فلنبحث سريعاً ببعض المعتقدات السائدة و نرى إن كانت بالفعل ألغازاً أم لا.
بطارية بغداد
منذ اكتشافھا في العام 1936 و ھذه البطارية مصدر العديد من الأقاويل و مركز لغز كبير: ھل عرف أھل تلك المنطقة
الكھرباء قبل أليساندرو فولتا بألفي عام؟ ما يؤكد عليه المتخصصون أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن ھذا الشيء ھو بطارية أصلاً... ربما يكون القدماء قد استخدموه
كممثل للآلھة فھناك دلائل كثيرة على أن آخرين في مناطق مختلفة استعملوا أشياء كھذه لأغراض دينية.
لم يتم العثور على أحد العوامل الضرورية لإستعمال الكھرباء؛ لم يتم العثور على أسلاك معدنية، كيف سيكون ھناك كھرباء و لا يوجد أي موصل للكھرباء المفروض أن "البطارية" تقوم بانتاجھا؟
ھناك من أوصله خياله، كما ھو الحال مع أھرامات الجيزة، الى القول أن من قدم مساعدة للقدماء في صناعة ھذه "البطارية" ھم مخلوقات قادمة من كواكب بعيدة
أو سكان ما يسمى بقارة أطلنطس... إذا كان فعلاً ھذا ھو ما حصل، أليس من المنطقي أن يكونوا قد أعطوھم شيئاً أكثر تطوراً و ليس بھذه البدائية و ھذا الضعف في الناتج الكھربائي؟
تشريح المخلوق الفضائي
في العام 1995 ، أعلن البريطاني Ray Santilli عن أنه يمتلك فيلم يظھر بوضوح إجراء عملية تشريح على جثة مخلوق فضائي... حسبما جاء التوضيح، فقد تم التصوير بعد حادثة سقوط المركبة الفضائية مجھولة الھوية UFO في منطقة روزويل في العام 1947 ... بعد أن عرض الفيلم، لم تتمكن الشركة المنتجة للشريط الفيلمي كوداك و لم يتمكن أي شخص من الحصول على أي جزء من الشريط الفيلمي الأصلي لدراسته.. أضف الى ذلك أن كل المتخصصين في التصوير أعلنوا بشكل قاطع أن الفيلم ملفق... أما المتخصصون في علم التشريح فقد وجدوا العديد من التفاصيل الغريبة
أسلوب تنفيذ عملية التشريح لم تتم بالصورة التي في العادة يتبعھا شخص محترف في المجال، كذلك الأدوات المستخدمة ليست الأدوات المستخدمة في العادة من الأطباء المتخصصين في التشريح.
من الواضح إذاً أن الفيلم ما ھو إلا تزييف تم تنفيذه بشكل محكم...
و لإثبات ذلك قام أكثر من متخصص (في التصوير و في التشريح) بعمل أفلام مماثلة لإظھار أنھا زائفة.
نقطة في غاية الأھمية: الحادث المزعوم في روزويل لم يحصل أبداً، حيث وصلت كل التحريات الى أن ما كان قد سقط و تحطم ما ھو إلا بالون أرصاد جوية.
الرسومات في الحقول Crop Circles/Signs
في ھذه الحالة، لا توجد أي ظاھرة طبيعية بحاجة الى تفسير... و كما الحال في غيرھا من الظواھر الملفتة للإنتباه،
ينسبھا الكثيرون الى قوى غريبة عن كوكبنا جاءت ل "تقضي وقت فراغھا" في إعطائنا رسائل مخفية و إشارات ذات معنى.
الحقيقة ھي أن كل ھذه الرسومات جاءت من مصدر ذكي واحد؛ الإنسان... و ھذا تأكد للجميع عندما تقدم كل من David Chorley و Douglas Bower
في عام 1991 و أعلنوا أنھما كانا الفنانين اللذين قاما بھذه الرسومات بل أنھما قاما بتقديم النصائح لمن يرغب بالقيام بأعمال "فنية" مماثلة.
القدرات البشرية الخارقة
سيكون بالفعل أمراً في غاية الأھمية أن نكتشف أن للإنسان قدرات خارقة مثل تحريك الأشياء عن بعد دون لمسھا أو توارد الخواطر أو غيرھا، ھذا سيثبت قطعاً وجود قوى مجھولة تعصى على الفھم العلمي بمفھومھا الحالي... لكن، من جديد، نجد أنها- و رغم العديد من التجارب - لم يتمكن أحد من إثبات وجود ھذه القدرات تحت المراقبة من قبل متخصصين في كشف الخدع و الألاعيب... و في الكثير من الحالات، تم اكتشاف أن من يدعي امتلاك ھذه القدرات يستعمل ظواھر علمية طبيعية ليتمكن من تنفيذھا كما ھو الحال مع الروسية Alla Vinogradova التي اقنعت الجميع بأنھا تمتلك قدرات خارقة على تحريك الأشياء بتقريب يديھا لكن دون لمسھا في حين أنھا كانت تستخدم الكھرباء الساكنة لتتمكن من ذلك.
مثلث برمودا
في المنطقة الواقعة في المثلث الواصل بين ميامي و جزر برمودا و جزيرة بورتوريكو، تتحدث الأسطورة عن الإختفاء الغريب و غير المبرر لسفن و طائرات كثيرة... بدأت الأسطورة من كتابات Charles Berlitz الذي باع ملايين النسخ من كتبه التي تحدثت عن ھذا المثلث "المرعب".
بعد أن قام الكثير من المتخصصين بفحص ادعاءات مروجي قصص مثلث برمودا، اتضح أن العوامل التي أدت لحصول الحوادث القليلة التي يتم ذكرھا باستمرار كانت تعود الى قلة خبرة الطيارين الذين تصادف وجودھم في المنطقة مع مرور عاصفة أو إعصار... و في معظم الحالات الأخرى الخاصة بغرق
سفن أو سقوط طائرات، اتضح أن الحوادث الخاصة بھا لم تقع في المثلث المذكور و إنما في مناطق أخرى من العالم و أن كتاب
ھذه القصص استخدموھا لزيادة كم الخوف و الغموض حول مثلث برمودا.
بالرجوع الى سجلات البحرية الأمريكية، نجد أن أكثر من 150000 سفينة تمر سنوياً داخل منطقة المثلث المزعوم و أنھا من أقل المناطق في العالم من ناحية وقوع حوادث بحرية أو جوية.
من المنطقي القول أن منطقة مثلث برمودا لا يوجد بھا أي قوى غامضة أو ألغاز عصية على التفسير.