سجن الرميثة واحدا من الشواهد التاريخية لفترة مهمة من تاريخ العراق الحديث ولسجن الرميثة اكثر من دور واهمية في تلك الفترة حيث اعتبره الانكليز المستعمرين مطلع القرن الماضي احد اهم المعاقل للسيطرة على منطقة الفرات الاوسط الساخنة حينذاك حيث العشائر والشخصيات المؤثرة في حياة العراقين الاجتماعية والسياسية والثقافية حيث كانت منطقة الفرات الاوسط تحوي بين طياتها كل ما يرتكز علية العراقين في سبل العيش من زراعة وصناعة وان كانت في حينها تعتبر من البدائيات الا انها كانت مصدر مهم للحياة الاقتصادية انذاك فالصناعات التي تعتمد على المنتوج الزراعي والحيواني كانت تشتهر بها تلك المنطقة لتوفر مواردها المادية والبشرية اما من الناحية الفكريه والثقافية فكان الفرات الاوسط هي المحرك حيث علماء الدين والشعراء والادباء هم اهم نتاجات المنطقة وهذا ما جعل الانكليز تختار الرميثه لها احد المعاقل للسيطرة على العراق ...ولم يغب عن بال الفراتيين دورهم التاريخي المنوط بهم حينذاك وكان التحرك بين رجالات الثورة وعلماء الدين وحيث كان الشيخ شعلان ابو الجون هو واحد من ابرز تلك الشخصيات ولقصته المعروفة في سجن الرميثة وتحويل هذا المعتقل الى شرارة لاندلاع الثورة الشعبية والتاريخة التي حولت المسار السياسي والحياتي في العراق باكمله يعتبر سجن الرميثة من الاماكن المحفورة بالذاكرة العراقيه وحتى العالمية لانه بات معروف في سير الشعوب التحريرية من حيث انه لابد لكل دارس لهذه الحوادث ان يمر بسجن الرميثة وبمدينة الرميثة ...ومن المعروف ان في الوقت الحاضر تتشبث الشعوب برمزياتها من الشخوص والشواخص الا ان العراق هذا الغني بكل ما تعنيه الكلمة للشخوص والشواخص قد اهمل الكثير منها بمرور الفترات التي اعقبت الاحتلال الانكليزي بعد ان تسلط البعثين على مقاليد الحكم بعد استقلال العراق في تموز 58 واجهاضهم للثورة الفتية التي قادها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ...اذا قام حزب البعث العبثي بمحاولة مسح الذاكرة العراقية من كل مخزونها الانساني وتفرده بالانتقام من كل المفاهيم الحضارية والانسانية وحتى الدينية فانة حاول القضاء على كل شئ حي ناطق بالمعاني التي يحملها الشعب العراقي هذا النسيج الاجتماعي المتفرد من الاثنيات والاديان فحاربها كلها في وقت كانت هذه الاطياف هي مصدر الثروة الانسانية في العالم والتاريخ العراقي حافل بها ...اقول لابد لنا الان من اعاده الذاكرة العراقية لكي تستلهم منها الانسانية والجيل العراقي الحاضر كل معانيها وفي مشروع استثماري سياحي وعلمي طرحته على جامعة السماوة ان تهتم بهذا الشاخص التاريخي أي سجن الرميثه واعادة تشيدة وصيانته وجعله تابع للجامعة حيث يمكن ان يتحول الى قسم للتاريخ للدراسات العراقية في تلك الفترة ولما قبلها لما تمثلة الرميثة القريبة من مدينة الوركاء التاريخية ولكونها تابعة الى مدينة السماوة والتي تحوي اكثر من اثر تاريخي اولها هو مدينة الوركاء وكذلك يمكن ان تشيد خارج اوداخل السجن وانا كنت افضل ان تحيط بالسجن بانوراما متحركة تصور تاريخ العراق في تلك المنطقة وهناك مخطط عملي لتلك البنوراما يستوعب لاعداد كبيرة من المشاهدين وكذلك بناء مدينة عصرية تحيط بالسجن تبنى بالطرق الحديثة ولكن على شاكلة تلك البيوت التي كانت تعاصر عهد ثوره العشرين وبناء فندق سياحي ومول تجاري ومعمل للصناعات الشعبيه التي تشتهر بها مدينة الرميثة والسماوة مثل صناعة ( الايزار ) ونسج الخيام البدوية وغيرها من الصناعات الخشبية التي تعتمد على سعف النخيل وغيرها وبهذا سنكون حققنا اكثر من هدف اولها اعادة الرمزية لتلك المدينة وسجنها التاريخي وثانيا تنشيط المدينة سياحيا وثالثا تشغيل الايدي العاملة وخاصة النسائية وكذلك يمكن فتح قسم للفندقة والسياحة في جامعة السماوة يكون من طلبة ابناء المدينة لتخرج طلاب يعتمدون الاسس العلمية الحديثة في ادارة الفندقة والمناطق السياحية وادارة المنشاءات المذكورة ....لنقف جميعا لاستنطاق التاريخ من خلال شخوصه وشخصايتة في مدينة الرميثه ولنجعل سجن الرميثة يتحدث للاجيال
مقال حليم كريم السماوي
01/04/2009