عذرا إن كنت استهويك عذرا
وما استهويتك قطعا من فراق
وان تك نفسى لا تطاوعنى
ما لنا غير افتراق
شىء يؤرقنى
على َ يطبق بالخناق
طموحات الربيع
بعمرك المخضر زهوا
تتجاوزنى كثيرا
تعبرنى الى كل جديد
وكل مثيرا
عذرا إن غدوت
فراش روضك
ذياك الاثيرا
وانت تبهرنى بروعة
ازهار القرنفل فيك
ساحرة العبيرا
وسحر اطياف الشذى
ا الاخاذ يسبى
فى الورى كل العقولا
وفيك اسرار السنابل
كيف تفتحت واعتلت
هاماتها زاهى الحقولا
عذرا فشبح البون
يزداد اتساعا
كلما ازدان الربيع بك
اخضرارا وحضورا
والنشر فى اعطاف عمرك
تصطفيه بلابل الروض المغردة
فى المساء وفى البكور
عذرا فقد رسمت
خطى الاعوام لوحتها
التى فيها الخريف
ياتى شحيحا
فى رحى اعتاب صيف
والتصحر قد زحف
عبر الحقول فاجدبت
حتى ارتوت
نهراً سراباً ساقه
حر الهجير
فتلاشى كل ينبوع
ولم يبقى للماء خرير
عذرا هانتا ذا ترنو
نحو صيف
صرت تالفه
وتخشى به لفح الهجير
وغدوت كالاسماك يرعبها
انعكاس الظل فى السطح المنير
وتقاطعت كل الخطوط بناظريك
فما عاد يعنيك الكثير
وما عدت تأبه لاحلام الصبا
تلك التى بالامس كنت بها
عصفورٌ يغرد بين اسراب الطيور
ظلت تطاردك السنون الحالكات اسى
من الماضى الحزين
حتى غدوت كبئر ماء خاويا
ما به غير السكون
هدوء فى انكسار واسى
لا يعنيك شيئا كان او لا يكون
وغدوت نهبا للظنون
كلما فى الافق لاح ضياء فجر
خفته واخذت تعدو هاربا
متوجسا وجلا حزين
لا تدرك السلوى ولا تالف حنين
والتقيتك فى خضم الياس تسبح
بين امواج الانين
ومددت من بين الصخور يداً اليك
عسى بها ادنيك من شط الامان
لم اكن اشفق عليك بقدرما
اخشى عليك من الزمان
فاحطتك اهتماما بالغا
وغدوت اغدقك الحنان
كى اغسل الاثار
وامحو بصمات الاسى
عن كاهلٍ عصفت به الانواء
حتى كاد ان يهتز منه كيان
فخشيت ان يغدو حطاما
او يؤول ركام
وبدى اضطرابك ظاهرا
لما نمى فيك شعور
لم يرتقى بعد
وان بدى منه بعينيك حضور
لا ترى الازهار عن بعدٍ
لكنما يستدل عليها بالعبير
وتلك تبقى جناية منى عليك
اذا انزاح الستار
وانبثق فجر الامل
يرسل الاشعاع
يكسو به كل الجدار
ويلاه يا ويلاه
إن شاءت ذلك الاقدار
فالصقيع بجوفه لا تنبت الازهار
عذرا عذرا مالى سوى
الهجر المبين خيار
قلم ود جبريل