الحمد لله المحمود في السماء كما هو محمود في الأرض وما بينهما لا اله الا هو واحداً أحداً,لا يحمد على أي شي سواه ولا نمجد غيره ولا يُهلَلَ الا بأسمه الواحد الأحد الذي فيه التوحيد غاية التفريد منفردا بها دون مشابه ولا مشاكل لا بالتنظير ولا بالتأويل,منه تتفرع الموجودات وعنده تسكتكمل الوحدانيات فبها يكون واحدا للناظر والباصر وهو في ذات الحق ألحق واحد من غير بصر ومن غير نظر,كان هو الواحد بلا واحد لان الواحدانية قد أستحالت على غيره لغيره مطلقا لا فرضاً ولا برهان,كما ثبتت له وحده دون سواه,فلا ترد الا منه ولا تعود الا إليه,فهو واحد في الفوق كما هو واحد في التحت,محيط في الوحدانية ولا تحيطه الوحدة فصار هو بالمحيط كما هو في النواة,فهو الباطن بالوحدة والظاهر بها,أي هو واحد في ذاته كما هو واحد في ذات المعدود لان المعدود يحتاج الى الواحد ولكن الواحد ليس بحاجة للمعدود,ولان التالي مستلزم للسابق إستلازم التكوين البدي فإن فقد السابق لا وجود للتالي كما هي حاجة الأثنين للواحد فلا وجود للأول دون الأول ولكن الأول ليس بحاجة للثاني فيكفي أن يكون الأول موجود حتى ليكون المعدود ممكن فهو الأول بما في الأول من تمامية الوجود لكي يستغني عن الثاني التالي,فنحمد الواحد الأول الذي له كل شيء طالب وهو المطلوب من كل طالب ومرغوب من كل راغب فلا يعييه كثرة الطلب ولا تعجزة تعدد الرغب فهو لها وفوق ما لها أن تكون أمثال وأمثال بلا عد ولا أشكال فهي بين يَدَي رحمته يقلبها بقدرة العظيم الذي لا تعجزه بسائط الأمور ولا تصعب عليه شدائدها,حمداً يليق بمنزلة الواحدانية ويتشرف بمقام الأحدية فنجل الواحد بها وننزه الأحد لها فلا ندرك من أن نبلغ المستحق علينا من حمده الا كما يدرك الطير من ماء المحيط وتدرك النملة مما في ألارض من زاد لها من خير الله المقيم.بسم الله الرحمن الرحيم
فنثني بعد الحمد والتمجيد بما هو مستلزم له بالتأبيد من أمر الله الذي لا طاعة الا بأتباعها ولا رخصة فيها ولا أذن في تركها أو نسيانها أو تأوليها فنصلي, كما هو في المأمور على خير موجود من خير واجد بخير صلاة وتسليم على الطاهر بالتقدير والتكوين والمطهر بالتشكيل والتصوير,لا نرغب عنه ولا نلوذ الا له وبالصلاة على المختار واله الأطهار نستكمل التوحيد لان الأخر لابد له من الأول فيكون الأول هو الدال على الأخر فيكون الاول أخر عندما يكون الأول هو الذي اوجد الأخر التام به,وبه تتم المجموعات واليه تنتهي المتفرقات فيختم بالمجموع كما يجمع بالمختوم فيكون الختم جمعا والجمع تفريق,ومن بين الختم والتفريق يتجلى الجامع الواحد المجموع للأحد فتكون الواحدات عنده هباء منثور ويصبح المجموع واحد في يد الواحد فينزل الأمر الواحد الذي ليس له دافع,فيندفع الواحد الى دفعين دفع على اليمين ودفع الى الشمال وما بين اليمين والشمال وأمامهما الأقرب الى الواحد قليل من قليل,وهذا هو الواحد الذي لا واحد الا هو فنثني عليه واحد ونمجد به أحد,ونبدأ بعد أن أذْعَنا طائعين لنفسر قوله أملين أن نستقيم ببسم الله فليس لله الا أسم واحد به توحد ولا يكون لأحد الا الأحد هو الله فلا أله واحد إلا أن يكون الله ولكن الله كائنا غير أله فهو الرب الواحد كما هو الرب الأحد,وهو الخالق الواحد وهو الخالق الأحد,فما يكون الا كما يريد فحكمه بالضرورة كما يريد,وما يعجز أن يكون كما يريد لا يمكنه أن يحكم كما يريد,لأن ذات الذي يريد أقدر على أن يفعل ما يريد فهو أولى بفعل الأرادة بذاته من ذاتهما لانه بألأصل قادر على ألتحكم بفعل ذات الفعل دون تقييد وهذا الأمكان وألقدرة ليس ألا لواحد فلو كانا أثنين لفسدت الموجودات قبل الوجود لان فعل كل منها قادر بذاته على إبطال فعل الأخر كما بينا في قدرة المُريد لما أراد دون تقيد,فلزوم أن يكون الموجود موجود هو وحدة الواحد الذي لا تقوم وحدته الأ بكونه الله فلو كان بسم الرب أو بأسم الخالق لكنت أنا رباً وأنا خالقاً,وحتى من كان خالقا ورباً كما قال الواحد فهو ليس خالقاً ولا رباً لا بأذن الرحمن ولا بأذن الرحيم ولا بأذن العظيم ولكنه كان خالقا ورباً بأذن الله فيكون كل خالق وكل رب بدون الله خالقأ على الوهم والعجز والأستحالة ولا صحة لخلقه ولا صحة لربوبيته فكل ما موجود في الوجود من غير الله فهو باطل في مقام الوهم دون الحقيقة فبسم الله هي التوحيد الأسمى {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49,وكل زعم أو قول دون أسم الله وبأسمه شرك وضلال{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }يونس49,فما شاء الله هو فعل القدرة على ما يريد بدون حد او تحديد{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً }الكهف39.
فبأذن الله الواحد الأحد بدأنا في ليلة النصف من المحرم من هذا العام 1432 بكتابة رسالتنا في التوحيد,من بعد عزم وتوكيل وتوكل وأتكال نرجو من الله القدير أن يكتبنا موحدين عنده مع القليل القليل الذي هم في زمرة محمد واله الطيبين مع الشهداء والصديقين فمن أحب عمل قوم حشر معه وهذا ما نرجو ونريد بقدرة القادر المريد ولو كنا مقرين بالتقصير ولكننا موقنين بالتقدير{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }فاطر29,من عند الله وحده ومن عند من نأمل شفاعته في الدنيا والأخرة{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }الأنبياء28,كما نحن مشفقون ووجلون نسأل الله حسن العاقبة والخاتمة الأمينة وجواز على الصراط والرحمة لنا ولمن سبقنا او يلحقنا من الأحياء والأموات ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.