وأنا امتطي حماري ذاهبا لحارثة الأرض التي انعم الله عليها بالمطر رأيت شاباُ لفت انتباهي وهو يتوسل برجل حول تعينه يبدو انه مسؤول حكومي من هيئته وسيارته ألفارهة ، فوعده خيرا وقال له سيتم تعين جميع الخريجين وتم نشر الخبر والحكومة تقدر ظروفكم وجهودكم ، وسمعت رد الشاب أني سمعت ذلك للمرة الألف ولكن دون فعل شيئاً. انصرف سيادة المسؤول تارك الشاب في حيرة من أمره يتجرع دواء الأمل لداء الفقر ليعالج خيبته وبؤسه. فاقتربت منه بفضول للتعرف على مشكلته تبين انه أنهى دراسته الجامعية ولم يجد له مقعد وظيفي .
فتعجبت من حياته التي يعيشها كيف يحصل على قوت يومه ومتى وكيف وهل سيستطيع أن يتزوج ؟ !!!!
فأخذني الفضول أكثر لأساله هل تملك أرضاً فنظر لي بإستنكار ظناً منه أني اهرب من الموضوع ولكني واصلت الحديث قائلا كن مثل عمك واشتر حماراً وتابع مسيرة أجدادك بحراثة الأرض وزراعتها لتضمن دخلاً للمستقبل وستذوق طعم الفاكهة الطبيعية التي لا تشوهها المواد الكيماوية وتحافظ على شبابك وقوتك وستضمن بيتا وزواجا ونفقة عيالك .
لكنه استنكر فكرتي بقوله : اسمع أنا لم أكن مثلك أمي فقد أنهيت دراستي الجامعية .
فقلت : وأنا لم أخطاء في حقك .
فقال : أنا مناضل وعلى السلطة أن تجد لي وظيفة
فقلت له : كم عمرك ؟
قال : ثلاثة وعشرون عام !!!
ابتسمت واستحيت أن اخبره بأنني قضيت مقدار ضعف عمره سجيناً من اجل الوطنية .
ولكني أخبرته الوطنية والنضال هو الحفاظ على الأرض ، والشعب بأجمعه مناضل وأغلبية العظمى متعلمة والسلطة أن كانت مجبرة على تعين المناضلين فعليها استيراد شعب لتولي الأعمال الأخرى .
فأستنكر كلامي حماري بنهيقه المتعارف عليه وولى هارباً .