إذا مَررتُ بقربِكمْ
تَتهامَسون
وتَنُظرون لِبعضكم
تتغامَزُون
جاءت فَريسَتَكم
فلتنهضْ غرائِزَكم
ولِتمضِ جَوارِحكم
ترسل قذائفها
نحو جسدٍ
مزقْت أوصالَه
سودُ السنين
أرسِلوا نظراتِكم
خلفى لا تأبهوا
ألم يتنزلُ عليكم
آياتُ الوحي
حَللّت نَظَراتِكُم
فما عدتم تخجلون
ما عادَ من حَرَجٍ بِكُم
ما عاد من نهى
ولا أمر بغضٍ للبصر
وحيٌ ليس من السماء
لكنما وحيٌ من الظلماء
قابعةً بضعف نفوسكم
لكل رذيلة تدعوكُم
ولكل ضلالةٍ تَهديكم
عجباً.. الشهامةُ تُغريكم؟
عجباً.. النخوةُ تَدعوكم..؟
لتمعنوا فى النظرَ
فما أنا الاّ امرأة مطلقة
ما أنا سوى نَكِرة
عنها الجميعُ تخلى
إلا أولو إربٍ
يتملقون لغايةٍ
بالنفسْ.. خافيةً سنين
جَاراتى عني
تَباعدنْ وتَحَفظنْ
مني يَخشينْ على ازواجِهن
إذ أنى غدوتُ مُطلقة
فكانما كلَ الفُسوقِ ونَحوه
جُبِلت عليه كل مُطلقة
حتى أنتِ يا أُماه
صرتِ أمَ مُطلقة
تُوصيننى صباحاً وكلَ مساءٍ
أن لا أنسى بأنى مطلقة
يامن لم تكنْ عيناكَ ترمُقُنى
حياءً واحترامْ
قداسةً لزمالةٍ
أسفاه أنت الآن
ترمقنى بكل تفحصٍ
بدءً بقدمي إلى ما
تحتَ غطاءَ رأسى
وعيناك شاخصتان
تخترقان غطاء صدرى
أشعة فوق الحمراء
فى مخيلتك ترسم
نهداً تحاوِرُه اشتهاء
من تحت غطاء بعد غطاء
تجوب صدرى
لأنى غدوتُ مُطلقة
ماعدتَ تَحفل
لى بِحرمة
وتذبح كينونتى وزمالتى
غِربانا على محرابٍ
غدتْ صلواتَك فيه
تَراتيلَ شَهوة
أسفى عليكم أحياءَ
على الارضِ
تسيرونَ كالأموات
أسفي عَليكم
وعلى من كانوا
يُراعون حُرمة الأخَواتْ
أسفي عليكم وعلى عُقولٍ
أورثَتْ كل الجهالة
والنتانة والخِواءْ
يامن تحسبون الطلاق وباءْ
وكلَ ذاتِ عَرضِ وشرفٍ
إن طَلقتْ لم تُحسب
مِنَ الشُرفَاء
وا أسفاه
وا أسفاه
لم يكنْ عاراً
يا هؤلاءْ
بل العار كان
يلحقُ بي لولا
إن غدوتُ مُطلقة
هل تفهمون ؟؟؟؟؟
يا منْ نمت عفونةُ الأفكارِ فِيكُم
وطفحَ الصديدُ بِكُم
فأصبحتُم من آكِلي لحومِ البَشرْ
يا من يعجزُ الفِكرُ فيكم
أن يَميز أين الخير يَجثو؟
وأين مكمنُ كُلَ شر؟
لو كان الطلاقُ عارَ
ما أباحه ربُ البشرْ
لكنه سبحانه
جعلَ الكَراهةَ فيه
منعاً لكل ضعيف نفسٍ
تحتَ ظِله يَستترْ
ولا يسعى لِلفِراق به
مريضُ نفسٍ ذى وِطرْ
يا من تَعُدونَ أنفُسكم بَشرْ
لَيتكم تُمعِنونَ النَظرْ
وتُدرِكُونَ ما يُخْفى
عليكمْ من أمرْ
يا وصمةَ عار
فى جَبين البشرْ
إنى مُطلقة
لم يكنْ هو لي زوجَاً
ولم يُزوجني أهلي رجُلْ
لمَّا رأوا فيه الثراءَ استبشروا
وما درَوا أينَ الخَطرْ
ما أستبانُوا لرُشدٍ
خيرُ البرية ساقَهُ
رحمةً بِكلِ البَشرْ
بالخلق والدين
نُقيمُ الخطابَ
ونِعمَ الوصيةُ
تلكَ ونِعمَ الظَفرْ
لكنما الحاجةُ تطغى
والضَعف يَبقى
متأصلاً فى الناس
إلاّ مَنْ رَحِمَ رَبِى
منَ البشرْ
نُعطى لمن يدفعُ أكثَر
نزوج من يأتي
بمهرٍ أكثرْ
نُزوج من له سَيارة
أرقى وأكبرْ
نزوج من يملك من العقار
والأطيان أكثرْ
نزوج من كان اسمه
فى الناس أشهرْ
ودفع زوجي أكثرْ
وما أن عاشرتُه حتى عرفتُ
من أين كل الجاهِ
ومن أين كان المصدرْ
وكانت السهراتُ
ودُنيا الأثرياءْ
عُرفُها والطلاسِمُ فِيها
هى الاسترضَاء
لا عَيبَ فيها ولا شيء
من الإستحياءْ
أُراقِصَ إرضاءً له
من يشاءْ
أُضاحِكَ من يشاءْ
أُمازحَ من يشاءْ
وزوجي فى غَبطةٍ وهناءْ
لياتيني بالهدايا
مُحمِلاً كلَ مساءْ
بالأمسِ قد أرضيتُ
عنهُ كلَ الوُجهاءْ
فنالَ اليومَ صُبحاً
ماله فيه الرجاءْ
ويأتي مساءْ
ويمضي مساءْ
وعِزةُ نفسي تُمزقني
ويَنهشُ أعماقي الكبرياءْ
وجاءتْ طامةٌ كُبرى
إذْ إتصَلَ زَوجي
ذاتَ مساءْ
يَترجانى لأسبقَه
تلبيةَ دعوةِ عشاءْ
على شرفه تكريماً
من كبارِ العُظماءْ
هنالك فى انتظاري
وُجيهاتُ النِساءْ
وإذعاناً مضيتُ
ولم أجدْ سوى
نفرٌ قليلُ من
رجال ونساءْ
ودار الكأس وعَلَت الضِحكاتْ
ما بين الصَخَبِ والرَقَصاتْ
بدأت النظراتْ
تكشف عن نوايا أُخرْ
وتَرجمتْ المعاني
اختطافَ اللمساتْ
تحتَ سِتارِ البَسماتْ
ثم أتى الإنزواءُ بينَ
صليلِ الضِحكاتْ
وأنفردَ الجميعُ تِباعاً
ولم يبقَ سواي
وذياك الوجه
وياله من وجه
رغم الوسامةِ
قَدْ اكتسى قُبحاً
تُحاوره ابتسامة
يدعونى لإكمال الطقوسِ
وا أسفاه وا أسفاه
لم تكن دعوة عشاءْ
لم يكن رجلاً من كان
لكنما قد كان ديوثا
وحبستُ أنفاسي
وضاق صدري بآهاتي
وخرجتُ كيفَ
خرجتُ لا أدري
الدَمعُ يَسبقني
والنيرانُ تَكويني
وبلغتُ داري
كيف بلغتُها
من حسرتي لستُ أدري
وإذا بالأسدِ أمام التلفازِ جالسُ
والهاتفُ فى يُمناه يَرمُقني
بوجهٍ عابِس
ليتنى يا نَذلُ ما تزوجتُكَ أبدا
ليتني كنتُ بِكرامتي عانِس
وثارت دمائي
وأرتفعتْ يدي
وهَوَتْ تَصفعُ وَجها
ما كانَ به حياءْ
هكذا طعمُ الثراءْ
أتلك حياةُ الوجهاءْ
لتاكل جسدي
كلُ الديدانْ
لتنهشْ جسدي
الجوارحُ والعقبانْ
يا نذلُ إفعل فى شرفِكَ ما تشاءْ
إن كنتَ تملكُ منهُ شيء
لكنما شرفي أنا
لن يُمسْ
وكرامتي لن تُمسْ بأي مالْ
وإن مَستها لنْ تُطال
ولن تُهانَ بأي حال
لدار أبي بليلي
سوف أمضي
إن لديكَ شيءٌ من بعضِ
شرفٍ لا أحسبه قد كانَ
إرمي طلاقكَ حاضرا
وابعث الي وريقتي
عندَ الصباح
وأستر لِحالِكَ دونَ
أدنى فضائِح أومِساس
أنتَ لا تَسوى
ان تشَبه بالمِداس
وإحذر فإني
لا شيء يردَعنِى
وكُلي جِراحْ
خرجتُ وما كِدتُ أسمعُها
كأنما بها قدْ أهل الصَباح
ونسيتُ نفسي
حينَ غَشاها الإرِتياحْ
وأخذتُ أركُضْ فى الطريق
نسيتُ ما بي من جراحْ
لا لن اصرخ لا
ولن أجهش بالبكاءْ
فى داخلي شُكرٌ يُطوقْني
وإحساس عميقٌ
لكَ ربي كلَ الثناءْ
يا مُجذلاً خيرَ العَطاءْ
فلكمْ هي نعمة أنْ
أبحتَ لنا الطلاقْ
وإلا كان جحيماً
وحياةً لا تُطاقْ
لكَ الحمدُ ربي
أنن غدوتُ مُطلقة
ويا لِفخري وإعتزازي
أني غدوتُ مطلقة
هلا علمتُمْ يا من
جهلتم أي عِزةٍ وكرامة
هى أن أكونَ مُطلقة
قلم ودُ جبريل