الحرية الشخصية هي أهم الأسباب التي تجعل البعض يعزف عن الزواج فالتعايش الزوجي يحتاج إلى ملائمة والتزام ما بين الزوجين إلا أن البعض يريد أن يعيش الحياة بطريقته الخاصة من دون أي نوع من التدخل من جانب الشركاء .
فبالنسبة لكثير من الشباب الزواج ليس بالأمر الهام بالتالي لا يتم إدراجه في قائمة ألولياتهم في ظل الضغوط الاجتماعية العالية على الزواج على الرغم من تغير أنماط الحياة وتداول الآراء بكل حرية.
والمجتمع الحالي يضم العديد من الأشخاص الذين يحبون الحياة بصورة فردية معتبرين أن الزواج شيئاً يثير الامتعاض وهذا لم يكن عليه الحال في الأيام السابقة، ففي الوقت الحالي لا يوجد أي فرصة للحياة الزوجية حيث الانشغال دائماً بالحياة العامة.
ولقد انخفض معدل الصبر مع النمط السريع للحياة وأصبح الكثير من الناس ليس على استعداد لتحمل العبء العاطفي المتلازم بالزواج ولكنه من الممكن أن يتحمل أولويات أخرى مثل ساعات العمل الطويلة والسفر ومن الممكن أن يكون الزواج عائقاً لهذه النوعية من الأشخاص الذين لا يريدون إنفاق المزيد من الوقت في المنزل مع العائلة في ظل وجود أهداف وظيفية أخرى.
ومن المعروف أن الزواج لا ينطوي على اللحظات السعيدة فقط وممارسة الجنس وإنما يتلازم بالمسئوليات الأخرى واتخاذ القرارات لرعاية المنزل والزوجة والأطفال وإنفاق الأموال وادخار بعضها من اجل الحفاظ على المستقبل ، ويحتاج ذلك إلى تخطيط من الأسرة كلها نظراً لاختلاف أنماط الإنفاق والادخار.
أما عن الخلافات فمن الممكن أن تنشأ نظراً لتواجد الأزواج في اليوم والسنة ، حيث أن الزواج التزام مدى الحياة ويتطلب الكثير من الوقت لتعزيز العلاقة الزوجية السعيدة والعديد من الأشخاص ليسوا على استعداد لتكريس وقتاً هاما ًلذلك نظراً للفردية والأنانية المنتشرة في المجتمعات الحالي.
وهناك البعض الذين جاءوا من اسر مفككة أو مروا بمرحلة طفولية مريرة لأن آبائهم كانوا في زواج غير متوافق وسعيد ما أدى إلى الطلاق فمثل تلك الأشخاص لا يميلون إلى الزواج ويفقدون الثقة بأنفسهم ، ما أدى إلى تزايد نسبة الطلاق والخوف من الزواج.
إن التجارب المريرة والفشل في حالات الزواج غالباً ما تحطم الشخص ولا يمكن إصلاحها حيث تنتشر الأحلام والآمال خلال الزواج وليس من السهل أن يتم تحطيم الحلم والطلاق يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى على عقل أي إنسان فالصدمة العاطفية والجسدية لا تشفى تماماً ومن الصعب أن يقوم من تعرض لهذه الصدمات بالزواج مرة أخرى.