طق شرش الحيا..
يحكى أن شاباً ظريفا غرق بعشق بنت زعيم الشحاذين، ومع أن أباه صده عن هذا الزواج المسموم، إلا أنه أصرّ على الأمر ، وعندما توجهت الجاهة لخطبة الفتاة، قال جدها: مهر ابنتنا غالٍ، مهرها عشرة دنانير!، فتبسمت الوجوه باستغراب، ثم يضيف بدهاء: شرط أن يحصل عليها العريس من التسوّل . فعرضت الجاهة عليه مئات الدنانير؛ ليتجاوز عن شرطه القاسي، لكنه يصر، فلا يكون أمام الشاب إلا الرضوخ، فيلبس رث الثياب ومرقوعها ويسوح في البلاد!.
وبعد جمع المبلغ يسرع لوضعه بيد الجد الذي سأله: هل شعرت بشيء غريب حصل لك في رحلة التسول؟؟!، فيقول: لم أشعر بشيء إلا مع آخر بريزة (الاسم القديم لقطعة العشرة قروش)، فقد قادني حظي لرجل شحيح لم يستجب لتوسلاتي، ولكني وحرصاً على (البريزة)، تبعته ولزقت به كالقرادة، فصدني بكل ما للصد من أشكال، فأحسست حينها أن شيئاً انقطع بين عيني، كانقطاع وتر مشدود!، فابتسم العجوز، وأطلق قولته التي جرت مثلاً: ما دام شرش الحيا طق من بين عينيك ، ما في خوف عليك ! لأن قلة الحيا عند معشر الشحادين رزق دائم !!!