أنا أدخّن فأنا حر، أنا (ألبس مايوه أو شورت) فأنا حرة، أنا أعاكس البنات فأنا حر... أنا حرة !!
الحرية ... مطلب الشباب والشابات هذه الأيام .. ولاشك أن الحرية حق لكل انسان فقد خلقنا الله عز وجل أحرارا،
ولكن هل الكلام السابق دليل على الحرية؟
دعوني أسألكم (بصراحة) :
هل الذي لا يستطيع بعد الأكل إلا أن يدخّن سيجارة حر أم عبد للسيجارة؟ ..
هل التي لا تستطيع أن تستمد أنوثتها إلا من لفت نظر الشباب لها حرة أم عبدة للفت النظر؟
هل الذي لا يستطيع إلا أن ينظر للمرأة الجميلة التي تمر أمامه حر أم عبد لتلك النظرة؟ فكٍّروا معي .. هل الحر الذي ينظر أم الذي لا ينظر؟ أيهما الحر؟
قاعدة: العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع.
الطمع والشهوات هما في الحقيقة عبودية وليس فيهما حرية.. ولتوضيح الأمر أكثر: فكّر (فكّري) في عادة سيئة كانت لديك لسنوات ثم أقلعت عنها .. هل تذكر شعورك بعد الإقلاع؟ ألم يكن شعورا بالحرية من أسر تلك العادة؟ فالعادة السيئة والشهوات هي في الحقيقة قيود وسجن للإنسان.
والعجيب أنه كلما زادت حريتك من قيود الشهوات زادت عبوديتك لله.. والعكس صحيح.
ويأتي السؤال : كيف أخرج نفسي من أسر العادة السيئة؟ والجواب يطول شرحه وأضع بعض النقاط الأساسية:
1- يجب إيجاد بديل حسن بدلا من تلك العادة السيئة فالله لم يحرم شيئا إلا أحل مكانه أمورا تعوض عنه، ومن الصعب الإقلاع عن عادة سيئة دون إيجاد عادة أخرى تحل محل الفراغ الذي تركته،
فمثلا ادمان الأكل مما يؤدي إلى السمنة.. البديل هو الرياضة والإهتمام بالصحة والإستمتاع بمأكولات خفيفة الدسم، إدمان الغيبة يستعاض عنه بحب مدح الناس وذكر محاسنهم في غيابهم وهكذا.
2- معرفة أنه كلما زادت مدة الإقلاع عن العادة قلت الشهوة لها، والقاعدة في أغلب الأحيان أن الإقلاع عن أي عادة مدة شهر أو شهرين تخرج الإدمان من جسمك ونظامك ويقل اشتياقك لها، فالأسابيع الأولى هي عنق الزجاجة والمرحلة الحرجة.
إنني اقترح عليكم الدعاء في السجود في كل صلاة بالآتي:
(اللهم اغنني بحلالك عن تلك العادة، واغنني بطاعتك عن معصيتك وبفضلك عن سواك)
من كتاب : خواطر شاب
أحمد الشقيري