TODAY - 20 February, 2011
بين الخطأ والصواب
الغذاء وعلاج الأمراض المزمنة
* أخطاء ومشكلات كثيرة يتعرض لها المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل داء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة، ومن أهمها عدم القيام بتعديل نمط الحياة بشكل عام، والنظام الغذائي بشكل خاص. وسواء كان المريض في حاجة لإنقاص أو زيادة وزنه أو البقاء على ما هو عليه، فإن تناول الأكل الصحيح يمكن أن يساعدك على إدارة معظم هذه الأمراض.
وعل سبيل المثال، يجب على مرضى السكري أن ينالوا عناية أكثر وأن يأخذوا الحذر دوما للتأكد من أن نظامهم الغذائي متوازن مع حقن الأنسولين وخافضات السكري التي تعطى عن طريق الفم، كما أن ممارسة الرياضة تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم.
تؤكد جمعية السكري الأميركية أن التمسك والالتزام بالحمية الغذائية على درجة كبيرة من الأهمية، حيث يساعد على تحسين نسبة الغلوكوز في الدم، وضبط معدل ضغط الدم وتعديل مستويات الكولسترول في الدم، ويساعد أيضا في الحفاظ على وزن الجسم ضمن المسار الصحيح.
قد يبدو هذا مثل الكثير من الأعمال الأخرى، ولكن الطبيب أو اختصاصي التغذية يمكن أن يساعد في وضع الخطة العلاجية فيما يخص وجبات الطعام المناسبة، التي تلائم الوضع الصحي وأسلوب الحياة.
وعندما يوفق المريض في اختيار الغذاء الصحي من الحمية الغذائية المناسبة له، فإنه سوف يعمل على تحسين صحته العامة، ويمكن ذلك أن يساعد في منع حدوث المضاعفات الصحية مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان، وارتفاع ضغط الدم.
منع حدوث الإصابات الرياضية
* من الأخطاء الشائعة أن يمارس الشخص التمارين الرياضية من دون التحضير المسبق لها، فيصاب بالتعب المبكر أو بشد العضلات مما يتعارض مع إكمال تلك التمارين، أو يؤدي حتى إلى تركها نهائيا.
وتشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2007، تم علاج أكثر من 69 ألفا من الأطفال دون سن الـ14 لتعرضهم لإصابات ومشكلات طبية أخرى ذات صلة تحدث عادة للمتدربين الذين لم يتم تحضيرهم جيدا قبل البدء في التمارين.
الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام تقترح بعض الوسائل التي تساعد في درء الإصابات الرياضية، ومنها:
- يجب دائما عمل تمارين إحماء للعضلات وتمديدها قبل البدء في عمل التمارين.
- يجب أن تكون أرضية الصالة الرياضية مبطنة، وأن تكون جميع المعدات مصانة وفي حالة جيدة.
- ينبغي على جميع الرياضيين دائما ارتداء الأحذية المناسبة للتمرين.
- استخدام أدوات الوقاية من الإصابات، مثل الأساور لمفاصل الركبتين والكوعين، وأحزمة خاصة لحماية المفاصل والجذع والقدمين.
- يجب أن يكون المدرب موجودا دائما أثناء ممارسة التمارين.
جفاف الفم
* يتعرض الكثير من الناس لحالة «جفاف» الفم لسبب من الأسباب المرضية أو الطبيعية، ويخطئ البعض منهم في عدم الالتزام بنصائح الطبيب وتوجيهاته بعدم تناول الشاي والقهوة بكثرة وعدم إضافة الملح للطعام مثلا. كما يخطئ البعض ممن يشكون من جفاف الفم بعدم استشارة الطبيب فورا، خاصة إذا كانوا يتعاطون أنواعا محددة من الأدوية مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب لتعديل الجرعة أو تغيير نوع الدواء.
جفاف الفم حالة تؤدي إلى القلق، وهي تعتبر أيضا مصدر إزعاج شائع الحدوث. ولكن عندما يصبح جفاف الفم عرضا مزمنا، فإنه يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة صحية قد تكون خطيرة ويجب تشخيصها مبكرا.
المعهد الوطني الأميركي لأبحاث الأسنان والجمجمة يقترح بعض الحلول لمكافحة حالات جفاف الفم العرضية، ومنها:
- الحرص على أن يكون الماء في متناول اليد وأن يشرب منه الشخص بصورة منتظمة.
- أن تكون المشروبات خالية من السكر.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، والتي يمكن أن تسبب جفاف الفم.
- زيادة إنتاج اللعاب باستعمال العلكة الخالية من السكر أو الحلوى الصلبة.
- تجنب شرب الكحول أو استخدام التبغ.
- إذا حدث ظهور جفاف الفم بعد تناول دواء معين، وجب التحدث مع الطبيب حول تعديل أو تغيير جرعة هذا الدواء. - تشغيل جهاز الترطيب humidifier ليلا.
* تحذير من ارتفاع نسبة سكر الدم
* داء السكري هو أحد الأمراض المزمنة التي يمكن أن تنتقل بالوراثة بين الأجيال، ويعتمد علاجه على الالتزام بحمية غذائية محددة ومزاولة الرياضة ثم الانتظام على تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج سواء الحبوب منها أو الحقن.
وهذا ما يقع فيه، خطأ، كثير من مرضى السكري بعدم الانتظام في تناول الأدوية الموصوفة لهم وعدم الاهتمام بمزاولة الرياضة، وتكون النتيجة ارتفاع سكر الدم.
تؤكد كافة الدراسات والأبحاث على أن من المهم لمرضى السكري أن يظلوا محافظين على مستوى السكر (الغلوكوز) في دمائهم في مستويات مستقرة. وهذا يعني تناول جميع الأدوية بالجرعة والكمية على النحو المنصوص عليه في الوصفة الطبية الصادرة من الطبيب المعالج، وكذلك اتباع أسلوب حياة صحي.
عندما تشير التحاليل إلى أن مستويات السكر في الدم قد أصبحت مرتفعة جدا، عندها يطلق على هذه الحالة، طبيا، مصطلح «ارتفاع السكر في الدم hyperglycemia».
رابطة داء السكري الأميركية تحذر مرضاها من الاضطرابات المتكررة في نسبة السكر في الدم والتي تعرض المريض لمضاعفات صحية خطيرة. وعليه تقدم قائمة بالأسباب المحتملة لارتفاع نسبة السكر في الدم بغرض تلافيها، نذكر منها ما يلي:
* إذا كان داء السكري من النوع الأول، حيث يكون حصول جسم المريض على الإنسولين غير كاف.
* إذا كان داء السكري من النوع الثاني، حيث لا يتمكن الجسم من معالجة الإنسولين الذي ينتجه بشكل فعال.
* الإفراط في تناول الطعام، أو عدم ممارسة الرياضة.
* وجود مرض آخر أو الإصابة بالتهاب.
* أن يكون الشخص المريض تحت ضغوط نفسية لأي سبب كان.
إن مراعاة هذه العوامل والاهتمام بالتعامل الجيد معها ومعالجة الأمراض الأخرى كفيل بانتظام نسبة السكر في الدم وعدم التعرض لمضاعفات السكري المعروفة.
* لا تهمل ألم المفاصل!
* هنالك البعض من المرضى من يتعود أو يتأقلم مع مرضه بمرور الوقت أو بسبب يأسه من العلاج بعد تناوله عقاقير متنوعة لم تستجب حالته المرضية لها بالشكل المطلوب، وهذا بالطبع من الأخطاء الشائعة.
ومن تلك الحالات المرضية الشائعة، التهاب المفاصل وما يصاحبه من ألم تختلف درجته وشدته من مريض لآخر.
وليس سرا من أن أي شخص يعاني من التهاب في أحد مفاصله يشعر بالألم من وقت لآخر، إلا أن البعض منهم يتقاعس في أخذ المشورة الطبية مبكرا مكتفين بتعاطي الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب إلى أن يصبح الألم شديدا جدا وغير محتمل ويجبر صاحبه على البحث عن حل جذري له.
إن التهاب المفاصل يسبب تورما مؤلما داخل أنسجة المفصل المصاب يحتاج إلى علاج مبكر منذ بداية حدوثه، حيث إن هذا الالتهاب - بمرور الوقت – سوف يسبب دمارا وخرابا في الأنسجة المكونة والمحيطة بالمفصل، وهذا هو سبب الشعور بالمزيد من الألم، والذي قد لا يستجيب للعلاج الدوائي بل يحتاج إلى تدخل جراحي.
ويضاف إلى ذلك الشعور بالمعاناة والتعب الذي يجعل الألم أسوأ وأكثر صعوبة عما قبل ويصعب علاجه أيضا.
كما إن التهاب المفاصل يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى أعراض الإجهاد النفسي أو الاكتئاب، ويجعل المريض يركز أكثر على الألم ويلوم نفسه لعدم تمكنه من القيام بأداء الأشياء التي كان يستمتع بأدائها سابقا، وهو مما يفاقم الحالة ويزيد من ألمها.
* تورم الجسم أو بعض أجزائه
* يخضع علاج كثير من الأمراض لاتباع نظام غذائي مقنن يتم فيه تجنب واستبعاد عناصر غذائية محددة ثبت أن لها دورا في الإصابة أو تفاقم الحالة وتدهورها بعد الإصابة بالمرض.
من هذه الحالات تورم بعض أجزاء الجسم وخاصة القدمين والساقين نتيجة لأسباب مرضية مختلفة، أو ممارسة سلوكيات غذائية أو معيشية تؤدي إلى حدوث هذا التورم.
«الوذمة oedema» أو التورم هي حالة تنتج عند زيادة سوائل الجسم وتجمعها بين خلايا الأنسجة، وهي في حد ذاتها ليست مرضا ولكنها عرض لأمراض كثيرة، وفي حالات قليلة قد لا يمكن التعرف على سببها. وقد تكون الوذمة عامة، أي تشمل الجسم كله، أو تكون موضعية في مكان محدد أو جزء معين من الجسم. ويكثر حدوثها في منطقة القدمين والساقين واليدين والساعدين. ويمكن أيضا أن تحدث في أي مكان في الجسم حتى الأنسجة الداخلية مثل الأحبال الصوتية وجدار القصبة الهوائية وجدار الأمعاء وأيضا في المخ، وكذلك في تجاويف الجسم مثل التجويف البريتوني في البطن والتجويف البللوري في الصدر وتجويف التامور حول القلب.
المكتبة الوطنية الأميركية للطب تذكر أكثر الأسباب الشائعة للوذمة من أجل التوعية بها ومن ثم تجنبها أو معالجتها بطريقة صحيحة،
وهي:
* تناول الكثير من الملح.
* وجود رد فعل سلبي لبعض الأدوية.
* وجود مشكلات صحية مثل تليف الكبد وأمراض الكلى أو قصور في وظائف القلب.
* وجود مشكلات في العقد الليمفاوية.
* كون المرأة حاملا.
* التعرض لحروق الشمس.
* الوقوف على القدمين لفترات طويلة، ولا سيما في الطقس الحار.