النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع:

علاقة الأجداد بتربية الاحفاد

الزوار من محركات البحث: 27 المشاهدات : 853 الردود: 0
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    ادارية سابقة
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: بغــــــــــــــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 48,535 المواضيع: 8,156
    صوتيات: 85 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 23426
    مزاجي: صامته.. و لم اعد ابالي
    المهنة: مصورة شعاعية
    أكلتي المفضلة: شوربة عدس .. وعشقي لليمون
    آخر نشاط: 1/June/2024
    مقالات المدونة: 206

    علاقة الأجداد بتربية الاحفاد


    من لم يستمع لهذه العبارة من والدته أو والده وهما يدللان أحفادهما “الواحد ما بيوعى على ولاده”، إذ يحتل الأحفاد مكانة مميزة لدى أجدادهم، فعندما يكونون صغاراً يستحوذون على جل اهتمامهم ورعايتهم، لدرجة قد تدفع هؤلاء الأجداد للتدخل في شؤونهم وفي أدق تفاصيل تربيتهم، الأمر الذي يحتم في كثير من الأحيان تناقضاً، أو ربما تضارباً مع توجهات الوالدين الشابين.
    ومع التطور الحضاري، وإستقلالية الأسر الصغيرة عن الكبيرة، وطبيعة الحياة التي أصبحت أكثر تسارعاً، وتنافساً، وتزايد الضغوطات، تصبح مسألة التربية التي يرغبها الآباء لأبنائهما، والتدخلات المستمرة من كبار السن (الأجداد) من الصراعات الشهيرة في هذا العصر.إن هاجس الأجداد هو إسعاد أحفادهم، ولذلك ففي الأعم الأغلب يقوم الأجداد بتدليل أحفادهم بطريقة، تؤثر سلباً في مسار حياتهم، فعلى سبيل المثال قد يسمحون لأحفادهم القيام بأمور لا يسمح ذووهم القيام بها، مثل النوم بساعة غير محددة، متابعة مستمرة للتلفزيون، أكل الشكولاته بدل الفواكه، وما شابه من تلك التصرفات التي تضايق الوالدين كثيراً.
    وفي بعض الأحيان، يقوم الجدان بدور الوالدين، وهو ما يمنع الآباء من مزاولة مسؤولياتهما، سواء أكان الوالدان يرغبان بهذا الأمر، أو لا يرغبان، مما يؤدي إلى تناقضات كثيرة يعيشها الأطفال الصغار الذين يكونون الضحية دائماً وأبدا!وهذا أيضاً يؤدي إلى تعلم الأطفال التلاعب بمشاعر، وأفكار الجميع، خاصة إذا ساند الأجداد كلاهما أو أحدهما الطفل أمام والديه، بل ويزداد الأمر سوءاً إذا تعامل الأجداد مع الأب أو الأم على أنهما أطفال صغار يحتاجون إلى توجيه، وقاموا بتعنيفهم أمام أبنائهم.
    غالباً ما يتدخّل الأجداد في تربية أحفادهم فلذات أكبادهم، لشعورهم بالمسؤولية تجاههم، وبأنهم الأقرب إليهم عاطفياً بعد والديهم، فهم يشكّلون استمراريةً جينيةً وملاذاً هانئاً لهم في خريف العمر. يستأنسون بهم ويشغلون أنفسهم بتوفير كل ما من شأنه أن يسعدهم، ليثبتوا من خلال ذلك أن التقاعد الوظيفي لا يعني تقاعداً أسرياً. لذا، نجدهم حريصين على متابعة شؤون أحفادهم وعلى تلبية متطلّباتهم كافة، متجاوزين بذلك أحياناً بعض الممنوعات التي يكون الأهل قد قاموا بفرضها على أطفالهم، ومتناسين خصوصيّة واستقلاليّة الأسرة الصغيرة الناشئة، ومحاولين فرض أسلوبهم الخاص في التربية لقناعتهم بأنّه الأسلوب الأفضل والأمثل، ولأنّ الأبناء في نظرهم، لا يزالون يفتقرون إلى الخبرة التي يتمتعون بها!
    تربية الأبناء تحتاج استراتيجية خاصة، فهي الشغل الشاغل للآباء والأمهات حيث لا يستطيع كلاً منهم السيطرة على المتغيرات المحيطة بأطفالهم والتي تؤثر علي تربية الطفل وسلوكه خارج البيت وداخله.
    ولا شك أن المقصود هنا هم الأجداد اللذين يعتبرون الأحفاد هم امتداد طبيعي لهم، وينتظرونهم بفارغ الصبر ليمنحوهم الحب والرعاية والحنان والتدليل والمعرفة. والأطفال كذلك يشعرون بهذا الحب والحنان المختلف عن حب وتوجيه الآباء، حيث يسعدون بقصصهم التراثية وحكاياتهم، مقارنة بوالديهم الذين يشعران بالضغط المستمر بسبب ضغوطات الحياة.
    كما أن الأجداد يشعرون بسعادة لوجود الأطفال معهم، لأنهم يقتلون عزلتهم ويشعرونهم بأهميتهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات لأنه في كثير من الأحيان يفسد الأجداد الأحفاد بتدخلهم السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم، كما أن الأبناء يميلون بشدة نحو الجد والجدة . والسر في ذلك هو أن كلاً من الأب والأم يختلط لعبه مع الابن برغبة في التوجيه، في حين أن الأجداد لا يرغبون أكثر من اللعب مع أحفادهما، وإسعادهم.
    ويمكنهما إقناعه بأن يأكل أو أن يرتدي الحذاء، أو الابتعاد عن مصادر الخطر، كأزرار الكهرباء أو موقد النار أو أماكن حفظ الأدوية، لكن الآباء والأمهات ينتابهم عدم الصبر وضيق الوقت، فتنطلق الأوامر المختلطة بالتهديد للأبناء.أما الأجداد يتعاملون مع الحفيد على أساس أنه صاحب الحق في الحياة، وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة، ولكن تعتبر هذه مباراة غير متكافئة الطابع يمكن أن تتدخل في العلاقة بين الابن وجده وجدته كطرف، وبين الابن وأمه وأبيه كطرف آخر.
    إن الجد والجدة قد يوحيان للوالدين برسالة غاية في الخطورة وهي “إنك يا ابني الذي أنجبت حفيداً لنا لست جديراً بأن تكون أباً، أو إنك يا ابنتي لست جديرة بأن تكون أماً”.من المهم أن يعرف الجد والجدة أن مصدر السلطات بالنسبة للطفل هو والداه، وقد يقوم الجد أو الجدة بتوجيه التعليمات المتناقضة مع تعليمات الأم، وهنا يمكن أن يسبب الجد مشاكل لا داعي لها لابنه والد الطفل مع زوجته التي هي أم الطفل.
    أما الآباء والأمهات، وهم يرون الجدات والأجداد يستمتعون باللعب مع الأبناء ذاتهم، وينسوا أن معنى الوقت يختلف عند الأجداد عن معناه عند الآباء.
    إن الطفل الصغير يحب الجد أو الجدة لأن له مساحة من الحرية أكبر، ولأنه يستطيع أن يطلب بعض الممنوعات فتتم الاستجابة له. ولكن الطفل قد يرتبك عندما يتلقى الأمر الصادر عن الأب أو الأم بعصبية أو فتور أو استهجان، إنه يقع في دائرة التخيل فيظن أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن أباه وأمه قررا أن يتخليا عنه. وهذا الارتباك قد يؤدي إلى عدم تنفيذ الأمر الصادر عن الأب أو الأم ولذلك نطلب من الآباء والأمهات أن يزرعوا الثقة النفسية في الأبناء، إن الأوامر يجب أن تكون حازمة وأن تتضمن اللهجة أيضاً قدرة الأب والأم على مساعدة الطفل، بمعنى أن تكون حازمة ولكنها تحمل بين طياتها حبكما ورأفتكما لأطفالكما.
    ومما يلفت الإنتباه أن الأجداد الذين لا يرون أحفادهم إلا لمرات قليلة في العام الواحد، أو في الشهر، الأسبوع أكثر وأشد تعبيراً عن عاطفتهم مقارنة بمن يرون أحفادهم شبه يومي، مما يعني جرعة عالية من الحنان والعاطفة لمدة قصيرة، ثم تعود دائرة الحزم وهو ما يشكل بعض الإشكالية للأطفال، لذلك لو تكرمت أيها الجد والجدة العزيزين تعاملا مع الحدث بهدوء لأن الأهم هو الأطفال الصغار، وهم يعرفون مدى حبكما ورغبتكما أن يعيشوا بأفضل حال.
    وبالمجمل، لا يستطيع إثنان أن ينكرا أن الأجداد تواجدهما في حياتنا خاصة ونحن صغار أمر غاية بالجمال والروعة، ويقوم بعمل نوع من التوازن لدى الطفل، الذي يشعر أن الحب يغدق عليه من كل صوب وأوب.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال