جامعة الامام الصادق تتشح بالسواد وتشييع رمزي لشهدائها
وحرص الطلبة على ان يسيروا بالنعوش في اروقة الجامعة فيما علا الصراخ والبكاء المشهد ونثرت الطالبات اللواتي ارتدين ملابس سوداء الزهور فوق النعوش الرمزية وهن يقفن على طول الطريق الذي خصص لمسير موكب التشييع
بغداد/المسلة: اتشحت جامعة الامام الصادق بالسواد فيما شيع طلابها زملائهم الشهداء، السبت، بحملهم نعوشاً رمزية جابت اروقة الجامعة في مشهد مؤلم بعد خمسة ايام على استشهادهم اثر تفجيرين انتحاريين بحزامين ناسفين استهدفا تجمعهم في حسينية حبيب بن مظاهر قبالة الجامعة قبل دخولهم لاداء الامتحانات.
وارتدى طلبة الجامعة الملابس السوداء وهم يتوشحون بعلم العراق ويحملون نعوشا غطاها العلم وقطعة قماش سوداء خط عليها عبارة "شهداء جامعة الامام جعفر الصادق" ونثرت الطالبات اللواتي ارتدين ملابس سوداء الزهور فوق النعوش الرمزية وهن يقفن على طول الطريق الذي خصص لمسير موكب التشييع .
وحرص الطلبة على ان يسيروا بالنعوش في اروقة الجامعة فيما علا الصراخ والبكاء المشهد حيث رصد مراسل "المسلة" زملاء وزميلات للطلبة الشهداء وهم يجهشون بالبكاء لدى مرور موكب التشييع بالقرب منهم.
وحمل طلبة في جامعة الامام الصادق ساريات لاعلام العراق ، فيما ارتدى اخرون قمصانا بيضاء كتب على كل واحدة " انا شيعي ، انا سني ، انا مسيحي ، انا صابئي، انا كردي ، انا تركماني ، انا عربي ، وانا عراقي" وقد تشابكت ايدي الطلبة في اشارة الى الوحدة الوطنية.
وانتهى موكب التشييع عند حديقة اقيم عليها تذكار رمزي لارواح الشهداء حيث توزعت صور الطلبة الشهداء توسطهم احد اساتذتهم على الحديقة التي قال زميل لهم انها كانت مكان تجمعهم باستمرار فيما رفعت لافتة بالقرب من الحديقة التي احيطت بالاحجار وقد كتب عليها تنتنكر رابطة الغدير الطلابية الاعلامية احدى تشكيلات المركز العراقي لحرية الاعلام العمل الاجرامي الجبان الذي طال الطلبة الابرياء من جامعة الامام جعفر الصاق في جامع الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الاسدي .
وحضر التشييع الرمزي نواب في البرلمان العراقي بينهم عبد ذياب العجيلي ووليد الحلي.
وكانت أرضية حسينية "حبيب بن مظاهر" قد تحولت يوم الثلاثاء الماضي، الى بركة من الدماء، وسماؤها الى غيمة ارواح فيما تلطخت جدرانها وسقفها بأشلاء 31 طالباً جامعياً، كانوا يؤدون الصلاة قبل دخولهم الامتحان في هجوم نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين استهدف الثلاثاء مصلين داخل الحسينية التي تقع في الجهة المقابلة لجامعة الامام جعفر الصادق الاهلية المتخصصة بالعلوم الانسانية في حي القاهرة في بغداد.
وأوضح ضابط برتبة عقيد ان "الانتحاري الاول فجر نفسه عند مدخل الحسينية ثم دهم الانتحاري الثاني المكان وفجر نفسه في الداخل".
بدورها اكدت مصادر طبية في الطب العدلي ومستشفى مدينة الطب وكذلك مستشفى الكندي، وكلاهما في شمال بغداد، تلقي31 جثة ومعالجة اكثر من خمسين جريحا.
وفي نعي القاه الشاعر العراقي ياس السعدي قال مخاطبا الشهداء :"هل صحوتَ كل تلك الليالي لتنام قبل امتحانك الاخير بلحظة .. لا تنم يا صديقي , ادري بأنك قرأت جيدا وانك ستنجح لو وصلت فقط الى قاعة امتحانك الاخير ..
اين امك يا صاحبي , ما بها لا تطلب منك ان تصحو فقد فاتك وقت الدخول , يارب هذا المسجى لم يكن مستعدا لاسئلة ملائكتك, كان مستعدا لأسلئة اخرى ظنها اقل ألماً
يا امهاتنا اياكن ان تقرتفن جريمة (عدوك ذليل وساكن الجول) مرة اخرى , لا لا ابدا فأعدائنا يتسربون من جيوب سياسيينا ومن الملابس الداخلية لنساء شيوخٍ لا يعرفون غير فتاوى القتل , يتسللون ليسكوننا الاسلفت القاسي بدل قلوب الامهات.
قل لله يا صاحبي انك لم تحلم بأكثر من عودة سالمة الى اهلك , قل له ان لك اماً لم تنذرك قربانا للشظايا , قل له ان لك اباً كان ينتظر منك اكثر من جثة , قل له ان لك حبيبة لم تدرك الى الان ان اتصال الامس كان الاخير وان القتلة لو امهلوك سنة اخرى ربما كنت ستنجب طفلا اجمل منك
اياك ان تتردد , اصرخ بأعلى صوتك هناك , أجمع كل وجع امك ونواحها الآن واصرخ بلسانها العراقي الفصيح , ابلغ السماوات رسالتها , قل لكل مَن تراه هناك , قل له ان امي تقول ( هلبت كسرنة خاطر الله) ".