إن قواعد التغذية الصحية في شهر رمضان لا تختلف عنها في أي شهر آخر وهي:
• تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة .
• تناول الكمية من الطعام التي يحتاجها الجسم فقط، أي عدم الإسراف في تناول الطعام.
• الحرص على تناول الكثير من منتجات الحبوب والخضروات والفاكهة.
• التخفيف من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول.
• الحد من تناول الحلويات والأطعمة السكرية.
بعض النصائح للتغذية الصحية خلال شهر رمضان:
• يجب تناول الطعام ببطء لتجنب عسر الهضم، وخصوصا في وجبة الإفطار قبل الفجر (السّحور).
• تناول الطعام الغني بالألياف.
• تجنّب تناول الأطعمة الدسمة والمقلية.
• شرب الكثير من الماء في وجبة السحور، وكذلك خلال الفترة بين الإفطار وموعد النوم.
• عدم تناول المنبهات في وجبة السحور، لأنها مُدِرَّة للبول وبالتالي يمكن أن تسبب فقدان الأملاح المعدنية والماء الذي يحتاجه الجسم طوال اليوم.
مقدمة
إن صيام شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة. ويقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول عادات الأكل الصحية لمن يصوم هذا الشهر المبارك.
ما هو صوم رمضان ؟
الصوم في شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على أكثر من مليار وثلث المليار من المسلمين حول العالم. وينبغي على الصائم الامتناع عن الأكل والشرب والتدخين والممارسة الجنسية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لمدة شهر قمري واحد.
وتعتمد الأشهر العربية على الدورة القمرية. كما يعتمد القول بحلول اليوم من أي شهر قمري على رؤية الهلال، لذا فإن تحديد بدء حلول شهر رمضان قد يتفاوت من مكان إلى آخر. وتنتهي فترة الصوم عند رؤية الهلال الجديد أي بعد تسع وعشرين إلى ثلاثين يوم من بدء الصوم.
تختلف ساعات الفجر وغروب الشمس من مكان إلى آخر حول العالم. يبدأ الصائم نهاره بالنهوض من النوم وقت السحر، أي قبل طلوع الفجر بساعة، فيتناول وجبة السحور مع الآخرين حتى مطلع الفجر.
ينتهي الامتناع عن الطعام والشراب عند غروب الشمس. ويدعو المسلمون عادة عائلاتهم وأصدقائهم لمشاركتهم وجبة الإفطار.
تنتهي فترة الصوم عند رؤية القمر الجديد بعد تسع وعشرين أو ثلاثين يوم. فيحتفل المسلمون بنهاية شهر رمضان بعيد الفطر. يجتمع المسلمون في مكان واحد لأداء صلاة العيد وعادة ما يكون المكان المسجد وهو دار عبادة المسلمين. من شعائر العيد زيارة الأقارب والأصدقاء لمعايدتهم وتقديم الهدايا وتناول الأطباق والحلويات المخصصة للعيد وارتداء الملابس الجديدة.
شهر رمضان ليس شهر الصوم فحسب. بل هو شهر الرحمة حيث يشعر المسلمون بمعاناة إخوانهم من المحرومين والفقراء بالصبر على الجوع والعطش ويقدمون لهم المساعدات المادية والمعنوية.
شهر رمضان وعادات الأكل الصحية
لا تختلف عادات الأكل الصحية في شهر رمضان عن تلك التي نمارسها في أي شهر آخر. قبل أن نناقش النصائح المخصصة لشهر رمضان دعونا نراجع خمس عادات أكل صحية هامة.
1) يُنْصَح الصائم بتناول أطعمة متنوعة. إذ يصعب الحصول على جميع المغذيات الضرورية التي يحتاجها الصائم من نوع واحد من الأطعمة. لذا، لكي يكون الأكل صحياً ينبغي أن يحتوي على أطعمة من مجموعات الطعام التالية:
السكريات
البروتينات
قليل من الدهون والزيوت
الألياف
الفيتامينات والمعادن
2) يُنْصَح الصائم بتناول الكمية التي يحتاجها جسمه من الطعام. فحين يتناول كمية أكبر مما يحتاجها جسمه من الطعام، فإن الجسم يخزن الكالوري أو السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون.
3) يُنْصَح الصائم بتناول الكثير من الخضار والفاكهة والحبوب. كما يُنْصَح ايضاً بتناول الأطعمة النباتية لأنها تحتوي على كمية أقل من الكالوري أو السعرات حرارية وكمية أكبر من الألياف والفيتامينات والمعادن. كما أنها لا تحتوي على الكوليسترول، وتحتوي على كمية قليلة من الدهون.
4) يُنْصَح الصائم بأن يتبع نظاماً غذائياً يحتوي على كمية قليلة من الدهون والكوليسترول.
5) يُنْصَح الصائم بالاعتدال في تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على السكر.
يُنْصَح الصائم بأن لا يجعل الصوم في رمضان بمثابة نظام للحمية. إذ يُنْصَح الصائم ذو الوزن الطبيعي بأن يأكل كمية الطعام التي يحتاجها جسمه للمحافظة على وزنه الطبيعي خلال شهر رمضان. أما من كان يعاني من زيادة الوزن فيُنْصَح الصائم بأن يعتبر شهر رمضان فرصة مواتية له ليبدأ بفقدان تدريجي لبعض الوزن، سعياً إلى الوصول تدريجيا إلى الوزن الصحي خلال شهر رمضان أو بعد انقضاء الشهر.
نصائح للصائمين في شهر رمضان
يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بخمس نصائح حول الأكل الصحي. 1) يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بتناول الأطعمة البطيئة الهضم، خاصة في فترة السحور، وهي الفترة التي تناظر وجبة الفطور الصباحية خارج أوقات الصيام، وتوافق الساعة التي تسبق طلوع الفجر. ومن الأطعمة البطيئة الهضم الحبوب والبذور مثل الشعير والقمح والشوفان والدَّخَن والسميد والبقول والعدس والأرز غير المقشور.
2) يُنْصَح الصائم بتناول الكثير من الألياف. ومن الأطعمة التي تحتوي على الألياف النخالة والقمح الكامل غير المقشور والحبوب والبذور. كما تعتبر معظم الخضار مصدراً جيداً للألياف مثل البقول الخضراء والبازيلاء والملفوف والكوسا والسبانخ. وبالإضافة إلى ذلك تعتبر معظم أنواع الفاكهة مصدراً ممتازاً للألياف، ومنها الفاكهة المجففة غير المحلاة.
3) يُنْصَح الصائم بأن يتجنب الأطعمة المقلية والمليئة بالدهون التي تسبب عسر الهضم والحرقة في فم المعدة. كما أن كمية الكالوري أو السعرات الحرارية فيها كبيرة وتسبب زيادة الوزن.
4) يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بشرب كمية كبيرة من الماء في فترة السحور، وهي الفترة التي تناظر وجبة الفطور الصباحية خارج أوقات الصيام، وتوافق الساعة التي تسبق طلوع الفجر فترة السحور، مع شرب الماء أيضاً في الفترة التي تمتد من غياب الشمس حين يبدأ الإفطار، وتتواصل حتى الوقت الذي ينام فيه الصائم، حتى يتمكن جسمه من تعديل مستوى السوائل مع مرور الوقت.
5) يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بتجنب تناول الكافيين في فترة السحور، وهي الفترة التي تناظر وجبة الفطور الصباحية خارج أوقات الصيام، وتوافق الساعة التي تسبق طلوع الفجر. فالقهوة مدرة للبول مما يسبب فقدان الجسم للماء والأملاح المعدنية الضرورية أثناء الصوم نهاراً.
شهر رمضان والحياة الصحية
يدور أسلوب الحياة الصحية حول التركيز على الأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية والنوم الجيد وتجنب التوتر النفسي والعادات السيئة والضارة. يعتبر الكثيرون أن شهر رمضان فرصة لبدء أسلوب حياة صحية وروحية أفضل.
إن ممارسة التمارين الرياضية ضرورية لحياة أكثر صحة ولعمر أطول. تساعد التمارين على حرق الكالوري أوالسعرات الحرارية وتقوي الجسم. يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بتجنب ممارسة التمارين الهوائية القاسية خلال النهار لأنها تسبب فقدان الماء أثناء الصوم. ويمكن للصائم أن يمشي أو أن يقوم بتمارين تمديد العضلات أو الأعمال المنزلية وصعود السلالم خلال النهار. إن أي نشاط جسدي يعتبر تمريناً رياضياً. وبعد وجبة الإفطار، وهي وجبة الطعام التي ينهي فيها الصائم صومه، بعد غروب الشمس يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بأن يستريح قليلاً لهضم الطعام، ثم يمارس تمارينه المفضلة.
للتدخين علاقة مباشرة بالسرطان وبأمراض القلب وبأمراض خطيرة أخرى. ومن المعروف أن الإقلاع عن التدخين أمر صعب. ويُنْصَح الصائم في شهر رمضان الذي استطاع أن يواصل صوم اثني عشر ساعة أو أكثر بدون تدخين أنه سوف ينجح في الإقلاع عن التدخين! وذلك بتخفيف التدخين قبل رمضان وبعده، كي يتمكن من التوقف عنه كليا بعد رمضان بفترة قصيرة.
يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بالاعتدال في تناول الكافيين، لأن كثرة استهلاك الكافيين تؤثر على النوم وتسبب سرعة التوتر العصبي. ويعد شهر رمضان فرصة للتخفيف من استهلاك الكافيين. وعلى الصائم أن يتذكر أن القهوة والشاي يسببان إدرار البول وما يؤدي إليه من فقدان للماء وللفيتامينات، وأنه يفضَّل للصائم أن يتجنب تناول القهوة والشاي في فترة السحور، وهي الفترة التي تناظر وجبة الفطور الصباحية خارج أوقات الصيام، وتوافق الساعة التي تسبق طلوع الفجر.
وينبغي أن يتذكر الصائم في شهر رمضان أن التقليل من تناول الكافيين بشكل مفاجئ يسبب الصداع والتقلُّب في المزاج وسرعة التوتر. وأن من الأفضل للصائم أن يخفِّف من استهلاكه للكافيين قبل حوالي أسبوع من شهر رمضان.
إن النوم لمدة سبع إلى ثمان ساعات في اليوم ضروري لصحة وحيوية الجسم لدى الشخص البالغ. وقد يتغير البرنامج اليومي للصائم في شهر رمضان، إذ يحرص الصائمون على الاستيقاظ بعد منتصف الليل للقيام والتهجد والدعاء وتناول وجبة السحور. كما أنهم يقضون قسطاً وافراً من النصف الأول من الليل عادة في صلة الأرحام وفي الذكر والصلاة. وتدعو الحاجة إلى الحصول على قسط وافر من النوم للحفاظ على الالتزام بحياة صحية أفضل.
إباحة الإفطار أثناء شهر رمضان
يبيح الإسلام للمرضى الإفطار في رمضان. ويُنْصَح من كان مريضاً أو مصاباً بمرض مزمن ويرغب في الصيام باستشارة الطبيب أو الاختصاصي بتقديم الرعاية الصحية.
ويبيح الشرع الشريف ايضاً لبعض الاشخاص، في حالات خاصة، الإفطار في رمضان وهم:
- المرأة الحامل والمرضعة والحائض والنفساء
- المسافرون
- الرضع والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم
وقد يباح الإفطار في رمضان لأسباب صحية أخرى. وينصح كل من يطلب الفتوى حول ذلك سؤال علماء الدين المعتمدين لديه.
أسئلة شائعة
سوف تجد أدناه بعض الأسئلة الشائعة التي يسألها الأشخاص حول الصحة والأكل خلال شهر رمضان.
أشعر بالدوار والتعب بعد الظهر فماذا أفعل؟ يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بشرب كمية أكبر من الماء في فترة السحور، وهي الفترة التي تناظر وجبة الفطور الصباحية خارج أوقات الصيام، وتوافق الساعة التي تسبق طلوع الفجر، وأن يبقى في أماكن باردة، وأن يتناول كمية أكبر من الملح.
أعاني من الصداع أثناء الصوم، فماذا أفعل؟ إن أهم سبب للصداع أثناء الصيام هو تخفيف الكمية المتناولة من الكافيين أو التوقف عن التدخين على الأرجح. كما قد يكون سببه قلة النوم. لذا يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بالتخفيف من استهلاك الكافيين والتدخين، وبالنوم فترة كافية تتراوح بين سبع إلى ثمان ساعات على الأقل في اليوم.
أعاني من عسر الهضم والغازات بعد الإفطار، فماذا أفعل؟ يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بشرب الكثير من الماء وتجنب المأكولات المقلية وبعدم الإسراف في الأكل.
أعاني من الحرقة في فم المعدة بعد الإفطار، فماذا أفعل؟ يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بأن لا يسرف في الأكل وبأن لا يمزج كميات كبيرة من الطعام. تجنب المأكولات المقلية والأطعمة الأخرى التي تسبب الحرقة في فم المعدة. ومنها المأكولات الحارة والقهوة وصلصة البندورة. وهناك أدوية لعلاج الحرقة.
أعاني من الإمساك خلال شهر رمضان، فماذا أفعل؟ يُنْصَح الصائم في شهر رمضان بالإكثار من شرب المزيد من الماء وتناول النخالة والقمح الأسمر والمزيد من الخضار والفاكهة.
أعاني من تقلصات عضلية مفاجئة، فماذا أفعل؟ قد تعاني من فقدان المعادن. تناول المأكولات الغنية بالمعادن كالخضار والفاكهة ومشتقات الحليب واللحوم. تناول فيتامينات متعددة إذا أمكن.
الخلاصة
في شهر رمضان ينبغي أن لا يختلف النظام الغذائي للصائم اختلافاً كثيرا عن النظام الغذائي الصحي المعتاد. إذ ينبغي أن يكون الطعام متوازناً وغنياً بالخضار والفاكهة والسكريات البطيئة الهضم. كما ينبغي أن يحتوي على كمية قليلة جداً من الأطعمة المقلية والدهون والحلويات.
قد يسرف بعض الصائمين في الأكل عند تناول طعام الإفطار بعد غروب الشمس في أيام رمضان، مما يؤدي إلى زيادة الوزن خلال شهر رمضان. وقد يتبعوا نظاماً غذائياً غير متوازن، وقد يشتكي بعضهم من الإمساك وعسر الهضم والحرقة في فم المعدة. إلا أن اتباع الصائمين لعادات الأكل الصحية البسيطة تأخذ بأيديهم إلى استكمال صومهم براحة مع والاستمتاع بمنافع شهر رمضان الروحية.
العربيه للمحتوى الصحي