الكل سيئ







كثرة التجارب السيئة في العلاقات مع الآخرين تؤدي إلى فقدان الثقة بالكل وبصورة عامة حسب جسامة تأثير التجربة السلبية ، نتيجة قد تكون متوقعة في ردة الفعل المعاكسة ، ولكن هذه الحالة غير طبيعية قد تكون أشبة بمرضا نفسيا او هي كذلك ، يدفع صاحبه نحو النفور عن الآخرين وعدم الشعور بالأمان معهم يحتمل السوء قبل الخير دائما .

غالبا هذه الصورة تعكس التجارب الشخصية للأشخاص الذين يعممون تجاربهم الشخصية بشكل قاعدة وحقيقة مطلقة ، يشعرون بأنها الحقيقة التي على الجميع الإيمان بها ، سوء التجربة الحياتية او رؤية تجارب الآخرين السيئة تكون سبب بالحكم المسبق على الكل وكأن كل توقع سيحدث حتما.
هذه الحالة تفقد الكثيرين حسن الاختيار وسلامة التصرف وتضيع الكثير من فرص النجاح و تأخر خطوات سليمة للامام وتحد من نطاق الرؤية وتزيد من الشعور بالسلبية ، بسبب الحكم المسبق بالسوء على الأشخاص ، وهذا الحكم غير صحيح غالبا.
بما اننا لا نعرف كل البشر فلا يعقل ان نحكم عليهم دفعة واحدة ، ولا يوجد بيننا من يعرفهم جميعا ، ومن لا يعرف لا يمكنه الحكم ، فكل إنسان كائن فذ فريد من نوعه ، فهو مختلف عن اقرانه من بعيد او قريب ، يمكن ان يكون هناك تشابه ولكن يستحيل التماثل مهما كانت الظروف هي عينها او تقارب السمات الوراثية او الظروف البيئية لا يمكن ان يعاد فرد بكل سماته وشخصيته ومزاجه ونظرته للحياة .
قد نؤمن بان الكل مختلف لكن هناك شعور داخلي بفقد الثقة بالآخرين لا يمكن التخلص منه مها كانت الحقائق ، يفترض كل سوء قبل الثقة ، شعور قد يكون من الصعب تجاوزه ، قد يحتاج الفرد قبل الحكم تفكير هادئ بعيد عن ثورة العواطف وسيطرتها وقبل إسقاط الخيانة على الآخرين وافتراض الانتقام بهذا الأسلوب ، وقد لا يكون طريق الابتعاد وتجنب الكل بخيرهم وشرهم اسلم او أفضل لان الإنسان بطبيعته يأخذ ويعطي مع أفراد جنسه، فلا بد من اخذ كل حالة بحقيقتها وحالها الخاص بعيدا عن إلصاق المسبق او الاستسلام للشعور السلبي بالمقابل، لان كل شيء ممكن وفي كل مكان حكم خاص ، لا يوجد قاعدة للسوء او الخير ولا يمكن وضع نتيجة قبل معرفة الحقيقة ، وعالم الإنسان عالم مجهول بكل معنى الكلمة، ويحتمل كل شيء وكل خير أيضا وخير الأمور الوسطية و اعطاء كل شيء حقة الذي يستحقه لا افراط ولا تفريط ، أي لا ثقة مطلقة وبسذاجة ولا سوء ضن بقاعدة مطلقة.