ظننته ككل يوم من ايام العمل المكلله باريج لقيا زملائي واصدقائي الطيبين
لكن الاقدار شاءت ان تجعله مختلفا
فما ان همستُ بتحية الصباح حتى بادر الجميع بردها ثم اعقبوها بنبأ مفجع
(والده فلانه توفت)
تسمرت في مكاني وتمتمت
ربما..
( كلنا على هذا الدرب)
لا اذكر ..
وبعد ان استوعبت هول ما اخبروني به سالت السؤال الساذج
كيف؟
وكان الله استبدل عزرائيل هذه المره!
انقضت ساعات العمل في هذا اليوم البارد ثقيله جدا وقبل المغادره اتفق الجميع على الذهاب معا لمواساه صديقتنا المفجوعه.
دائما ما تخونني خطاي بهذه المواقف لكن حاولت ان ابدي صلابه ودخلت اول المجموعه وما ان التقت عيناي بعينيها حتى عانقتني وهي تصرخ
(امي خلوها بصندوك خشب هلكبره)
لفظ صبري انفاسه الاخيره واجهشت ببكاء مر..!
وبعد مرور ساعه او ساعتين او ثلاث لا اعلم قررالجميع المغادره
فأعتذرت عن الذهاب معهم وقررت العوده سيرا
حاولن منعني بذريعه الجو القارس الا اني في حينها لم اكن اشعر باي شيء
وصممت على العوده سيرا
(صندوك خشب هلكبره)
اججتني المفرده وبقي صداها مترددا في ذاكرتي طول طريق الرجوع لبيتنا
نعم صندوق خشبي صغير تحشر فيه اجسادنا البضه لينقلها لمثواها الاخير هناك ...تحت الثرى
لتبدأ رحله المجهول التي يعيشها كل من سبقونا الى هناك
...
جسد احتواه صندوق خشبي ليسعه في اخر الامر قبر
وروح لا اعلم ما هو مصيرها
ونهايه متوقفه على سجل اعمال تحصيه الملائكه
لنصل بعد هذا المخاض
الى جنه او جهنم الا من رحم الرب
والمفارقه في الامر ان كلاهما تبدا بحرف الجيم!
...
كتبت سطوري اعلاه لكي اصل الى الخلاصه ادناه :
سلسله الاعصاب التي تنقل الايعازات الى الدماغ الذي يترجمها الى احاسيس وانفعالات فنشعر بالحراره او البروده او الالم او الخوف او غيرها هي مجموعه عمليات يقوم بها الجهاز العصبي الذي يعتبر من اساس مكونات كل جسد،
وشبكه الاوعيه الدمويه ومضختها (القلب)ترفد الخلايا المكونه لمختلف الاعضاء التي بتجمعها تكون الاجهزه التي تشكل جميعها الجسد تشاركها الرئتين والقصبه الهوائيه والانف لجلب الواعز الاول للحياه واستمرار بقاء الجسد البشري عليها (الهواء)
مجموعه عمليات تقوم بها اجهزه يحتويها جسدنا ليبقى على قيد الحياه ولكن
كل هذهالعمليات تتوقف ما ان تحين لحظه الموت هذه
فلا يفيد انعاش القلب او ربط الجسد على جهاز التنفس الاصطناعي او غيرها لاعاده الحياه الى الجسد الميت برغم ان استمرارها كان من الاسباب الرئيسيه في بقاء الجسد على قيد الحياة!
اذن لم تكن الاعصاب ولا القلب ولا الاوعيه الدمويه ولا الرئتين هي المسؤوله عن الشعور واستمراريه الحياه
في الجسد المادي
فمن البديهي ان يكون الموت متسببا لتوقف او مغادره عنصر اخر غير المجموعه المذكوره اعلاه!
...
الروح
الروح التي اجهل مكانها في جسدي
اهي في قلبي ام في رأسي او في افكاري ام تتلبسني كلي فتكون بشكلي تماما لكنها شفافه لا اراها
تتلبسني لدرجه اني اقضم منها مع اضافري المقضومه واقصص منها مع كل قصه لشعري!
نعم انها الروح..!
من البديهي ان تكون الروح هي مبعث الشعور والحركه واستمراريه الحياه في جسدي
لكن...
اين تذهب هذه الروح حين تقبر اجسادنا؟
هل تقبر مع الجسد؟
حين نقوم بزياره قبور اعزائنا المتوفين ،هل نقوم بالسلام على كومه تراب لا تشعر تعتليها صخره كتبت عليها اسمائهم؟
ام ان الارواح التي عايشناها وقبلناها وسمعنا اصواتها واحببناها وشاركناها الحياه وعانقناها بصوره اجسادها
قابعه هناك تتطلع لنا ونحن نذرف الدموع على فراقها؟!
تساؤلات كثيره اججتها في خاطري خطوات الطريق من بيت صديقتي لبيتنا...
رغبت ان اشارككم بها
لنتبادل الافكار عسى ان نتوصل لشيء
مودتي
بقلم
يمنع النسخ و النقل
Nai
14/2/2011
ألا موت لذيذ الطعم يأتي يخلصني من الموت الكريه!