الأرقـطـيـون علاج فعال للأمراض الجلدية والتهاب المفاصل
الأرقطيون نبات يعيش لمدة سنتين، ويصل ارتفاع سيقانه إلى نحو متر ونصف المتر، أوراقه بيضاوية معكوفة إلى الداخل، ورؤوس أزهاره محمرةوللنبات جذر مغطى بلحاء بني إلى أبيض اللون، وهو اسفنجي يصبح قاسياً بعد تجفيفه.
يعرف الأرقطيون علمياً باسم Arctium Lappa، والجزء المستعمل من النبات: الأوراق والجذور والثمار التي تحتوي على البذور. وهو نوعان: أرقطيون كبير (A.lappa) وأرقطيون صغير (A.Minus) ولا فرق بينهما طبياً، ويعرف بأسماء: رأس الحمامة، وحشيشة الأقرع، وأذن الجبار، وينبت في المناطق الجبلية، وتلقاه قرب المنازل القروية وعلى جوانب الطرق.
الأرقطيون قديماً
عُرف هذا النبات منذ قرون سحيقة، فقد ذكره كل من ديسقوريدوس وجالينوس، وما قالاه عنه وعرفاه بالحدس أثبتته الدراسات العملية الحديثة، وشاع استعماله في القرون الوسطى كعلاج للأمراض الزهرية والجلدية. وكان كثير التقدير لخصائصه المدملة للجروح والمصرّفة للفضلات والمدرّة للبول.وُصف كعلاج معرّق، مطرّ وصدري. واستعمل للربو، والحصى وتفّ الدم وداء الخنازير والجرب. وذاعت شهرته بعدما شفي بواسطته الملك هنري الثالث من مرض ظلّ مكتوماً. قال البعض أنه السفلس، وقال غيرهم أنه مرض جلدي مستعصِ. وقد أطلق عليه يومذاك اسم «عشبة السادة»، ثم عظم شأنه لقدرته على معالجة النقرس والروماتيزم. ففي العام 1758 كتب طبيب إنكليزي يقول بأنه أُصيب بداء النقرس فعالج نفسه بمستحلب الأرقطيون المكثف فأسقط كمية هائلة من الحصى، وزالت آلامه خلال 24 ساعة، وكذلك الحمى. وبعد أُسبوع ترك الفراش وصار بإمكانه الخروج إلى الناس.
وفي العام 1918 قام ساڤيني Savini بدراسات وتجارب أظهرت فعالية الأرقطيون المحققة كعلاج مفيد في الروماتيزم والنقرس والإضطرابات الكبدية وإلتهاب المرارة.
وورد ذكره في كتاب «الجامع لمفردات الأدوية والأغذية» لابن البيطار، «أرقطيون: إذا طبخ أصله وثمرته بالشراب سكّن أوجاع الأسنان، وأبرأ حرق النار، والقروح التي تحدث في أُصول الأظافر من اليدين والرجلين. وإذا صبّ طبيخهما على حرق النار وعلى الشقاق العارض من البرد نفع منهما. ورقه يشفي القروح العتيقة. إذا دقّ ناعماً وتضمدّ به سكّن وجع المفاصل».
الاستعمالات الحديثة للأرقطيون
الاستعمال من الداخل:
-مغلي الجذور: يؤخذ ما مقداره 60 غراماً من الجذور المقطعة والمرضوضة ويوضع في ليتر من الماء (أو ملعقة صغيرة لكل فنجان) وتُغلى خمس دقائق، ثم يصبر عليه ينتقع ويستحلب لمدة 10 دقائق، ويصفّى ويشرب بمعدل ثلاثة فناجين يومياً، ويمكن تحليته بالعسل أو بسكر النبات إلا في حالة حلونة الدم (زيادة كمية السكر في الدم).
ويستخدم هذا المغلي:
-لإدرار البول وتعريق الجسم.
-لمعالجة النقرس، الروماتيزم، وشتى أنواع الإلتهابات العصبية.
-لتنقية الدم وتطهير الجسم من الرواسب المضرة.
-لإزالة حب الشباب والدمامل والجروح والقروح.
-للقضاء على شتى الأمراض الجلدية الكائنة نتيجة سموم في الدم أو ظاهرة من ظواهر السكري.
-الاضطرابات الكبدية: إلتهاب المرارة، حلاوة الدم (ازدياد كمية السكر فيه)، الرُمال Lithiase (داء حصوي يصيب الكلى والمرارة).
-الحصبة أو الحميرة، على أن يحلّى هذا المغلي بالعسل في هذه الحالة، والجرعة هنا: ملعقة صغيرة كل 10 دقائق لمن هم دون السنتين. وملء فنجان قهوة 3-4 مرات يومياً للآخرين، شرط ألاّ يتعرّض المريض للهواء والبرد فيشفى خلال 3-4 أيام على الأكثر.
الشراب:
يؤخذ ما مقداره 30 غراماً من الجذور النضرة بعد تنظيفها وتقطيعها، ويضاف إليها ليتر ماء ثم تُغلى لمدة 10 دقائق، ويصبر عليها تستحلب مدة 10 دقائق أُخرى، ثم تعصر ويصفّى الحاصل ويُضاف إليه كيلو سكر، ويرفع فوق نار هادئة حتى يأخذ قوام الشراب. وهذا الشراب يمكن استعماله كمنقِّ للدم، ومُطهّر للجسم، وهو ممتاز لداء الدمامل، والجرعة منه 3-4 ملاعق كبيرة في اليوم.
-صبغة الأرقطيون: تحضّر لاستعمالها في الأوقات التي يعزّ فيها وجود الجذور أو الأوراق النضرة. ويتمّ تحضيرها كالآتي: قبضة كبيرة من الجذور الغضة تُقطع وتُرضّ، وكمية مماثلة من الأوراق النضرة تُفرم ناعماً، ثم يُنقع الجميع بليتر من الكحول عيار 60 ْ في زجاجة محكمة السدّ توضع في الشمس لمدة أسبوعين، وتُرجّ يومياً ويُعصر، ويُصفّى ويحفظ الحاصل لوقت الحاجة، ويُؤخذ منه ملعقة صغيرة في قدح من الماء مرتين في اليوم.
-مُستحلب مع الحليب: يُؤخذ ما مقداره 50 غراماً من الجذور الطازجة، وتُقطع وتنقع في ثلاثة أكواب من الماء الساخن بدرجة الغليان لمدة 20-30 دقيقة، ثم يُصفّى ويُضاف إليه كوبان من الحليب، وثلاثة ملاعق عسل. تُؤخذ هذه الكمية في يوم واحد وعلى جرعتين أو ثلاث على الأكثر، لمعالجة النقرس، والروماتيزم وكل الآلام العصبية على أن تكمد مواضع الألم في الوقت ذاته، بكمادات من الأوراق الغضة المطبوخة بقليل من الماء.
-مُستحلب البذور: تخصص ملعقة صغيرة لكل فنجان، ويوضع فوق النار حتى البدء بالغليان، ويصبر عليه ينتقع مدة عشر دقائق، ثم يُصفّى ويُحلّى ويُشرب منه 2-3 فناجين في اليوم.
البُذور أكثر إدراراً للبول من الجذور لذلك توصف في حالات الرمل، الحصى النقرس، الروماتيزم، الأملاح.
الاستعمال من الخارج:
-طبيخ الأرقطيون: خذ قبضة من جذور وأوراق الأرقطيون الغضة، وقَطِّع الجذور قطعاً صغيرة وافرم الأوراق، ثم اغمرها بالماء وارفعها فوق نار خفيفة حتى تنضج، وأهرسها جيداً ومرهم بها الدمامل مرتين في اليوم فتسرع في شفائها.
-مغلي مركز: يُؤخذ ما مقداره 200 غرام من الجذور والأوراق النضرة وتُقطّع وتفرم وتُغلى في ليتر من الماء مدة عشر دقائق، ويصبر عليها تنتقع وتستحلب مدة عشر دقائق أُخرى. ويستعمل هذا المغلي غسولاً لمعالجة حب الشباب، الدمامل، قشرة الحليب (الربّة)، قوباء الذقن حكّة وأكلان، قَوْبة صفراء، أكزما حرشفية وحصفية.
-زيت الأوراق: خذ قبضة من أوراق الأرقطيون الغضة، وافرمها ثم دقّها وانقعها بزيت الزيتون الساخن بعض الشيء في وعاء زجاجي محكم السدّ لمدة 24 ساعة، ثم يصفّى بعدئذٍ ويعصر ليستعمل يومياً في معالجة شتى أنواع الأمراض الجلدية والقروحات. ونتائجه باهرة ولكنه لا يصلح للاستعمال إلاّ لعدة أيام فقط، وبعد ذلك يفسد.
-غسول (1): خذ ثلاث ملاعق كبيرة من جذور الأرقطيون ومثلها من الأوراق وأضف إليها ثلاث كبايات خل وكباية واحدة ماء، وتُغلى جميعاً مدة عشرين دقيقة، وتترك حتى تبرد وتُصفّى وتعصر وتستعمل هذه الوصفة لمعالجة تساقط الشعر.
الاستعمال: تُفرك فروة الرأس بهذا الغسول 3-5 مرّات يومياً، فيطهرها ويقوّي البصيلات، وتعود إلى الشعر كثافته ونضارته.
-غسول (2): يُؤخذ ما مقداره 30 غراماً من الجذور تُضاف إلى 15 غراماً من الأوراق، وتُغلى في ليتر من الماء مدة عشر دقائق، ثم تترك لتستحلب مدة مماثلة، ثم يعصر بعدئذٍ ويصفّى ويُضاف إلى الحاصل ملء فنجان قهوة كحول عيار 90 وتفرك فروة الرأس بهذا الغسول مرتين في اليوم، صباحاً ومساءً، لعلاج المرط والصلع.
-مرهم عجيب: يؤخذ ما مقداره كوبين من عصير أوراق الأرقطيون، ويُضاف إليها نصف كوب زيت زيتون، ويُمرهمان بعناية حتى يأخذان قوام المروخ، لعلاج قروح الدوالي، وقروح الجنب المبتورة، ولكل أنواع القروح.
الاستعمال: ضع فوق المكان المصاب قليلاً من هذا المرهم، ثم غطّه بورقة من الأرقطيون خضراء، مرّة أو مرّتين في اليوم.
-مرهم آخر: خذ كمية من الجذور أعصرها بِعَصّارة، ثم أضف إليها كمية مناسبة من الشحم الحيواني وارفعها فوق نار هادئة حتى يذوب الشحم، ثم حرّك بين وقت وآخر ليمتزجا ويأخذا قوام المرهم، وعالج به القروح والدمامل.
وفي حال عدم وجود عصارة يُحَضّر كالآتي: إغل الجذور جيداً ودعها تبرد، ثم عصَّر وصفّ وأضف إلى الحاصل كمية الشحم، وارفعه فوق نار هادئة ليذوب الشحم ويختلط بماء الأرقطيون، ثم ارفعه عن النار حالما يأخذ قوام المرهم