فوضى حُروف
ضجيجٌ عابق
بوطنٍ زائف
شائك الأسوارِ
فاقد الأمالِ
تهبُ على منافذهِ
عاصِفة شُكوك
تَجتاح الرُوح
مُدنها الموبوءة
أَزِقتها المتُرملة
مَنَازِلها
مَسَاراتها
إِشاراتها
رهنَ وجهٌ آخر
لا يعهدهُ الباغونَ
عَزفهُ مُنفَرِد الألحانِ
روحهُ عَبَق المكانِ
انفاسهُ تَبتَز المارينَ
جنونهُ لوعةَ العاشقينَ
إنتظارهُ أَيقَظَ مَضَاجِع
الناي الحزين
عقاربُ الساعات
وإغراءاتْ الزمان
أُفسِدتْ
حينما أَصبحت
لحظةُ الفراقِ
وداعٌ
تشردٌ وضَياع
الأمسياتُ متحفيةُ القدمينِ
الذكرياتُ عَطّرتْ
شِفاه الراحلينَ
لَملمَ الشوقُ بقاياه
ذاكِرتها
اطواقٌ مقيدةٌ
تخَشى الدوران
للصمتِ تَشَتكِي
فوضى روح
الأنفاسُ صمتتْ
جمعتْ كُل ما تَبقى مِنها
رحلتْ بهدوءٍ
لِتلقى حَتفِها الموعود
حانَ أَجّلها المعلوم
مارستْ خِذلانها
بألمٍ ..
وحسرة
الروحُ تَتَوجع
تَستَغيث
لاتدري بأيةٍ
محنة سَتَلقى مَصِيرها المجهول
لإحساسٍ ظّلَ سجينٌ
جفافَ الغيابِ بَعثَرها
ناقوسُ الشجنِ دقَ وتَدها
لم يعدْ الرَجاء
ولا البَقاء يَنفع
ممنْ لايسمعُ
سوى صَداه
فمتى تُكسَرْ الأطواق
لم نعدْ
نَعرفُ بِداياتنا
نهَاياتنا أهرمتها الهُموم
وما زالتْ أَمامنا حقائبَ حزنٌ مُعبئة
خزائنٌ من البوحِ مُوصدة
فمتى سَنَجِد أوطاننا المرُتَحلة؟؟
ومَراكِبنا أَغرقها الغَضَب
غَادَرتها الأشواق
ضاعتْ بينَ واحات المنافي
رنةٌ عمياءٌ داعبتْ
صدرُ الفراغِ
حَفرتْ قَبرها
إِختارتْ قَدرها
قَرارها عِصيانٌ
حِدادٌ وهذيان
طُقوس الحرفِ
تنأى ملامحها
قرباناً لصمتٍ
يشتهي الإنفراد
بلا شرطٍ ولا قيد
يرعى كُل الوجوه
إلا منْ كانت تستهويهِ
بِكُل فِصولهِ
بِكُل جبروتهِ
وطغيان أيامهِ وسنينهِ
ضحى المؤمن