انتبه لقلبك من فمك
يعتقد الكثيرون أن اللثة هي الأنسجة الناعمة الوردية التي تظهر عند ابتسامتنا، بيد انها تشمل ايضا الانسجة العظمية التي تحيط بالسن وتدعم ثباتها. وقد بينت الدكتورة حنين ابو خضور، الحاصلة على البورد الاميركي في طب الاسنان وجراحة اللثة وزراعة الاسنان ومديرة مركز بيان لطب الأسنان، أن التهاب اللثة هو حدوث التهاب بهذه الانسجة، قد يتطور ليسبب تدمير العظم والأربطة الداعمة للسن، وبالتالي فقد الأسنان. وهناك نوعان من أمراض اللثة، الأول يصيب النسيج الناعم ويسمى «جنجيفايتس» والاخر يصيب النسيج الناعم والعظم ويسمى «بيريودونتايتس»، ومرض «جينجفايتس» الأكثر انتشارا.
الأعراض
لا تكون علامات المرض واضحة في بدايته، وغالبا ما تكتشف بعد تمكن المرض من اللثة. لذلك يجب على المريض توخي الحذر من العلامات الدالة التالية:
- لثة حمراء اللون متورمة.
- حدوث نزيف في اللثة.
- انحسار في اللثة.
- ظهور مسافات بين الاسنان.
- رائحة نفس كريهة.
- الاحساس بالألم او الحكة بين الاسنان.
اسباب تطورها
وحول اسباب الاصابة قالت د. حنين أبو خضور:
- عندما يترك الشخص اسنانه من دون تنظيف ستتجمع البكتيريا وتتكاثر وتكون مستعمرات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. وتفرز هذه المستعمرات سموما تؤذي وتجرح اللثة مما يجعلها تنزف. واذا لم تعالج سوف يصل الالتهاب الى العظم ويتآكل محدثا جيوبا في اللثة وخلخلة الاسنان. كما ان هناك اسبابا تزيد من نسبة الإصابة بأمراض اللثة مثل: التدخين، الوراثة، سوء التغذية، الاصابة بمرض السكري، اختلال الهرمونات خلال فترة الحمل، والعوامل النفسية.
العلاج
هناك نوعان من الطرق العلاجية، إما جراحية وإما غير جراحية، والاختيار بينهما يعتمد على مدى تمكن المرض من اللثة المصابة. بالنسبة للجنجيفايتس يكون العلاج الفعال باستمرار التفريش والتنظيف الجيد للأسنان يوميا مع زيارة الطبيب كل ستة أشهر لتنظيف الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها. وفي حال إهمال علاج هذا المرض ستعمل البكتيريا على أكل اللثة والعظم لتسبب مرض البيريودونتايتس. ويهدف العلاج للإسراع في إعادة تأهيل اللثة عن طريق ازالة البلاك وتنظيف الأسنان واللثة لتقليل الخطر وإيقاف تطور المرض إلى الأسوأ والمحافظة على الصحة العامة.
خيار الخلع
لكن في أي مرحلة يلجأ الطبيب الى عملية خلع الاسنان؟
تجيب د. أبو خضور قائلة:
- نحافظ على الأسنان الى أبعد مدى، ونحاول قدر الإمكان علاجها، لكن إن كانت العظام المحيطة بها متضررة بشدة، فحينها يلجأ المعالج الى خيار الخلع. كما تتحكم درجة التسوس في هذا الامر ايضا، وإن وصل التسوس إلى درجة عميقة فلن يفيد العلاج. طبعا، أفضل الحفاظ على السن الى آخر مرحلة، لكن عندما أشعر بأن اللثة تتآكل والسن غير ثابتة وتتحرك، فليس هناك من حل غير الخلع، والتفكير في حل زراعة الاسنان.
تأثير مرض اللثة
ترتبط امراض اللثة مع إصابة الجسم بالعديد من الأمراض الخطيرة، وذلك لأن اللثة الملتهبة تفرز مواد سامة تهاجم صفائح اللثة والعظم لتشكّل جيوبا مفتوحة حول السن. وتلعب تلك الجيوب دور البوابة التي تنتشر من خلالها البكتيريا في الجسم عبر الدم لتسبب الامراض. فيعرف أن مرض اللثة يزيد من نسبة سكر الدم مما يعيق علاج مريض السكري. كما بينت الدراسات أن لمرض السكر تأثير على اللثة.
وخلال فترة الحمل ترتفع نسبة الهرمونات والبكتيريا في اللثة، وهذا يعني أن البكتيريا قد تنتقل الى الجنين عن طريق الدم. وقد ثبت علميا أن الأم التي تلد أطفالها مبكرين أو ضعاف الوزن غالبا ما تكون مصابة بأمراض اللثة.
كما اصدرت الجمعية الأميركية لأمراض القلب ارشادات لأطباء الأسنان والقلب توصي بضرورة الاهتمام بصحة اللثة لارتباطها بصحة القلب. فعليهم توجيه المريض لأخذ العلاج اللازم في حال اكتشاف وجود مرض في اللثة.
الوقاية
- العناية بصحة الفم عن طريق زيارة طبيب الاسنان دوريا (على الاقل كل سنة).
- تفريش الاسنان مرتين يوميا بفرشاة ناعمة مع مراعاة تغيير الفرشاة كل شهرين او عندما يتغير شكل شعيراتها. ولا ينصح أبدا باستعمال الفرشاة الخشنة او المتوسطة لأنها ستجرح اللثة وتؤدي الى انحسارها على المدى البعيد.
- استخدام الخيط في تنظيف الاسنان مرة يوميا على الاقل.
- تفريش اللسان في نهاية اليوم لإزالة الطبقة البيضاء التي تكونت نتيجة التصاق بقايا الاكل بالشعيرات الدقيقة الموجودة على سطح اللسان. وتعد هذه من ابرز اسباب النفَس الكريه.
عمليات تجميل اللثة
جراحات اللثة التجميلية ترسم الابتسامة المثالية على الوجه. وتستخدم لعلاج اللثة البارزة واللثة المنحسرة واللثة الداكنة او السوداء. وللتفصيل، تعالج اللثة البارزة عن طريق رفع اللثة بشكل صحيح لإبراز تضاريس السن ومنح الشخص ابتسامه متناسقة. اما علاج اللثة الداكنة او سوداء اللون فيتم من خلال سنفرة اللثة حتى يتم توريدها وتبييضها.
تأثير معاجين الأسنان على العلاج
الوظيفة الأساسية لمعاجين الاسنان هي تنظيف الاسنان والوقاية من التسوس واعطاء نفَس منعش، ويؤدي أي معجون يباع في الاسواق هذا الغرض ان كان يحتوي على نسبه مناسبة من مادة الفلورايد. ومن الخطأ الاعتماد على معجون الأسنان لعلاج اللثة، فالأساس في المحافظة عليها من الأمراض هو التنظيف الصحيح للأسنان وإخراج كل الفضلات من الفم بعد كل وجبة.
أمراض اللثة خطر على الجنين
المرأة الحامل التي تعاني من أمراض اللثة والتهابات محيط السن أكثر عرضة للولادة المبكرة لطفل صغير وغير مكتمل. لذا، يعتبر فحص اللثة والأسنان الدوري من أهم الفحوصات التي يجب أن تقوم بها المرأة قبل الحمل واثناءه، حيث يترتب عن تضاعف نسبة الهرمونات أثناء الحمل، وبخاصة هرموني الاستروجين والبروجسترون، حدوث تغيير في نمط تفاعل اللثة مع بكتيريا البلاك، مما يؤدي الى التهابات اللثة الحادة. وتشير الاحصائيات الى ان %65 الى %70 من الحوامل يصبن بالتهابات اللثة ويعانين من أعراض مختلفة مثل نزيف وتورم اللثة، بالإضافة الى ليونتها واحمرار لونها.
ويعرف أن ردة فعل الجسم ضد السموم التي تفرزها مستعمرات البكتيريا تكون تقلصات عضلية. ويعتقد أن هذه التقلصات الدفاعية تخدع جسد المرأة الحامل لتسبب بدء تقلصات الطلق ومرحلة الولادة وبالتالي ولادة طفل غير ناضج (قبل موعد ولادته الطبيعية).
نصائح للحامل
يجب على المرأة عموما، والحامل خصوصا، ان لا تهمل تنظيف الاسنان ومراجعة طبيب الاسنان لفحص اللثة في مرحلة الحمل وذلك لتتجنب كل الأمراض والأخطار التي من الممكن أن تنتج من مرضها.
كما عليها الاعتناء بصحة الأسنان ونظافة الفم أثناء هذه الفترة وكل مرحلة من مراحل الحياة لتنعم بحياة صحية.