TODAY - February 18, 2011
ليبيا: المتظاهرون يضرمون النار في مبنى الاذاعة في بنغازي
عاد الآلاف من المحتجين الليبيين الى التظاهر في مدينة بنغازي في وقت مبكر من صباح الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من تظاهرات "يوم الغضب" التي شابتها صدامات مع قوات الامن اودت بحياة عدد من المتظاهرين.
احرق متظاهرون مقر الاذاعة المحلية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا بعدما انسحبت منه قوات الامن التي كانت تتولى حمايته وفق ما قال شهود ومصدر رسمي لوكالة فرانس برس.
وقال احد الشهود للوكالة ان "مقر الاذاعة يحترق" فيما افاد شاهد اخر ان قوات الامن التي كانت تتولى حماية المبنى انسحبت منه بعد الظهر، فعمد المتظاهرون الى دخوله واضرموا النار فيه.
وقد ارتفعت حصيلة اعمال العنف التي تهز ليبيا منذ الثلاثاء لتبلغ 28 قتيلا على الاقل، فيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات باطلاق الرصاص الحي على متظاهرين "مسالمين" في حين توعد النظام المتظاهرين بـرد "صاعق".
ففي مدينة البيضاء، ارتفعت حصيلة القتلى الى 14 شخصا على الاقل منذ الاربعاء، على ما اعلن مصدر ليبي، وذلك بعدما اشارت حصيلة سابقة الى سقوط قتيلين فقط.
كما عمد عدد من الاشخاص الى شنق رجلي امن في المدينة.
وقال المصدر: "قتل اربعة عشر مدنيا في هذه المدينة" ومن بين القتلى الاربعة عشر متظاهرون وكذلك انصار للنظام، كما اضاف هذا المصدر الذي اكد ان موظفين في اللجان الثورية قتلوا في مقار هذه اللجان.
وأشار من جهة اخرى، الى ان عناصر من قوى الامن قتلوا ايضا من دون التمكن من تحديد عددهم ولا تتضمن الحصيلة اربعة سجناء قتلوا الجمعة اثناء محاولتهم الفرار من السجن في طرابلس.
وفي بنغازي، اكد مصدر طبي مقتل 14 شخصا الخميس في المواجهات التي وقعت بين قوات الامن ومتظاهرين مناهضين للنظام.
وقال المصدر "الان لدينا ما مجموعه 14 قتيلا من المتظاهرين" في بنغازي.
واكد هذه الحصيلة رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا ومقرها بنغازي، موضحا ان الصحيفة حاولت نشر هذه الحصيلة على موقعها الا ان "خللا فنيا" حال دون ذلك.
وأفاد متظاهر بأن رجالا باللباس المدني مسلحين بمديات انضموا الى قوات الامن لمهاجمة المتظاهرين في بنغازي، والذين كان بينهم عدد كبير من المحامين المطالبين بوضع دستور للبلاد.
واكدت هيومن رايتس ووتش انها "تمكنت من التحقق من ثمانية حالات وفاة" في صفوف المتظاهرين في بنغازي الخميس.
وخرج عشرات الاف المتظاهرين المطالبين بازاحة القذافي في بنغازي وافاد شهود عيان ان حشدا كبيرا من المتظاهرين تجمعوا وسط المدينة يطالبون بالاصلاح السياسي فيما تم اضرام النار في مقرات الامن في المدينة ودفعت السلطات الليبية بآلاف من عناصر الأمن الى المدينة.
"كسر حاجز الخوف"
على صعيد آخر، نظم انصار الحكومة الليبية تظاهرات مؤيدة للقذافي في الساعات الاولى من يوم الجمعة.
وبث التلفزيون الحكومي صوراً اظهرت انصار القذافي وهم يهتفون بحياته اثناء احاطتهم بسيارته التي كانت تتحرك ببطء في احد شوارع العاصمة طرابلس بينما اضاءت الالعاب النارية سماء المدينة.
وكانت أربع مدن ليبية على الأقل شهدت مظاهرات مناوئة للزعيم الليبي يوم امس الخميس، بحسبما اوردت مصادر في المعارضة الليبية.
نظمت في العاصمة الليبية طرابلس مظاهرات مؤيدة للقذافي
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع الخميس استجابة لدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية كالفيس بوك وتويتر.
وحضت رسائل نشرت على موقع "ليبيا وطننا" المعارض والذي ينشط من خارج ليبيا الليبيين على المشاركة في الاحتجاجات.
وظهر في فيديو على موقع يوتيوب لم يتسن التأكد من صحته محتجون في زنتان يرددون هتافات ضد القذافي، بينما قال المعارض فايز جبريل المقيم في الخارج إن "الليبيين كسروا حاجز الخوف".
مقتل سجناء
جاء ذلك فيما قتل ثلاثة سجناء الجمعة برصاص قوات الامن الليبية اثناء محاولتهم الفرار من سجن الجديدة في العاصمة طرابلس، كما افاد مصدر في الاجهزة الامنية.
وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "سجناء حاولوا الفرار من سجن الجديدة، لكن الحراس تدخلوا واضطروا الى اطلاق النار على السجناء الذين لجأوا الى العنف".
واضاف ان "المواجهات اسفرت عن مقتل ثلاثة من السجناء"، مشيرا الى ان الوضع بات الآن "تحت السيطرة" وقوات الامن تحاصر السجن.
تزامن ذلك مع معلومات عن فرار العديد من السجناء من سجن الكويفية في بنغازي شرق ليبيا اثر حركة تمرد حصلت في السجن.
وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا ومقرها بنغازي "حصل تمرد في سجن الكويفية وفر العديد من السجناء" الجمعة، مضيفا ان الفارين اضرموا النار في مكتب النائب العام المحلي وفي مصرف ومركز للشرطة.
وقال البريكي ان اعطالا في الانترنت منعت الصحيفة القريبة من سيف الاسلام، نجل العقيد معمر القذافي، من تحديث اخبارها.
لعب بالنار
وردت اللجان الشعبية الثورية، مهددة برد "عنيف وصاعق" على المتظاهرين "المغامرين" في ليبيا، وقالت ان المساس بالخطوط الحمراء "انتحار ولعب بالنار".
وقالت في افتتاحية صحيفتها "الزحف الاخضر" الجمعة "ان اي مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فان هذا الشعب الابي والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم عليها عنيفا وصاعقا".
وأضافت ان "سلطة الشعب والجماهيرية والثورة والقائد معمر القذافي جميعها خطوط حمراء، ومحاولة تجاوزها او الاقتراب منها انتحار ولعب بالنار، وقد اعذر من انذر".
الا أن المسؤولة عن قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة واطسون، رات ان "الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الامن على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع اي حركة اعتراض داخلية".
واضافت ان مئات "المتظاهرين السلميين" نزلوا الى الشوارع الخميس في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا وزنتان"، مؤكدة انه "بحسب العديد من الشهود فقد اطلقت قوات الامن الليبية النار على المتظاهرين وقتلتهم لتفريق التظاهرات".
واوضحت ان اعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء، مشيرة الى ان الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب الخميس مزيداً من التجهيزات، وقال انه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصابا من المتظاهرين نصفهم في حالة حرجة بسبب اصابات بالرصاص.
وتجمع المتظاهرون في البيضاء لتشييع متظاهرين قتلوا الاربعاء وتوجهوا الى مبنى قوات الامن على وقع هتاف "يسقط النظام" و"معمر القذافي ارحل"، وقد صور بعض المتظاهرين جانبا من التظاهرات بكاميرات هواتفهم الخلوية.
احراق الكتاب الأخضر
كما جرت تظاهرات في طبرق قرب الحدود المصرية حيث احرق متظاهرون مقرا للجان الشعبية الثورية ودمروا نصبا يمثل "الكتاب الاخضر" الذي يتضمن الافكار والاراء السياسية للعقيد القذافي ويعتبر بمثابة دستور الجماهيرية.
واضافت المنظمة الحقوقية ان "استخدام قوات الامن وقطاع طرق مسلحين لمنع الشعب من التعبير عن معارضته للحكومة يبدو اكثر فاكثر محكوما بالفشل"، مؤكدة ان هذا "التكتيك" جربه نظام حسني مبارك في مصر وفشل.
القمة العربية
في غضون ذلك أعلنت ليبيا التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية لجامعة الدول العربية تأجيل القمة العربية المقررة الشهر المقبل في العراق بسبب الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي.
وقالت وكالة الانباء الليبية ان رئاسة القمة العربية قررت تأجيل القمة المقبلة بسبب الظروف التي تشهدها المنطقة العربية.
وردا على إعلان ليبيا قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن أمانة الجامعة لم تتسلم أي طلب رسمي لتغيير موعد القمة العربية.
وأوضح هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ان هذا القرار يجب ان يتخذ بشكل جماعي.