لم يقتل بسجون العلمانية... وإنما قتل بعصي الإخوانية... فعن أي إسلامية تتحدثون... وعن أي حقوق تدافعون... تبقون وحوشا كاسرة تنهش بالأحرار... هي بداية النهاية... بداية سقوط الإخوان... بدم الشهيد المقدام...
تبقى الأرق الذي يحول نهارهم ليلا... يبقى فكرك الوهاج كابوسا يجثم على صدروهم أينما حلوا وحيثما ارتحلوا... يبقى ذكرك بارقة أمل المحرومين المضطهدين المستضعفين... تبقى صرختك المدوية تصك آذانهم وتلكن أفواههم وتغشي أبصارهم فهم صم بكم عمي لا يفقهون...
عرفناك مجاهدا تقيا ورعا بطلا شجاعا مقداما... عرفناك ثائرا ضد طغاة الأمس واليوم لا تخاف في الله لومة لائم... عرفناك متحريا الحق والصواب ضاربا مغريات الدنيا عرض الحائط تتباهى بالحق والصراط المستقيم عنوانا... عهدناك صلب الإيمان قوي الشكيمة لا تهزك العواصف والعواطف والغوائل...
ترك الترهات والبدع والتزييف والتحريف والأباطيل والافتراءات والإجرام والحقد والكراهية والجور والظلم، واستمسك بالعروة الوثقى التي هي عدل القرآن وتوضيح الأحكام والتسامح والتعايش والمحبة والعدل والإحسان...
ديدنهم هكذا يقابلون الحكمة بالترهات... والبرهان بالأكاذيب... والدليل بالسب والشتم... والكياسة بالبلاهة... والحقائق بالتهريج... والوسطية بالعنجهية... والتعايش بالتكفير... والسلمية بالقتل والتنكيل...
كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون... إن العاقبة لأهل التقوى لا الغدر... لأهل الإيمان لا الدينار... لأهل الحق لا الباطل... لأهل الخلق الرفيع لا الوضيع... لأهل الفضيلة لا الرذيلة... لأهل الدين لا الطين... لأهل التقوى والمغفرة لا الغدر والزندقة... لأهل الصراط المستقيم لا السبل المنحرفة الضالة المضلة...
المتعارف مقابلة الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان... ولكن القوم يقابلون الحجة بالغدرة... والدليل بالعويل... والبرهان بالبهتان... حججهم واهية... وأكاذيبهم سارية... وافتراءاتهم مشهودة... وأباطيلهم معهودة...
البطل الشهيد قارعهم بعقر دارهم... لم يشأ يذهب إلى أوربا للصراع مع أولئك الأوباش مع علمه بوحشيتهم وغدرهم ورعونتهم... ولكنه أبى إلا أن يكون شاهدا شهيدا على أمته التي تناوشها الغربان ومزقت أشلاؤها الأخوان... نعم إنهم إخوان الشياطين لا المسلمين... نعم إنها السلفية المغطاة بقناع الإسلام ولكنه إسلام الخنوع والذل والاستسلام... إسلام بن لادن والقرضاوي والعريفي ومن لف لفهم من وعاظ الجور والسلاطين...
كذب الموت فالحسن مخلد لأنه سار على نهج إمامه ومقتداه الحسين بن علي عليه السلام... لم يعطهم إعطاء الذليل ولم يفر منهم فرار العبيد... نادى بأعلى صوته وهو في أوساطهم هيهات منا الذلة... يتحرك بجموعهم العاوية مناديا بالولاية لعلي وأولاد علي عليهم السلام لأنهم هم سفن النجاة وهم من أوصى بهم حقا الرسول الأعظم لا غيرهم... غير عابئ بجموعهم وأموالهم وعدتهم وعتادهم... إنه لم ولن يهادن الحق ولم ولن يرضخ للباطل...
كان بإمكانه أن يبقى على مذهبه ويغدق عليه بالأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة... ولكن هيهات أن يبيع آخرته بدنيا غيره... هيهات لمثل الشحاته حسن أن يبيع جنة عرضها السماوات والأرض لعاهر السعودية ومخنث قطر وغنجيات موزة... إنه ثوب يليق بالقرضاوي الراكع أمام الدرهم والريال... والعريفي الذي يجاهد في شارع اكسفورد ستريت في لندن، ويقضي لياليه ساهرا في النوادي الليلية البريطانية (سوهو)...
إنه الشيخ حسن شحاته انتخب طريق الحسين عليه السلام... انتخب طريق العفة والشرف... انتخب طريق العزة والكرامة والشهادة... ومناوؤه انتخبوا طريق يزيد بن معاوية... طريق المكر والخداع والوقيعة... طريق شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة... فأين الثريا من الثرى وأين الحصا من نجوم السما...
هنيئا لك الشهادة التي نقولها بمليء فينا إنهم أخطأوا عندما انهالوا عليك بالضرب بالعصي والحجارة... وسحلوك في الأزقة والشوارع... ظنوا أنهم انتصروا عليك ولكنك انتصرت عليهم... بثباتك وشموخك وصمودك... وأخيرا وليس آخرا ضمخت حياتك الطاهرة بدمك الطاهر لتقول لأبناء البغايا كما قالت سيدتنا زينب الكبرى عليها السلام للطاغية يزيد... كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا... وهل أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد...