2013/06/21
"المسلة" تنشر تفاصيل اختطاف نائب سابق بعد استدراجه الى تركيا

النائب العراقي السابق اختطفته مافيا في تركيا وأطلقت سراحه مقابل فدية مالية



تنشر "المسلة" تفاصيل تعرّض نائب عراقي الى عملية خداع وتضليل كبيرة، تفضح في بعض تفاصيلها المثيرة، نوابا لا يفقهون معنى كونهم ممثلين لشعبٍ وضع ثقته فيهم، فتوجّب عليهم تمثيله في احسن صورة، مثلما توجّب عليهم ان يكونوا مثالا يقتدي به الاخرون.والفضيحة بطلها نائب سابق في البرلمان العراقي حرص على التكتم عليها ما بوسعه، تقدم دليلا آخر على قدرة المتربصين بنواب وساسة على الايقاع بهم بسهولة، بسبب قدراتهم وتجاربهم في الاحتيال من جهة، وبسبب افتقار رهط من هؤلاء النواب والسياسيين الى الخبرة السياسية والدبلوماسية من جهة، وافتقارهم الى الحدس "الامني" الذي يجنبهم احابيل الخصوم والمحتالين من جهة أخرى، ليصبحوا هدفا سهلا لعمليات الابتزاز "السياسي" و" المالي" في الداخل والخارج، على حد سواء.وهذا النائب العراقي الذي تحتفظ " المسلة " باسمه، كانت وُجّهت دعوة له في حزيران من العام الماضي من فريق اعلامي ادعى تبعيته لمجموعة "روتانا" الاعلامية للاجتماع به في مكتبها في اسطنبول، لانجاز فعالية اعلامية حيث ارسلت له تذكرة السفر، بغية الايقاع به وإزالة أي شك يمكن ان ينتابه حول ماهية الدعوة والغرض منها.وبحسب مصدر رفض الكشف عن اسمه، احاط بتفاصيل الحادث ويعرف النائب عن قرب، فان النائب سارع الى قبول الدعوة غير مصدّقٍ انّ مؤسسة اعلامية تختاره من بين سياسيي العراق ونوابه للحديث معه.وبلغ به جوعه " الاعلامي" وتوقه الى " النجومية " ونسج علاقات عابرة للحدود،لأنْ يقبل الدعوة بلا شروط، ومن دون ان يكلّف نفسه عناء السؤال عن حقيقة الجهة التي ارسلت له الدعوة، ولماذا تم اختياره هو بالذات.وبسبب ذلك كله، ولشعوره بأهمية شخصه كنائب ممثّل للشعب فانّ شعوراً غامر نفسه في عدم الحاجة لإخبار وزارة الخارجية العراقية بسفره، مثلما كان امر وصوله الى انقره خارج علم السفارة العراقية في انقرة.ويطنب المصدر الذي يعرف الصغيرة والكبيرة عن الحادث،ان النائب الذي حمل حقائبه الى تركيا، انتابه شعور بالغرور والأهمية حين تفاجأ بوجود ممثّلين عن اصحاب الدعوة ينتظرونه في المطار ليستقل سيارة فخمة، ما إنْ قطعت شوطاً من الطريق حتى وضع مرافقوه الكيس الاسود في رأسه ليغيب العالم المرئي عن عينيه، وينزل إبلاغ العصابة له بانه "مخطوف"، كالصاعقة في نفسه.ويسترسل المصدر في حديثه الى "المسلة" ان العصابة اخبرته بان كل ما يتوجّب عليه، هو اخبار عائلته بضرورة تحضير فدية مالية مقدارها نحو مائتي الف دولار امريكي مقابل اطلاق سراحه.جدير بالإشارة، ان العصابة ذاتها كانت وجّهت دعوة الى النائب جمال البطيخ لكنه تخلف عن تلبيتها.من جهته اكد النائب محمد خورشيد، المطلع عن كثب على الحادث بحكم اقامته في تركيا، وتمتّعهِ بعلاقات جيدة مع مسؤولين أتراك، ان النائب وصل الى تركيا بالفعل وأشّرت السفارة العراقية دخوله الى تركيا، لكن أثره اختفى بعد ذلك.وسَعَت عائلته الى طلب المساعدة من خورشيد، للعمل على التحري عن مصيره الذي ظل غامضاً لفترة من الوقت.وعلى رغم ان خورشيد صرّح ان مصادر مطلعة اعتبرت اختفاء النائب، حلقة في مسلسل نزاع عائلي، وان النائب لجأ الى فكرة الاختطاف الغريبة في تركيا لغرض انتزاع الاموال من أسرته ، الا ان مصادر مقرّبة أخرى قالت ان اختفاء النائب كان عملية اختطاف مدبرة بالفعل، وماعدا ذلك فهو اشاعات ليس لها من الحقيقة نصيب.