بغداد/ المسلة (مع فيديو): تحولت أرضية حسينية "حبيب بن مظاهر" الى بركة من الدماء، وسماءها الى غيمة ارواح فيما تلطخت جدرانها وسقفها بأشلاء 31 طالباً جامعياً، كانوا يؤدون الصلاة قبل دخولهم الامتحان في هجوم نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين استهدف الثلاثاء مصلين داخل الحسينية التي تقع في الجهة المقابلة لجامعة الامام جعفر الصادق الاهلية المتخصصة بالعلوم الانسانية في حي القاهرة في بغداد. وأوضح ضابط برتبة عقيد ان "الانتحاري الاول فجر نفسه عند مدخل الحسينية ثم دهم الانتحاري الثاني المكان وفجر نفسه في الداخل". بدورها اكدت مصادر طبية في الطب العدلي ومستشفى مدينة الطب وكذلك مستشفى الكندي، وكلاهما في شمال بغداد، تلقي31 جثة ومعالجة اكثر من خمسين جريحا. وقال محمد جعفر احد طلاب كلية القانون في جامعة الامام جعفر الصادق "كنت في داخل الجامعة عندما وقع الانفجار، لقد كان مدويا ومرعبا ورغم ذلك توجهنا الى الحسينية لاخلاء الضحايا". وأضاف جعفر الذي تلطخت ملابسه بالدماء "وجدنا الجميع ملقى على الارض بين قتيل وجريح". ويقول همام داود وهو يجهش بالبكاء باحثا عن عمه بين الضحايا "الارهاب خطفه .. من لاطفاله الاربعة بعده؟". بدت اجساد الطلبة المسجاة بقمصانهم البيضاء وكانها، قبرات مذبوحة ، من يعلم ربما ارتدوا اكفانهم سلفا وهم يبحثون عن نجاح في الحياة. وروى شهود ان أرضية الحسينية تحولت الى برك من الدماء فيما تلطخت جدرانها وسقفها باشلاء الضحايا.
وقال الطالب في الجامعة مصطفى كامل (20 عاما) "ما ذنب هؤلاء الطلبة الأبرياء تجمعوا هنا للصلاة". وأضاف وقد اغرورقت عيناه بالدموع "اي دين يقبل ان يقتل انسان بريء؟ والى متى يبقى علماء الدين يكفرون الاخرين؟ هل هذا هو الجهاد الذي دعوا اليه في مصر؟ الم تكفهم الدماء التي سفكت حتى اليوم؟". ويأتي سؤال الطالب الجامعي بعدما دعا مؤتمر نظمته في القاهرة الخميس "رابطة علماء المسلمين" الى "الجهاد" في سوريا، معتبرا ما يجري في هذا البلد حربا على الاسلام من قبل النظام السوري الذي وصفه بـ"الطائفي". وأضاف الطالب بينما هو لا يزال يرتجف لشدة تأثره بهول ما رأى "قبل لحظات كنت واقفا بجوار صديقي، وطلب مني الذهاب الى الصلاة سوية، لكني قلت له "سألحق بك بعد بعد ان اكمل قراءة الملزمة الدراسية، ولكنه قال سوف اذهب للصلاة فان الله سوف يساعدني على النجاح، لكنه ذهب ولم يعد". واثر الاعتداء قررت ادارة الجامعة تأجيل الامتحانات حتى إشعار آخر فيما اعلنت الجامعة الحداد لمدة ثلاثة ايام. من جانبه، قال علي الشمري الطالب في كلية القانون وهو يرتجف من الخوف وقد غطى الغبار ملابسه، ان "الانتحاريين كانا يرتديان بزات رسمية وقاما بقتل حارس المسجد عند البوابة الرئيسية بواسطة مسدس قبل ان ينفذا الهجوم". ويشهد العراق موجة عنف أدت في الاسابيع الماضية الى ارتفاع حصيلة الضحايا خلال شهر ايار/مايو الماضي، الى 1045 قتيلا واصابة نحو 2400 اخرين بجروح، بحسب ما اظهرت ارقام بعثة الامم المتحدة في العراق. ان هذه المجزرة التي حولت مسجدا الى مستنقع من دماء، عن تطرح السؤال عمن يوقف مسلسل فتاوى حسب الطلب، لا حسب الشريعة تحث على "جهاد زائف"، وعن الدين والمذهب الذي يرضى بقتل شباب يافع بريء، يعبد الله في مسجد، ويعكف على تلقي العلم الذي هو فريضة على كل مسلم.
أي شرع يحلل قتل المسلمين وهم يصلون، وفي مكان تعلو منه صيحات الله أكبر؟..