شهدت مدينة الرمادي في 3 حزيران/يونيو أول تظاهرة نسائية من نوعها ضد تنظيم القاعدة والعمليات المسلحة التي يشنها، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة لتأمين المتظاهرات.

وتجمعت النساء المتظاهرات مقابل مبنى قصر العدالة وهن يرددن شعارات "لا إله إلا الله، الإرهاب عدو الله"، فيما انظم عدد من الرجال إلى التظاهرة لتوزيع قناني مياه شرب باردة على النساء كتأييد لهن في مطالبهن.
ويقول مسؤولون في الشرطة لموطني أن غالبية المتظاهرات فقدن أزواج أو أبناء لهن في تفجيرات استهدفت مدن الأنبار خلال الشهر الماضي.
وذكر المتحدث باسم محافظة الأنبار، محمد فتحي حنتوش، لموطني إن النسوة اللواتي كن متشحات بالسواد، تجمعن بشكل قانوني وهن يرفعن يافطات تطالب السلطات القضائية بتسريع إصدار الحكم على عدد من عناصر القاعدة الذين اعتقلوا الأسبوع الماضي بتهمة تنفيذ هجمات في مطعم شعبي ومقهى بالفلوجة وملعب رياضي وسوق بالرمادي أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 70 مواطن.
وتقول المتظاهرة حسيبة علي، 42 عاما، "فقدت زوجي الشهر الماضي. غادر من عندي سالما وعاد جثة هامدة مضرجة بالدماء. لقد كان صائما ومصليا فقيرا ومحبوبا. لا نعلم ما الذنب الذي اقترفه".
وتتابع "نريد حكما عادلا بحق القتلة والمجرمين، سنكرر التظاهرة وبشكل أوسع في حال لم تلب مطالبنا".
وتقف طيبة عامر، 22 عاما، حاملة يافطة كرتونية صغيرة كتب عليها "أعيدوا لي زوجي أيها المجرمون".
وتقول "مضى على زواجي ستة أشهر فقط. قتلوه دون ذنب، أنهم وحوش وأنا أريد القصاص من هولاء الإرهابيين الذين قتلوه، عندها سيرتاح في قبره وأكون قد وجدت جوابا لابنه الذي أحمله في بطني".
وأوضح حنتوش أن النساء المتظاهرات "طالبن الشرطة أيضا بالتصدي للقاعدة أو السماح لهن بالتصدي"، مشيرا إلى أن التظاهرة أنفضت دون وقوع أي حوادث.
بدوره، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، سعدون الشعلان، لموطني إن غالبية من خرجن في تلك التظاهرة هن من ضحايا الإرهاب. وأضاف أن قائمة مطالبهن احتوت، الحث على سرعة محاكمة الإرهابيين والسماح لذوي الضحايا بحضور جلسات المحاكمة ومحاسبة ضباط الأمن المسؤولين عن المناطق التي حدثت فيها التفجيرات بتهمة التقصير ومنع تكرارها في المستقبل، فضلا عن تعويض مالي ومعنوي لتلك الأسر المفجوعة.
وبحسب الشعلان، فإن من المقرر أن يناقش مجلس المحافظة مطالب المتظاهرات ويحول جزء منها إلى مجلس القضاء الأعلى كونها تتعلق بتسريع عملية تعويضهن.