يتساهل فئة كبيرة من الأهالي مع أطفالهم المولودين حديثاً أو حتى الأكبر سنّاً في طلبهم للنوم في غرفتهم الخاصة، فنشاهد الأبناء ينامون في الغرفة الخاصة لوالديهم بحجّة الشعور بالحنان والأمان والخوف من الكوابيس والأرق في غرفهم. لا نفي انّ نوم الطفل المولود او الكبير مع والديه يساهم في شعوره بالإرضاء النفسي ليتمكن من الشعور بالراحة والدفئ والقوّة. ولكنّ هذه العادة السيئة تقف عائقاً امام بناء شخصيّة الطفل الذي سينمو متعلقّاً بطريقةٍ مرضية ومبالغ فيها بوالديه، ملتحماً بأجسادهما، ما سيسهم بتضعيف شخصيتّه. بالإضافة إلى انّ جهل بعض الأباء ببعض الأمور يجعلهم يعتقدون بأنّ الطفل لا يعي ما يحصل من حوله. لكنّ هذه القطعة الصغيرة كالإسفنج تمتصّ ما حولها ولذلك نحذّر الشريكان من ممارسة حقوقهما الزوجية بوجوده مهما كان عمره صغيراً. في حال استيقظ من نومه وركض إلى غرفتكم باكياً خائفاً من كابوسٍ ما طالباً منكمت ان تسمحا له بالنوم بينكما، لا تستسلما لبكائه مهما بلغ الضغط عليكما فيه، وتحدثا معه بصوت هادئ أنه أصبح رجلاً، ولابد أن يستقل بذاته. ثم امسكا يده الصغيرة وقوداه إلى غرفته، واجعلوه يشعر بالأمان من خلال ترداد عبارات تشجيعية مثل انت شجاع، وقويّ، وهذا مجرّد كابوس ولا يمتّ للحقيقة بالصلة، وامسحا دموعه، ثم اتركوه ينام بهدوءٍ في غرفته بعد ان يسترجع ثقته بنفسه. إيّاكما ومناقشة القضايا الشخصيّة امام الطفل، او حتى بصوتٍ عالٍ فالطفل بطبيعته يحاول معرفة كل ما يدور من حوله، ويتوجّب عليكما وضع الحدود بين حياتكما الشخصية، وحياتكم الأسرية معاً.
منقول
رد مع اقتباس