دهشتي ممن يحبون الغيبة .... فتجدهم يستنكرون انتشار البطالة والفقر ويتصارخون من اجل الفقير متناسين أوضاع البلاد الاقتصادية التي دمرت على يد الديمقراطية .... ، ومرة تجدهم يحتجون على رواتب الموظفين الجدد الذين تم تعينهم بمساعدة الجن ويبثون سمومهم على السادة المسؤولين .... لا يتركون منهم صغيرا ولا كبيرا وكأنه يمتلك خزائن قارون ويبخل على أبناء شعبه .
رغم أنني أتعاطف مع الطبقة المنحدرة من سلالة الفقر والحرمان واشعر بالسرور والفرح الغامر بمن يطالب بتحسن الوضع ألمعاشي والاقتصادي وكأنه يتكلم عن ما في داخلي لأنني لأجرؤ على الخوض في مثل هذه الأمور لشدة كراهيتي للغيبة ، ولكن هناك آمرا يزيد دهشتي هو غيبة بعض الفقراء المنحطين الذين اغتنوا فرصة في ليلة وضحاها اصحبوا أعلام وسادة على الشرفاء أنا افرح لكل فقير تبان على وجهه اثر نعمة الله واغتنى بعد فقر .
ولا احد منكم يستطيع أن يصف سعادتي عندما أرى موظف راتبه اقل من خمسمائة ألف دينار وله أسرة ويبني بيتاً فخماً من عدة طوابق ويشتري عقارات لا تتجاوز عددها أصابع الأيدي والأرجل ويقولون عنه المتقولين ما لا يرضاه لو سمعهم وكأنهم يحبون الحرمان والفقر ولا يحبون الخير لخلق الله وأطهار نعمة الله على وجوه عباد ويشنون حملة شعوا .
اظن هؤلاء طويلي اللسان يشنون حملة ضد الإسلام فالأغلبية العظمى من هؤلاء الأغنياء الجدد يصطفون في الصفوف الأولى في المساجد وتبدو على وجههم عظمة الخشوع والتمسك بالدنيا استغفارا لذنب ما والتهليل والتسبيح والتكبير حتى أني لا أجد مبررا لذكرهم بالسوء .
أما محسوبكم أخاف الغنى كي أتجنب المعاصي ولا أريد أن أكون على طاولت المنافقين فيكفيني قوت يومي وحماري راضيا بعلفه الذي يقتات به من عرق جبينه .
جاسم الزركاني