ابيات دينيه
تعجبني كثيراً انشودة طلع البدر علينا التي استقبل بها اهل المدينة سيدنا محمد ( ص ) عند قدومه اليهم مهاجراً وللاسف لايعرف منها سوى المقطع الاول ولكن اضافة لها من بعض الشعراء المقاطع الاخرى احببت ان اشارك بها ضمن الابيات الدينية لانها مناسبة مولد سيدنا الرسول الاعظم قريبة مع هذه الايام
طـلــع الـبــدر عـلـيـنـا مــن ثـنـيـات الـــوداع
وجــب الشـكـر عليـنـا مـــــــادعـــــــا لله داع
أيـهـا المبـعـوث فـيـنـا جئـت بالأمـر المـطـاع
جئـت شرفـت المدينـه مرحـبـا ياخـيـر ســاع
**********
طلـع الـنـور المـرجَّـى فمـحـا لـيــل الـضــلالْ
وبـدا فـي الكـون ســرٌ مـن سنـاهُ الحـالُ حـالْ
فــصــلاة الله تُــهـــدى لــك يــا حـلـو الـخـلالْ
ما حـدا الحـادي بنجـدٍ أو رعــى الأنـجـم راعْ
**********
وصــــلاة الله تــهــدى لـــك مـاســحّ الـغـمــام
وبكـى المشتـاق يومـا من جوى فرط الغـرام
وتـــلالا نــــور بــــرق فاسـتـثـار المـسـتـهـام
وشـدا القـمـريّ وهـنـا في الربا لحـن الـوداع
**********
كـــل أفـــذاذ المـعـالـي بـك تستهـدي السبـيـلْ
أنــت هـاديـهـم لـنــور خــيــرُ هــــادٍ ودلــيــلْ
فــي أياديـهـمْ سـيـوفٌ شابهت شمس الأصيل
ولـهـم صــرح مـشـيـد فــي المعـالـي وقـــلاعْ
**********
يـا رسـولاً منـك وافـى كـــل بــرهــان مـبـيــنْ
ويحـن الـجـذع شـوقـاً لــك والـصـخـر يـلـيـنْ
قد سمـا المعـراج ليـلاً بــك والــروح الأمـيـنْ
كيـف لا نهديـك مـدحـاً خـالـداً عـبــر الـرقــاعْ
**********
يا حداة العيس سيروا نحـو خيـر المرسلـيـنْ
فـفـؤادي هــام شـوقــاً وكوى روحـي الحنيـنْ
هامت الأنفس عطشى ترتـجـي ذاك المـعـيـنْ
تنجلـي ظلمـة روحــي إن بــدا مـنــه شـعــاعْ
**********
هــو بــدر لا تضـاهـي حـسـنَـهُ كـــلُّ الـبــدورْ
هو شمس ليس تخفى فـي عُـلا الكـون تـدورْ
هـــو لــلــروح مــنــارٌ هـــو لـلأنـفـس نــــورْ
هو فـي الأرض هِزَبْـرٌ رجـفـت مـنـه السـبـاعْ
**********
كــان للـنـاس ضـيــاءً أبصـرت منـه العـيـونْ
وســـنــــاءً وبـــهــــاءً ليـس تمحـوه السنـونْ
حيـنـمـا أكـمــل ديــنــاً جــدّ فـيــه المـؤمـنـونْ
ذرفـت أعـيـن صـحـبٍ عـرفـوا حــج الـــوداعْ
ابيات رثاء..
طبعاً هذه القصيدة منسوبة لأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
في رثاء السيدة الزهراء عليها السلام
ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ
ٌوكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم
سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله
إذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده
لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ
وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
وكـــلُّ عـــزيـــز مـــا هـــنـــاك ذلــيلُ
وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ
ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــلُ
فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ
وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ
ابيات عتاب..
يستهويني الشاعر عبد الحسين الحلفي كثيراً
وهذا المقطع الاخير من قصيدته ( عتاب للعراق ) ابكتني كثيراً
عراقيين صرنه ملوحه للموت
ومايستلذ كلش الا بينه
وموت الله انلغه بهل الوطن فد نوب
وعزرائيل هم بدل علينه
يحلالي العتب يا وطن وياك
لان بس الاحبهم عاتبتهم
وتدري شكد احبنك واهواك
بكد ناسك الفقرة العذبتهم
بزغري كالوا اطلع ترة أيذيك
وصدك اذيتني وما صدكتهم
وحلموا بية اكرهك ياوطن يوم
جي حلموا اكرهك كاومتهم
اهلي من طحت فزعولك اركاض
وعثرو بيك تالي وطيحتهم
او وليت اهلي ذبح وجمالة اكلك
خو ما تعبوك من اذبحتهم
المو ولدك ارتاحو يا وطن بيك
او ولدك علة العالم طشرتهم
ولدك علكوك كلادة عالجيد
وانت عللمشانق علكتهم
اجة راس السنة ورادو يشبكوك
كطعت راس السنة وما شابكتهم
بحروبك قدمولك احلى الاعمار
ومن صار السلم ليش اعلستهم
حركو روحهم من كلت بردان
ودفيت وصارو رماد ودستهم
انبترو من كلت محتاج رجلين
ومن احتاجوا ايدك رجعتهم
ومن الزمت قلمك صارو اوراق
من كد ما تشخبط شككتهم
صارولك ورد ضنوك فلاح
ما تعرف تشم ليش اكطتعهم
حتى المَمات
سأذكُركِ حتى المَمات
و حتى بعدَ المَمات
و أنا فى أكفانى رُفات
ستشعرينَ بروحى تحوم
حولكِ فى كلِ الأوقات
كم تمنيتُ لُقياكِ
لكنَّ العمر فات
لم يبقى غير طيفكِ أناجيه
و لهيب الذكريات
لم يبقى غير الجرح أواسيه
و بعض العَبرات
بدت شمس اليأس بازغة
و الأملُ تلاشى فى لحظات
رُبما يوماً تسألينَ عنى
فيقولون طائر العشق مات
وابيات تهدينها لكل من
انسانه/انسان له مكانه بقلبك
المعلم هو ذلك الانسان الذي لايمكن ان انسى وقفاته
امام السبورة ووجهه مفعم بالابتسامة الجميلة حينما ينتظر الجواب على سؤال طرحه
حينها يكون فرحاً عند سماعه للجواب الصحيح
وغاضب متاسف على خطأ الاجابة
اختار قصيدة لأمير الشعراءأحمد شوقي (قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ ) واهديها لكل معلم بالعالم
وياليت يقرؤها
طلبة جيل هذا اليوم
الذي اصبح البعض منهم جيل مدرسة المشاغبين
ولا مبالات والاستهتار بالمعلم
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيل
كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ iiمُعَلِّمٍ
عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخـرَجـتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَـدَيـتَـهُ الـنـورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَـبَـعـتَـهُ بِـيَـدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَـدِئَ الـحَـديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَـلـتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبـنَ الـبَـتـولِ فَـعَلمَ الإِنجيلا
وَفَـجَـرتَ يَـنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَـسَـقـى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَـلَّـمـتَ يـونـاناً وَمِصرَ فَزالَتا
عَـن كُـلِّ شَـمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَالـيَـومَ أَصـبَـحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
فـي الـعِـلـمِ تَـلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
مـا بـالُ مَـغـرِبِـها عَلَيهِ أُديلا
يـا أَرضُ مُـذ فَـقَـدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَـيـنَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَـبَ الَّـذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِسـتَـعـذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
فـي عـالَـمٍ صَـحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِـالـفَـردِ مَـخـزوماً بِهِ مَغلولا
صَـرَعَـتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت
مِـن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا
سُـقـراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَـفَـتَـي مُـحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَـرَضـوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَـأَبـى وَآثَـرَ أَن يَـمـوتَ نَبيلا
إِنَّ الـشَـجـاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ
وَوَجَـدتُ شُـجعانَ العُقولِ قَليلا
إِنَّ الَّـذي خَـلَـقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً
لَـم يُـخـلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا
وَلَـرُبَّـمـا قَـتَـلَ الغَرامُ رِجالَها
قُـتِـلَ الـغَـرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا
أَوَكُـلُّ مَـن حامى عَنِ الحَقِّ iiاِقتَنى
عِـنـدَ الـسَـوادِ ضَغائِناً iiوَذُحولا
لَـو كُـنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ
لَأَقَـمـتُ مِن صَلبِ المَسيحِ iiدَليلا
أَمُـعَـلِّـمي الوادي وَساسَةَ iiنَشئِهِ
وَالـطـابِـعـيـنَ شَـبابَهُ المَأمولا
وَالـحـامِـلـينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا
عِـبءَ الأَمـانَـةِ فادِحاً مَسؤولا
كـانَـت لَـنـا قَـدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ
وَرِمَـت بِـدَنـلـوبٍ فَكانَ الفيلا
حَـتّـى رَأَيـنا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً
فـي الـعِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا
تِـلـكَ الـكُـفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ
مِـن عَـهـدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا
تَـجِـدُ الَّـذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم
لا يُـحـسِـنـونَ لِإِبـرَةٍ تَشكيلا
وَيُـدَلَّـلـونَ إِذا أُريـدَ iiقِـيادُهُم
كَـالـبُـهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا
يَـتـلـو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم
فَـالـنـاجِـحـونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا
الـجَـهـلُ لا تَـحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ
كَـيـفَ الـحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا
وَالـلَـهِ لَـولا أَلـسُـنٌ وَقَرائِحٌ
دارَت عَـلـى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا
وَتَـعَـهَّـدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم
تَـغـزو الـقُـنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا
عَـرَفَـت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت
كَـالـعَـيـنِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا
تُـسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي
مِـن أَن تُـكـافَـأَ بِالثَناءِ جَميلا
مـا كـانَ دَنـلـوبٌ وَلا تَعليمُهُ
عِـنـدَ الـشَـدائِـدِ يُغنِيانِ فَتيلا
رَبّـوا عَـلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى
تَـجِـدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا
فَـهـوَ الَّـذي يَـبني الطِباعَ قَويمَةً
وَهـوَ الَّـذي يَـبني النُفوسَ عُدولا
وَيُـقـيـمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ
وَيُـريـهِ رَأيـاً فـي الأُمورِ أَصيلا
وَإِذا الـمُـعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ الـعَـدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا
وَإِذا الـمُـعَـلِّـمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جـاءَت عَـلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا
وَإِذا أَتـى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى
وَمِـنَ الـغُـرورِ فَـسَمِّهِ التَضليلا
وَإِذا أُصـيـبَ الـقَومُ في أَخلاقِهِم
فَـأَقِـم عَـلَـيـهِم مَأتَماً وَعَويلا
إِنّـي لَأَعـذُرُكُـم وَأَحسَبُ عِبئَكُم
مِـن بَـيـنِ أَعـباءِ الرِجالِ ثَقيلا
وَجَـدَ الـمُـساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ
فـي مِـصـرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا
وَإِذا الـنِـسـاءُ نَـشَـأنَ في أُمِّيَّةً
رَضَـعَ الـرِجـالُ جَهالَةً وَخُمولا
لَـيـسَ الـيَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن
هَـمِّ الـحَـيـاةِ وَخَـلَّـفاهُ ذَليلا
فَـأَصـابَ بِـالدُنيا الحَكيمَةِ مِنهُما
وَبِـحُـسـنِ تَـربِيَةِ الزَمانِ بَديلا
إِنَّ الـيَـتـيـمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ
أُمّـاً تَـخَـلَّـت أَو أَبـاً مَشغولا
مِـصـرٌ إِذا مـا راجَـعَت أَيّامَها
لَـم تَـلـقَ لِـلسَبتِ العَظيمِ مَثيلا
الـبَـرلَـمـانُ غَـداً يُمَدُّ رُواقُهُ
ظِـلّاً عَـلى الوادي السَعيدِ ظَليلا
نَـرجـو إِذا الـتَعليمُ حَرَّكَ شَجوَهُ
أَلّا يَـكـونَ عَـلـى البِلادِ بَخيلا
قُـل لِـلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم
دَنَـتِ الـقُـطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا
حَـيّـوا مِـنَ الشُهَداءِ كُلَّ مُغَيَّبٍ
وَضَـعـوا عَـلى أَحجارِهِ إِكليلا
لِـيَـكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن شُكرانِكُم
جَـمّـاً وَحَـظُّ الـمَيتِ مِنهُ جَزيلا
لا يَـلـمَسُ الدُستورُ فيكُم روحَهُ
حَـتّـى يَـرى جُـندِيَّهُ المَجهولا
نـاشَـدتُـكُـم تِلكَ الدِماءَ زَكِيَّةً
لا تَـبـعَـثـوا لِـلبَرلَمانِ جَهولا
فَـلـيَـسـأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ سائِلٌ
أَحَـمَـلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ فُضولا
إِن أَنـتَ أَطـلَـعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً
لَـم تَـلـقَ عِـندَ كَمالِهِ التَمثيلا
فَـاِدعـوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا
لِأولـى الـبَـصـائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا
إِنَّ الـمُـقَـصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى
لِـجَـهـالَـةِ الطَبعِ الغَبِيِّ مُحيلا
فَـلَـرُبَّ قَـولٍ في الرِجالِ سَمِعتُمُ
ثُـمَّ اِنـقَـضـى فَـكَأَنَّهُ ما قيلا
وَلَـكَـم نَـصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى
مَـن كـانَ عِـندَكُمُ هُوَ المَخذولا
كَـرَمٌ وَصَـفحٌ في الشَبابِ وَطالَما
كَـرُمَ الـشَـبابُ شَمائِلاً وَمُيولا
قـوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ وَاِرفَعوا
صَـوتَ الـشَـبابِ مُحَبَّباً مَقبولا
مـا أَبـعَـدَ الـغـايـاتِ إِلّا أَنَّني
أَجِـدُ الـثَـبـاتَ لَكُم بِهِنَّ كَفيلا
فَـكِـلـوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا
فَـالـلَـهُ خَـيـرٌ كافِلاً وَوَكيلا
انسانه/انسان زعلانه عليك
فَرَضَ الحَبيبُ دَلالَهُ و تَمَنَّعَا
وأبَى ، بِغَيْرِ عَذَابِنا ، أن يَقْنعَا
مَا حيلَتي و أَنَا المُكَبَّلُ بالهَوى
نادَيتُهُ فَأَصَرَّ ألاَّ يَسْمَعَا
وَ عَجِبْتُ مِنْ قَلْبي يَرِقُّ لِظالِمٍ
وَ يُطيقُ رُغْمَ إبائِهِ ، أنْ يخْضَعَا
فَأَجَابَ قَلْبِي : لا تَلُمْني ، فالهَوَى
قَدَرٌ وَ لَيْسَ بأمْرِنَا أن يُرفَعَا
وَ الظُّلْمُ في شَرْع الحَبيبِ ، عَدَالةٌ
مَهْمَا جَفَا ، كنتُ المُحِبَّ المُولَعَا
وَ لَقَدْ طَرِبْتُ لِصَوْيَهِ وَ دَلالِهِ
وَ احْتَلَّتِ اللفَتَاتُ مِنِّي الأضْلُعَا
الَبْدْرُ مِنْ وجْهِ الحَبِيْبِ ضِياؤُهُ
وَ العِطْرُ مِنْ وَرْدِ الخُدُودِ تَضَوَّعَا
و الفَجْرُ يَبْزُغُ مِنْ بَهَاءِ جَبِينِهِ
وَ الشَّمْسُ ذَابَتْ في العُيُونِ لِتَسْطَعَا
يا رَبُّ ، هَذا الكَوْنُ أَنتَ خَلَقْتَهُ
وَ كَسَوْتَهُ حُسْناً ، فَكُنْتَ الُبْدِعَا
وَ جَعَلْتَهُ مَلِكاً لِقَلْبِي ، سَيِّداً
لَمَّا على عَرْشِ الجَمَالِ تِرِبَّعَا
سارَتْ سَفينَةُ حُبِّنَا فى بَحْرِهِ
و القلْبُ كانَ شِراعَهَا ، فَتَلوَّعَا
لَعِبَتْ بها ريحُ الهَوَى فَتَمَايَلَتْ
ميناؤُهَا المَنْشُودُ بَاتَ مُضَيَّعَا
وَ المَوْجُ تَحْتَ شِراعِهَا مُتَلاطِمٌ
مَا صَانَ وُدَّ العَاشِقينَ وَ ما رَعَى
يَا مَوْجُ ، رفقاً بالسَّفِِينِ وَ أهْلِهِ
ما كَانَ ظَنَّي أَنْ تَكُونَ مُرَوَّعَا
يَا مَوْجُ ، نَادَاني الهوى فَأَطَعْتُهُ
فَاهْدأْ وَ قُلْ لَسَفينَتي أن تُسْرِعَا
فالوَصْلُ غَاَيةُ مَا أُريدُ ، و مَطْمَعي
و مُبرَّرٌ لكَ فى الهوى أَن تَطمَعَا
يا صاحِبي ، خُذْ للحَبيبِ رسَالتي
فَعَسى يَرَى بَيْنَ السُّطُور الأدْمُعَا
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغَرَامِ ، مُتَيَّمٌ
و القَلْبُ مَنْ حَرِّ الفِراقِ ، تَصَدَّعَا
مَا في النَّوَى خَيْرٌ ، لِنَرضى بِالنَّوَى
بَلْ إِنَّ كُلَّ الخَيْرِ أَنْ نَحْيَا مَعَا
انسانه/انسان محتاجه وجودها في حياتك
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء
إنّي أغرق
أغرق
أغرق
انسانه/انسان فرقت بينك وبينها ظروف الحياه
اقول لذلك الانسان الطيب
كلمات من داخلي
ان سمعها
فرسالتي وصلت
افقدت كل الاشياء
في غيابك وهجها
بعد ان كانت تشع
اصبحت لاتعكس ضوءاً
كي اراها
●●●●●●●●●●●●
والسؤال الاخير
نريد نشوف قصيده لشاعرك المفضل
نزار القباني
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
.... بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
واكيد ماراح تطلعين/تطلع من السجن الا بكفاله اقامه ممتعه
عطر سجنك الادبي نابض بالثقافة وبهاء ترانيمه
شكراً لك على دعوتك الجميلة
وسجنك المفعم بجلسة جميلة
وزهورك الجميلة
ولك كل ودي واحترامي
ورشة عطر من رياحين الوجود
بقى كفيلي
اختار لؤلؤة الكوت
صاحب المشاركات والردود الطيفة الجميلة
لك ولها باقة ورد