نجح علماء في تطوير برنامج حاسوبي جديد يعنى بفحص الدماغ لتحديد طبيعة الحالة المزاجية التي يكون عليها الأشخاص سواء كانت سعادة، حزنا، غضبا أو حتى حسدا.
وجد باحثون في برنامج يستهدف الدماغ ليحدد مشاعر الفرد أن السعادة أسهل المشاعر التي يمكن الكشف عنها وأن الحسد هو أصعب المشاعر التي يمكن تحديدها.
وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها بهذا الصدد من الممكن أن تستخدم بالمساعدة في علاج الأشخاص الذين يعانون مشاكل عقلية وتوفير التشخيص الناجع علمياً لاضطرابات الشخصية.
وطلب مشرفو الدراسة، التي أجريت في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، من مجموعة ممثلين استحضار مشاعر رئيسة أثناء قيامهم بمراقبة النشاط الخاص بأدمغتهم.
ثم استعانوا بهذا البرنامج الحاسوبي لمعالجة النتائج التي أسفرت عنها عمليات مسح الدماغ، وأظهرت نشاطاً في منطقة الدماغ نفسها حين مر الممثلون بالمشاعر نفسها .
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن كريم قسام، الأستاذ المساعد في علوم الاجتماع واتخاذ القرار لدى جامعة كارنيغي ميلون، قوله " يُقدِّم هذا البحث طريقة جديدة ذات فاعلية في تحديد العواطف دون الارتكازعلى قدرة الناس على التعبير عن أنفسهم".
وتابع قسام "ويمكن استخدام تلك الطريقة في تقييم الاستجابة العاطفية لأحد الأفراد تجاه أي نوع من أنواع المحفزات، كاستجابته تجاه علم، اسم علامة تجارية أو مرشح سياسي".
وأشارت الدايلي ميل إلى أن فريق قسام طلب من الممثلين استحضار تسع حالات عاطفية ( الغضب، الاشمئزاز، الخوف، الحسد، السعادة، الشهوة، الكبرياء، الحزن، الخزي ).
وسُمِح لهم ببلوغ تلك الحالات العاطفية بأي طريقة يريدونها، قبل أن يتم إخضاعهم لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ولم يتم فحص سوى عشرة ممثلين فحسب
وتم فحص كل مشارك عن كل حالة عاطفية 6 مرات قبل أن يستعين الباحثون بالبرنامج الحاسوبي لمعرفة ما إن كان سيتمكن من تحديد نوعية العاطفية التي يشعر بها المشارك أم لا.
ونجح البرنامج في تحديد العاطفة 50 % من الوقت، لكنه خمن أيضاً الحالة الصحيحة 80 % من الوقت حين سُمِح له بتصنيف العواطف. وبيَّنت النتائج أن البرنامج الحاسوبي كان متميزاً في تحديد مشاعر السعادة، بينما كان أقل دقة في تحديد مشاعر الحسد، وأنه نادراً ما كان يخلط العواطف الإيجابية والسلبية.