المقدمة






إن علم النفس هو علم اجتماعي ، وإذا كان لنتائجه آية حقيقة واقعية فيجب أن تكون ممكنة التطبيق على مستوى مشكلاتنا الاجتماعية المعاصرة .
إذا نعلم إلى ا] مدى يزيد الاهتمام الذي يوجهه الناس منذ القرن الماضي إلى دراسات العمليات النفسية وعلاقاتها المتعددة بالحياة الاجتماعية فلقد اهتمت العلوم الإنسانية جميعها بتقدم علم النفس الاجتماعي ولكن من المهم أن يشعر هذا العلم على نحو أفضل مما فعل حتى الآن ولكي يتجاوز مرحلة الآراء العامة القائمة على التجربة العادية ولكي يكفل صدق نتائجه من الناحية الموضوعية ، من المستحيل أن نستقضي دراسة الظواهر النفسية عند الإنسان دون أن نعني بمعرفة الحياة الاجتماعية وما باشره من تأمير في العقول ودون أن نفسح مجالا خاص من علم النفس العام إلى جانب فروعه الأولى وموضوع هذا الفرع الجديد على وجه التحقيق هو تحديد هذه المؤثرات ونتائجها، ونعني به علم النفس الاجتماعي .










































علم النفس الاجتماعي هو أحد الفروع المهمة في علم النفس وهو فرع تمتد جذوره إلى الفلسفة اليونانية القديمة حيث تكونت أولى لبناته على يد سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم ثم شبا وترعرع إبان النهضة الإسلامية الكبرى على يد المعلمين الأوائل أمثال ابن سينا ، ابن رشد والغزالي وغيرهم ثم حدث التطور الأكبر له في العصر الحديث على يد توماس مور إلى أن ظهرت مجموعة مهمة من الكتابات التي أسهمت بدور رئيسي في بناء هذا الفرع من العلم وهكذا أخذ علم النفس الاجتماعي يلاحق التطور العلمي ويبتعد تدريجيا عن الفلسفة أن استقام وأصبح علما له قواعده ومبادئه وقوانينه وبخاصة خلال الحرب العالمية الثانية و الثالثة .....................ص 16

تعريف علم النفس الاجتماعي :

منذ بداية الخليقة والإنسان مهتم بالسلوك الاجتماعي والملاحظ دائما أن الأفراد يسلكون بطريقة مختلفة بحضور الآخرين عن سلوكهم حينما يكنون بمفردهم ، ويوجد عدة تعريفات لعلم النفس الاجتماعي
التعريف الأول : يعرف وادسن أن علم انفس الاجتماعي هو الدراسة العلمية للتفاعل الإنساني
التعريف الثاني : كل من جونس وجيرارد عرفاه على أنه فرع من فروع علم النفس الذي يتضمن على وجه الخصوص الدراسة العلمية لسلوك الأفراد باعتباره وظيفة لمثيرات اجتماعية .
التعريف الثالث : تعريف أحمد سلامة وعبد السلام عبد الغفار هو فرع من فروع علم النفس يهتم بالدراسة العلمية المنظمة للتفاعل الذي يحدث بين الفرد والآخرين .

ا الفيلسوف الاسكتلندي هوم والمسمى اب علم النفس الاجتماعي قد جعل من التعاطف بين الناس القوه الاولى للعنليات لتعريف الرابع
الاجتماعية ....................1
ومن هنا يتم الإجماع على أن علم النفس الاجتماعي هو العلم الذي يبحث في السلوك الاجتماعي للفرد وما وراءه من عمليات عقلية و دراسة علمية يمكن على أساسها فهم السلوك والتنبؤ بأنماطه والتخطيط له و السلوك هو أي نشاط { جسمي أو عقلي أو اجتماعي أو انفعالي } يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة ديناميكية وتفاعل بينه وبين البيئة المحيطة به و يتدرج السلوك بين البساطة والتعقيد وأبسط أنواع السلوك " السلوك الانعكاسي " ومن أعقد السلوك الاجتماعي مثل سلوك الدور الاجتماعي ، فالسلوك الاجتماعي وراثي ولا إرادي وغير اجتماعي أما السلوك الاجتماعي مثل سلوك الدور فإنه يتضمن علاقات بين أفراد الجماعات وبين الفرد و البيئة الاجتماعية،
ويتضح من علم النفس الاجتماعي أنه هناك ثلاث محاور رئيسية هي : ................ص18

ومن هنا يمكننا القول أن علم النفس الاجتماعي هو أحد الفروع الحديثة لعلم النفس العام الذي يتناول بالدراسة العلمية سلوك الفرد ومشاعره وتجاهاته ومعتقداته بوصفها وظيفة للمثيرات الاجتماعية في وسط ثقافي معين.



[IMG]file:///C:/Users/X6A12F~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]












ويقصد بالدراسة العلمية وسائل وإجراءات الملاحظة والتجريب التي يستخدمها العلماء للتعامل مع الحقائق والبيانات وتفسيرها تبع لمفاهيم معينة أما المقصود بالسلوك كل مايصدر عن الفرد من استجابات أومايصدر على مستوى نشاط إرادي أو غير إرادي أما المقصود بالمثيرات هي المواقف والمنبهات الاجتماعية أي كل كائن وماينتجه

[IMG]file:///C:/Users/X6A12F~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]



ص 18 -16 كتاب علم النفس الاجتماعي أصوله ومبادئة
تأليف عبد الفتاح محمد
دار النشر : دار النهضة العربية
1 – علم النفس الاجتماعي تأليف وليم ولامبرت ترجمة الدكتورة سلوى الملأ
دار الشروق الطبعة 2 : 1993






النشأة والتطور :




نشأ علم النفس شأنه شأن كثير من العلوم في أحضان الفلسفة فقد اهتم فلاسفة اليونان بوجود الإنسان وبجوهر طبيعته البشرية ، وبمعيارية الخير والشر ،ويرجع بعض الباحثين النشأة الأولى لعلم النفس الاجتماعي إلى أفلاطون ويعتبر من الأوائل الدين اهتموا بالطبيعة الإنسانية ،وعلى أهمية البيئة في تشكيل طبيعة الفرد الاجتماعية فكان يفسر سلوك الإنسان على انه إنتاج عام لمؤثرات المجتمع المختلفة ولقد أكد في كتابه " الجمهورية " أن الحاكم يجب أن يكون من الفلاسفة لأن الفيلسوف "في قوله " هو الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يتصور القوانين العادلة تصورا علميا" 1
ومن بعد أفلاطون جاء أرسطو والذي كان يفسر سلوك الإنسان على أساس الوراثة البيولوجية ومنذ ذلك الوقت بدأت ثنائية البيئة والوراثة ، والذي أكد أن الإنسان اجتماعي بطبعه وركز على أهمية الأسرة والجماعة والتواصل بين الناس ويقول في هذا " والذي لاستطيع أن يعيش في جماعة أو الذي ليست له حاجة اجتماعية لأنه يكفي نفسه بنفسه فهو إما بهيمة أو إله " 2
كما أن المؤسسان الأوليين في علم النفس الاجتماعي لازاروس و ستنتال أصدرا مجلة عام 1860 ولخصت أهداف هذه المجلة التي تدرس هذا علم النفس الاجتماعي على أنه السعي للكشف عن القوانين العلمية النفسية العامة التي تحرك الجماعات ولقد قسما ميدان علم النفس الاجتماعي الى :
- البحث في العوامل النفسية الاجتماعية العامة التي تفسر سلوك الجماعات كافة
- البحث في العوامل النفسية التي تفسر سلوك كل فرد من أنواع الجماعات.
ومع بداية القرن العشرين بدأ علم النفس الاجتماعي يبزغ كعلم حيث نشر ماكدوجال كتابه الشهير "مقدمة في علم النفس الاجتماعي " فقد أضفى ماكدوجال على علم النفس طابعا بيولوجيا ، ولقد اتجه فونت في دراسته لهذا العلم أنه يعني الإنتاج العقلي العام للمجتمعات،
وهكذا اتجه علم النفس الاجتماعي من إطاره الفلسفي الذي يعتمد على وصف كيفية حدوث الظواهر ،لاتعليل لحدوثها، إلى العلم حيث التناول العلمي للظواهر النفسية والاجتماعية بمناهج البحث العلمي وطرائفه . ...........................................ص 35
















[IMG]file:///C:/Users/X6A12F~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
[SIZE=4][COLOR=#000000]

1 -2 كتاب علم النفس الاجتماعي ص 35 كتاب علم النفس الاجتماعي
المؤلف د/إبراهيم عيد المؤلف د/إبراهيم عيد
مكتبة زهراء الشرق القاهرة مؤخوذ عن مكتبة زهراء الشرق القاهرة
كتاب يوسف مكرم
تاريخ الفلسفة اليونانية
دار المعارف صفحة رقم 105