اشرقت شمس صباح جديد في احدى القرى البعيدة كان يسكن هناك شاب يدعى ريك مع عائلته التي تتكون من خمسة افراد كانت عائلة فقيرة وريك الابن الاكبر لتلك العائلة وهو في التاسعة عشر من عمره وهو شاب رشيق ذو شعر اسود, وعينان زرقاوان كزرقة السماء,طويل القامة ,جميل المنضر كان يساعد والده في اوقات الفراغ في المزرعة وعندما يعود الى منزله من العمل في كل يوم يسمع انين من بيت مهجور لا يعرف لماذا سلب قلبه هذا الانين فكان يحاول ان يعرف من في داخل المنزل ولكن لا يجرأ وفي احد الايام قرر ان يستجمع قواه ويدخل الى ذلك المنزل .اما عن ذلك الشخص الذي يصدر هذا الانين فهي فتاة تدعى روز كانت تسكن وحيدة في ضلمة ووحشة هذا المكان وهي تتعذب من الالم ولا تقوى على الحراك .انها فتاة ذات وجه طفولي وملامح بريئة في السابعة عشر من عمرها تملك عينين سوداوين ,وذات بشرة بيضاء ,رشيقة القوام ,ولكن كانت تنقصها الفرحة فقد اخذ منها الحزن مأخذاكانت هذه الفتاة تعيش سعيدة مع عائلتها ولكن حدثت في قريتها معركة مما ادت الى اجبارهم على هجر قريتهم والذهاب الى قرية اخرى ولكن اباها لم يستطع ان يدبر لهم المعيشة فأضطروا الى ان يتفرقوا ويذهبو بحثا عن العمل فجائت هي الى هذه القرية وسكنت في هذا المنزل المهجور ولم تستطع ان تجد عملا فبقيت بلا طعام وتسوء حالها يوما بعد يوم .و في صباح يوم من الايام نهض ريك بكل نشاط وقد قرر ان يدخل في ذلك اليوم الى المنزل المهجور ويستكشف مصدر الانين فلما دخل وجد فتاة يرثى لحلها لا تقوى على الحراك ملقاة على الارض ونضرت اليه نضرة استغاثة والم ........وبعد عدة ايام بدأت تتحسن بسبب اهتمام ريك وكان يجلب لها الطعام ويأتي اليها في كل يوم ليطمئن عليها.لكن في احد الايام جاء ريك الى ذلك المنزل فلم يجد احدا فدب الالم في قلبه لانه عرف انها قد تحسنت وذهبت الى منزلها اذ انه لا يعرف قصتها لم تتكلم معه منذ ان عرفها .بحث عنها وضل يأتي كل يوم على امل اللقاء مجددا لكن من دون جدوى ...اصبح طريح الفراش لا يقوى على فعل شيء لا يأكل ولا ينام ولم يجدوا له علاج ...اما عن روز فقد ذهبت للبحث عن عائلتها وقد قررت ان تعود لكي تشكر ريك على مساعدتها عندما تجد اهلها .كان ريك يذهب كل يوم في مكان لقائه بها ويجلس ليبكي طوال اليوم .وفي احد الايام على عادته ذهب الى ذلك المنزل المهجور وجلس في احدى زواياه وبدأ بالبكاء ...احس بيد ربتت على كتفه فتسلل احساس غريب الى قلبه رفع بصره فدهش من المنضر انها روز عادت لتراه ..... فمدت له يدها لينهض وتشع على وجهها ابتسامة جميلة وبريئة ....فأخذ بيدها ونهض وخرجوا من ذلك المنزل الموحش تاركين ورائهم كل الاحزان والالام مستقبلين الحياة بأبتسامة وامل ...بحياة ملئها السعادة والحب.
اغرقني البعد عنك بالاحزان
فلم اقدر على الحياة
واذا بنور ذراعيك ينقذني
ونضرات عينيك تنعشني
وتبعث في جسدي الروح من جديد
قلم فاطمة الموسوي