لماذا لا يبدع المعاقون لدينا؟
من حسن حظي أنني في إحدى زياراتي للمكتبة وجدت كتاباً بعنوان " عظماء ومشاهير معاقون غيروا مجرى التاريخ" للكاتب أحمد الشنواني ، ووضع عنواناً عاماً قد لا أتفق معه فيه " كل ذي عاهة جبار" ، لكن في هذا الكتاب سرد لعدد كبير من الشخصيات التي تعرضت لإعاقات وأبدعت بل غيرت من مجرى التاريخ.
طبعاً من أشهر الشخصيات التي ذكرها الكتاب بيتهوفن " الأصم" والألماني غوته "أصيب بالهوس " وأديسون " كان ينسى اسمه بعض الأحيان" ، ومن الشخصيات العربية والمسلمة كان اسمان فقط أبو العلاء المعري وبشار بن برد ( فارسي متهم بالزندقة) وكلاهما كان أعمى وكانا شاعرين ... لكن في الزمن الحديث قدم الأخرون من غير العرب والمسلمين أمثلة رائعة في تحدي الإعاقة وخلق إنجازات بل واختراعات وسبق علمي أكثر من الأصحاء منا.
وأفهم أننا في الفترة الأخيرة جميعاً نعاني حالة من التخلف عن الأخرين ، وبالتالي فإن المعاقون لدينا سيكونوا متخلفين عن المعاقين لديهم ، ولكن ما لا أفهمه رفضنا إجراء عملية دمج حقيقي للمعاقين في عالمنا العربي وإتاحة الفرصة لهم ليتضيفوا إلى المجتمع ...فكرت بالأمر طوال قراءتي لذلك الكتاب الشيق فأرجعت هذا إلى أسباب منها:
1- أننا شعب عاطفي ، فما إن يصاب لدينا أحدهم بمرض حتى نضعه بمثابة الميت ونحيطه بالدلع المفرط من دون تفكير بتوظيفه...حتى إذا أصيب الواحد منا بزكام تجد كل العالم يطالبه بالتوقف عن العمل لأسابيع.
2- أننا نخشى التجربة ، فنحن منذ بدء البشرية لا نحب تجربة الجديد ونصف أي مجدد بالكافر أو الفاسق أو الضال .. حتى الرسول عليه الصلاة والسلام عندما جاءنا قلنا عنه ساحر أو مجنون.
3- أن مسؤولي عملية دمج المعاقين بكافة أنواع الإعاقة لدينا هم أبناء مسؤولين مما يجعل المنصب شرفياً وللكسب فقط ، وبالتالي هم خاملون لا يؤدون عملهم بل غير قانعين بعملهم.
هذه أسباب ثلاثة يجب التركيز عليها ، وعلينا أن نتوقف عن تحويل كل أعمى إلى شيخ مسجد ، فهو يستطيع تقديم الكثير في كافة العلوم مع احترامي الكامل لكل ذي إعاقة ، بل ندعو الله أن ييسر لهم أمورهم ويجعلهم مبدعين منتجين في حياتهم سعيدين.
تقبلو خالص تحياتي