كلنا نعلم ان النانو جزء من المليار من المتر , وقطر شعرة الإنسان تساوي ثمانون ألف (80000) نانوميتر.ونعلم كذلك أن المواد المصنعة عند هذا الحجم الصغير سوف تكون أصغر وأرخص وأخف وأكثر كفاءة في أداء الوظائف المُناطة بها. كذلك أن فوائد النانو كثيرة جداً , وفي جميع المجالات الاقتصادية , و الصحية , والطبية , والزراعية. ومن أهم تطبيقات النانو، والتي يعتقد العلماء أنها ستكون من أبرز اكتشافات القرن الواحد والعشرين, تقنيات علاج مرض السرطان.

أكد خبراء تقنية النانو أنه يجب على الدول المصدرة للبترول الاجتهاد في صناعة الخبرة في تطبيقات النانو إن رغبت هذه الدول الاستفادة منها في صناعاتها. ومن التطبيقات المباشرة لتقنية النانو, صناعة الأنابيب النفطية. حيث إنها تصدأ بعد 25 سنة من الاستخدام, ولكن بعد أن أصبحت تقنية النانو واقعاً ملموسا, أوضحت التجارب المعملية أنه بالإمكان تصنيع نوع خاص من الأنابيب (أنابيب نانو الكربون) يمكن أن يقاوم العوامل البيئية ودون أن تصدأ لفترة تصل إلى 100 سنة. هذه الأنابيب أقوى 100 مرة من الفولاذ وأخف ست مرات منه.

من التطبيقات العظيمة التي ستحقق انفراج علمي عظيم في المستقبل, تطبيقات الاستشعار عن بعد, وتطبيقات تصوير الأرض من الفضاء الخارجي باستخدام الأقمار الاصطناعية. إذ إن الطريقة الكلاسيكية لعمل مسح لطبقات الأرض ككل تستدعي 100 سنة بتكلفة 100 مليار دولار، ولكن عندما استخدمت تقنية النانو في صناعة الأقمار الاصطناعية الماسحة للأرض ساعدت هذه التقنية على تقليص الفترة الزمنية لمدة أسبوعين والتكلفة إلى مليار دولار. إذ إن تقنية النانو تساعد على زيادة سرعة الحواسيب عن طريق زيادة التردد ألموجي, والمبني أساساً على ما يمكن تسميته بالموجات النانوية (Nano Wave) . هذه المويجات الصغيرة يمكنها أن تخترق أصغر الأشياء وأن تصل إلى أعماق بعيدة. أقمار الاستشعار عن بعد والمدعمة بتقنية النانو يجب أن تُصنع في الدول المنتجة للبترول , وخصوصاً المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف. إضافة إلى وجود الخبرات والأيادي المبدعة والصانعة للأقمار الصناعية. يجب أن نكون من رواد هذا الحقل ومن المبدعين فيه.

نظرة سوداء لتقنية النانو:

يعتقد علماء تقنية النانو أنها تقنية نظيفه و أنها مفتاح نهاية التلوث والأمراض، وأنها ستتيح تشغيل مصانع ذات كفاءة عالية, ولكنها بأحجام متناهية الصغر. إذ إنه سيكون هناك رجال آليون (روبوتات) غير مرئية تقوم ببناء أي شيء يمكن تخيله. في الوقت ذاته, توصف تقنية النانو بأنها عقاب محتمل. هناك مخاوف من قبل جمعيات حماية البيئة ضد تطبيقات تقنيات النانو ، وتمثلت هذه التحفظات في إمكانية تلويث البيئة ,أو إحداث تسمم للبشر عند استنشاق المادة النانوية (كريات الكاربون)، ومن الممكن تصميم بكتيريا جديدة, كذلك إمكانية تصميم وإنتاج ماكينات يمكن برمجتها وإدخال المعلومات الوراثية إليها بواسطة حبيبات فيروسية مصنعة.

نظراً لصغر جسيمات النانو , فقد تنفذ بسهولة من خلال الجلد والرئتين والأجهزة المعوية للإنسان , ولكن العلماء لا يعرفون مدى تأثيرها في صحة البشر. وقد أشارت الدراسات والأبحاث الأولية على فئران التجارب إلى أن هناك احتمالية حدوث التهاب في الرئتين أكثر مما تحدثه الجسيمات ذات الحجم الكبير من النوع نفسه. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن جسيمات النانو قد تسبب الموت لبعض القوارض وتحدث تلفا للمخ وخصوصاً لمخ السمك.

سيكون هناك أنظمة وقوانين من شأنها حماية العاملين في مجال تقنية النانو لتفادي استنشاق المواد النانونية أو ملامستها جلد الإنسان.

اقرأ ايضا
تصنيع خلايا شمسية اقل سماكة واخف وزنا باستخدام جسيمات الالومنيوم النانوية

تطبيق جديد للنانو: "الورقة القاتلة" للجيل المقبل من تغليف المواد الغذائية

فلتر لتنقيه المياه الملوثه باستخدام النانو تكنولوجي