الرافضي ـ السويد (الموقع الخاص): لقد ذكرت عده روايات أن اليماني الموعود من اليمن ومن صنعاء أو من مناطق قريبة من صعده، وانه يمهد الوضع في مكه للإمام (روحي له الفداء) .. وسماحه الشيخ يقول انه من العراق وفيه، فكيف سيذهب من العراق إلى مكة؟ لنصره الإمام وأخذ البيعة له. فهل هناك دليل نقلي على ذلك؟ أرجو التوضيح.

الجواب: للرد على سؤالكم أذكر نقاطاً على سبيل الإيجاز وقد تحدثنا بإسهاب وتفصيل عنها في كتابينا راية اليماني الموعود والجزء الثاني من علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك.

أولاً: سبق أن ناقشنا كل الروايات (وأؤكد على كلمة كل الروايات) التي ذكر فيها اليماني وتبيّن لنا يقينياً أن أي رواية معتبرة عن أهل البيت عليهم السلام لم تتحدث عن أن اليماني من اليمن، بل أثبتنا بالدليل القاطع أن بعضاً من الروايات التي ذكرت اليمن تم التلاعب فيها من قبل النسّاخ والشرّاح وهذا التلاعب هو أحد مصادر هذا الفهم، نعم توجد روايات لأهل العامة تتحدث عن يمنية اليماني وهي كما هو واضح لا تلزمنا بشيء.

ثانيا: لا توجد أية رواية تتحدث عن أن اليماني سيمهّد للإمام عليه السلام في مكة، بل إن مكة ستبقى منتفضة ضد الإمام صلوات الله عليه حتى آخر لحظة، وإلا كيف تقتل مكة النفس الزكية قبل خروج الإمام باسبوعين؟ وكيف ستستدعي السفياني قبل خروج الإمام روحي فداه بحوالي اسبوع؟

ثالثا: الروايات لم تذكر أي أعمال عسكرية لليماني الموعود إلّا في الكوفة ولم تتطرق إلى أي أعمال أخرى، وقد حللنا الوضع الأمني والعسكري في زمن اليماني الموعود وكذا الخارطة الجيوسياسية لذلك الزمن، فوجدنا أنه من المستحيل أن يتمكن هذا العبد الصالح من اختراق اليمن باتجاه الحجاز، ولو فعل جدلاً، فمن المستحيل أن يستطيع ان يتجاوز الحدود العراقية وذلك لسبب بسيط هو أن الحدود اليمنية والحدود العراقية ممسوكة بيد نظام ناصبي معاد لأهل البيت عليهم السلام، والحدود العراقية السورية ستكون بيد الاحتلال التركي الذي سيحتلها من بعد الضربة النووية للشام، كما وأن الحدود الشرقية ستكون بيد الخراساني، فمن أين سيلج هذا العبد الصالح إلى العراق؟

ولهذا فإن سؤالكم كيف سينصر الإمام عجل الله فرجه في مكة؟ وهو وإن لم يك قد ورد في الروايات فلربما تكون هذه النصرة تأتي لاحقا أو من خلال وجوده في الكوفة، ولكن كيف أجزت أن يخرج من اليمن ويخترق كل الحجاز قبل ظهور الإمام عليه السلام والحكم في الحجاز حكم ناصبي، ولم تستطع أن تجيز لهذا العبد الصالح الخروج من العراق لمكة في وقت يكون فيه الإمام عليه السلام قد اطاح بمقدار من حجم الحجاز على الأقل؟ مع تأكيدي بأن خروج اليماني إلى مكة أو التمهيد للإمام روحي فداه فيها قبل ظهور الإمام مما لم تتحدث عنه روايات أهل البيت عليهم السلام، ولم يأت له ذكر لا من قريب ولا من بعيد.

رابعاً: حديث الاستباق بين اليماني والسفياني من جهة وبين اليماني والخراساني من جهة والذي يعبّر عنه بأنه تسابق فرسي الرهان، يفترض منطقياً أن تكون المسافات متقاربة لكي يتم وصف السباق بأنه تسابق فرسي الرهان، ولا معنى لمثل هذا السباق حينما تكون المسافة بين اليمن وبين الكوفة هي 2200 كم وهي مسافة لا تماثل مسافة الخراساني المقبل من الكوت إلى الكوفة ولا السفياني المقبل إليها من منطقة مقاربة للكوفة في زمن تحقيق هذا السبق بينه وبين اليماني.

خامساً: هناك فهم عامي لروايات اليماني وقد اعتاد عليه الناس منذ زمن أصحاب الأئمة عليهم السلام ولكن هذا الفهم لا يعنينا بشيء لأن ما يعنينا هو قول المعصوم ومنطق قوله، وهذا المنطق يدلّنا على استحالة ان يكون اليماني في خروجه يخرج من اليمن نعم يمكن القول بأن رجلاً أصوله يمانية يخرج من جنوب العراق ووسطه وكما هو معروف فإن عشائر الجنوب والوسط في غالبيتها العظمى ذات أصول يمانية.