شابة اخرى كيف ان والدها المريض احتاج الى عملية جراحية، فقررت مع اخواتها الثلاث اجراء قرعة لمعرفة من تتوجه الى دبي، حيث يمكن للمرأة ان تحصل على أموال أكثر، بهدف الحصول على ما يكفي لدفع تكاليف العملية. لكن الفتاة الاصغر، التي وقعت القرعة عليها، عادت لاحقاً من دبي، وقالت لدهناماكي الذي كان في استقبالها في المطار، انها تشعر بأن شقيقاتها خنها.شارك دهناماكي، مثله مثل العديد من ابناء جيله، في الحرب مع العراق، واصيب فيها. وبعد انتهاء الحرب عام 1988، ساهم في تأسيس قوات الميليشيا المتطرفة، لكنه بدأ يشعر بخيبة أمل من مسار الثورة وترك الميليشيا بعد ثماني سنوات، ليلتحق بمعسكر الاصلاحيين.وكتب دهناماكي خطابا مفتوحا الى الرئيس المحافظ الحالي، محمود احمدي نجاد، يحذره من «الاصوليين وانصاره المتخلفين الذين حولوا الترويج للفضيلة ومنع الفساد الي معركة ضد ملابس النساء، وتجاهلوا العدالة في المجتمع».
منقول