النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

مهداة لروح الطفلة الشهيدة ... مريم البابلية

الزوار من محركات البحث: 89 المشاهدات : 1142 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    ام علي
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,417 المواضيع: 17,968
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 12
    التقييم: 22601
    مزاجي: حسب الزمان والمكان
    المهنة: ربة بيت
    أكلتي المفضلة: المشاوي
    موبايلي: XR
    مقالات المدونة: 92

    مهداة لروح الطفلة الشهيدة ... مريم البابلية


    رفيقة الأرائك ....قصة قصيرة
    بقلم:سنية عبد عون رشو

    مهداة لروح الطفلة الشهيدة ... مريم البابلية
    سمعت مريم تهمس قبيل رحيلها ..تدلى قرص الشمس ليقبل ثغر الفرات عند لحظات هدوئه...أزف
    الغروب فداعبت الريح سعف النخيل المحاذي لضفة النهر...تطايرت الفراشات..متحدية غلالة الليل... قادتني هواجسي ان العمر سيغرب كذلك ...
    فكرة مجنونة اعتصرت انفاسي لتثير شجوني وتتركني نهب أفكاري وبين الحلم والدهشة ... كأن يدا خفية تمتد الى رقبتي لتخنقني ..هرعت هاربة من داري ...دفعني قلقي لأقصد حديقة مطلة على ساحة فسيحة ...ولأتمكن من استنشاق كمية من الهواء النقي الممزوج ببرودة أول نيسان ولأشم رائحة تفتح الأزهار والأشجار ....
    كنت اتمنى ان انفرد بنفسي علني أتخلص من وسوسة أفكاري حين كنت ذرة غبار في سديم الكون حيث كنت أسمع وأرى وأفهم ....ثمة برنامج تلفزيوني قديم ( كي لا ننسى ) كان يصفع المشاهد كي لا ينسى الحرب ويظل يدور في بشاعتها وثاراتها.. ...لكني نسيت .... حين رأيت نور الحياة ....جلست في الحديقة وتنفست الصعداء بحرية تامة ...بلا خوف من عين تراقبني أو تسجل حركاتي العفوية كما كان يعاني أبي .... أخذت أستمرأ زادي وأتذوق عذوبة ماء الفرات ...كنت أراقب الصبية وهم يتقافزون خلف كرة القدم كانوا يسمعون كركرتي حين يسقط أحدهم أرضا .... وقد رشقني أحدهم بحفنة من الماء بعد ارتوائه من قنينة كان يحملها ...وفي غمرة اندماجي بفرح فريقهم الذي حقق هدفا نسيت نفسي وهمومي...
    فجأة سمعت جلبة وضوضاء وأصوات شبه بشرية تشبه الى حد ما ضجيج غابة مليئة بالضجر والموت القسري والصراع الابدي بين القاتل والمقتول.... سبقه صوت دوي هائل .....!! شعرت بذعر شديد كذلك الصبية مما جعلهم يختفون عن أنظاري ....خانتني شجاعتي وفضلت الاكتفاء بالتحديق ومراقبة الاحداث ....وكانت هذه اللحظات أغرب ما رأيته في حياتي ...
    رأيت رجلا قصير القامة أشعث الشعر يرتدي أسمالا بالية ممزقة ... أخذ ينتفخ جسده شيئا فشيئا...ثم تحول لهيئة حيوان غريب لم أر مثله خلال سنواتي الخمس... أثار الرعب والقلق في نفسي امتلأت مخيلتي بما يشبه حافة الافراط بالدهشة ورجفة تنتاب مفاصلي ... والأدهى والأمر (الأكثر مرارة..) لم يكن وحده بهذه الهيئة بل توافدت عليه مجاميع تشبهه كأنهم كانوا في انتظاره .....اقتادوه بسلسلة حديدية وغادروا المكان دون ان يلتفتوا ....
    ثم توافد فريق آخر ...وجوههم سمحة مضاءة بنور يتلألأ من بين أيديهم ومن خلفهم ...توجهوا نحوي
    كادت قاماتهم ان تضاهي سطح داري ابتسموا بخجل مهيب وهو يقلبون رؤوسهم يمينا وشمالا ....وكان عزاؤهم انه لم ينتبه اليهم أحد غيري أخذوا يرشون عطرا فوق رأسي وهم يبتسمون ويتمتمون بكلمات لم أفهمها .....تساءلت مع نفسي .... أهولاء بشر مثلنا أم انهم نوع من المخلوقات التي تهبط من السماء عند سماعها استغاثة الحشود وهمس دعواتهم وتراتيل صلاتهم... .... لكني انتبهت لمسألة مهمة فلا أدري ....أين اختفى أبي الذي كان ممسكا بيدي ...ها اني أتحسس لمسة حنانه الطاغي ....
    شعرت بدوار يلف مخيلتي ويجعلني أشعر بحالة تتأرجح بين الوعي واللاوعي ...حاولت ان استعيد نباهتي ومجابهتي للضعف الذي أخذ يحتل مسامات روحي وبدني وبات عقلي ينشد المؤازرة في فهم هذا اللبس....
    ...ثم رأيت الناس وقد تجمعوا حولنا في حالة من الارباك والحيرة ورأيت وجه أمي بين الجموع ...ولا أدري أكان حقيقة أم محض خيال كاذب....
    .... تدافع الناس فيما بينهم وجاهد كل منهم ان يمد يد العون للآخر ... وكانت ظاهرة التشنج بادية على قسمات وجوههم .. ....بينما تبقى عيونهم طافحة بإلف سؤال وسؤال ......
    السؤال الذي سمعته من الجميع ...لماذا يحدث هذا ....؟؟؟
    هزني منظر مؤثر للغاية ...وكأني تحولت لغابة من الاشجار والبساتين والأزهار اليانعة والماء الزلال في أنهار جارية رقراقة
    أخذت أندس بين صفوفهم في بادرة مني لمشاركتهم علني أتخلص من ضعفي وشوقي لأهلي وأحبتي ...
    فقد تذكرت بريق عيون أمي وأبي....عندها تيقنت اني فراشة أحلق في جنة الفردوس ....هناك في السماء...أختلس نظرات الشوق والحسرة الى عالم الارض ....
    هناك ....تشعر مريم بالراحة والأمان
    ......
    ولكن .... تبقى الدفاتر حزينة ...
    وتبقى الشمس مقطوعة الضفائر....


    ملف حملة الطفلة مريم


    في كل يوم لنا عرس نثاره الدماء واطراف الاطفال المتطايرة , في كل يوم لنا نوائح ودموع وحسرات , فالاوصال المقطعة والحانيات الظهور على احتضانها , مشهد يرافقنا مع كل شروق وغروب , لقد ارهقنا هذا النزيف المتواصل واورثنا شحوب الافق وانحساره , واصبحنا نعاني سطوة اليأس امام حلول بلا حلول , ووعود بلا ايفاء عرّتها التجارب من كل مصداقية , لذا اعلن الصبر انتحاره لاسيما ونحن نرى براعمنا - فلذات اكبادنا - تبعثر اجسادهم الرقيقة شفرات الشظايا وعصف الانفجارات , لم يعد الصمت ممدوحا في انتظار هِبة سياسية او مرحمة يطلقها من يشرّع القتل ويدعو له , فلكل شيء طاقة وحدود , وامام الانفجارات الاخيرة وصور الاطفال المبرقعة بالدماء وما حدث في مدينة الحلة في الـ 20/05/2013 من تفجير لمسجد وحسينية الامام زين العابدين - وما سيحدث بعده - انما يدعونا للتفكير بآلية جديدة وخطوات فعالة لايقاف سيل الدماء , فصوت الطفلة ( مريم علي ) وهي احد ضحايا ذلك اليوم الدامي ينادي : الى متى تبقى الطفولة في بلدي نهبا للموت وللأفكار العفنة ؟! .
    من هنا ندعو اصحاب الافكار والاقلام البارعة للكتابة في مظلومية الطفل العراقي وما يحدث من انتهاك للانسانية في بلد الحضارات , مستلهمين من قصة الطفلة ( مريم علي ) مدخلا لرسم رؤية توضح ما يحدث في العراق وتضع حلولا مقترحة لنكوّن معا مجموعة تضع بصمتها الايجابية للنهوض بهذا الواقع السلبي , كما نرجو ابداء المقترحات التي ترونها مهمة لتفعيل هذا الملف والارتقاء به , وسوف نثمن كل الجهود المبذولة بالاضافة الى جائزة لافضل مقال او قصة او نتاج ادبي


  2. #2
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: ♥ iЯắQ ♥
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8446
    مزاجي: இ qúỉэt இ
    المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
    أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
    موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
    آخر نشاط: 3/September/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حيدر الطائي
    مقالات المدونة: 229
    احسنتم لهذا الموضوع الرائع والمميز من نوعه .. نعم علينا جميعا ان
    نكتب لمظلومية هذا البلد الاصيل وليعرف كل العالم ان العراق هــــــو
    مهد الحضـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــارات

    جزيتم خيرا


  3. #3
    من أهل الدار
    ام علي
    شكرا اخوية نورتني حياكم الله

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ***
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,401 المواضيع: 1,356
    صوتيات: 20 سوالف عراقية: 23
    التقييم: 7965
    مزاجي: ***
    أكلتي المفضلة: ***
    موبايلي: ***
    آخر نشاط: 12/October/2024
    مقالات المدونة: 11
    شكرا ام علي قصة مؤلمه

  5. #5
    من أهل الدار
    ام علي
    نورت ابو حسين الوردة وشكرا للتقيم
    رعاك الله وحفظك من كل سوء

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    عَصِيةُ الهَوَى
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,423 المواضيع: 278
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2363
    مزاجي: مُـسـتـقـيـلـة
    أكلتي المفضلة: مشويات
    موبايلي: Iphone5 S
    آخر نشاط: 19/February/2015
    مقالات المدونة: 2
    سلمتِ أيتها الحالمة
    قصة أدمعت لها القلوب
    كل الود غاليت

  7. #7
    من أهل الدار
    ام علي
    شكرا غاليتي للمرور العطر
    لورحك ورد الياسمين

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    ملاك القتال
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: حيثما انت
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,764 المواضيع: 133
    صوتيات: 21 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21443
    مزاجي: كقهوتك صباحا.. دافئة
    المهنة: الامومة.. الاجمل على الإطلاق
    أكلتي المفضلة: باقيا الطعام
    موبايلي: صرصر
    آخر نشاط: منذ 16 ساعات
    مقالات المدونة: 30
    كم انت مميزة بذائقتك الادبية ........كم راقية انتي دمتي تنيرين لنا احلامنا بواقعية.....
    منورة حالمة

  9. #9
    من أهل الدار
    ام علي
    شكرا غاليتي للمرور العطر
    دمت بحفظ الرحمن

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال