المركزية : أول مدرسة ابتدائية في الكوت ...
وزير الدفاع في العهد الملكي يتوسط بين الأهالي ووزير المعارف من أجل افتتاحها
على ضفاف دجلة الخالد في الكوت تسمو مدرسة المركزية الابتدائية أول مدرسة حضي أبناء مدينة الكوت بنعمة التعلم فيها ولتكون بحق منجم أساتذة ومفكري ومتعلمي المدينة عبر أكثر من ثمانية عقود من الزمن تلك المدرسة التي كان لروح الإيثار والتفاني لأهالي الكوت من أجل افتتاحها وعظيم الذكريات التي حملتها سبباً لطرق أبوابها وقراءة ما حفظته جدرانها من قصص وذكريات وكذلك للتعرف على أبرز متطلبات ديمومتها نبراساً للعلم والثقافة في ظل الإجحاف الذي لحق بها جراء سياسات النظام البائد.
فكرة إنشاء المدرسة.
لا توجد في مدينة الكوت القديمة الواقعة على الجهة اليمنى لنهر دجلة القادم من جهة الشمال قبل عام 1919 أية مدرسة واقتصر أمر التعليم فيها على الكتاتيب التي كانت سائدة ومعروفة في أغلب مدن العراق حيث كان التعليم الرسمي منحصراً في مراكز ما كان يعرف بألوية البصرة وبغداد والموصل سواء كان ذلك في عهد السيطرة العثمانية على العراق أو في السنوات التي أعقبت الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917 وعلى أساس ذلك كانت القلة القليلة من أبناء المدينة له القدرة على السفر لإحدى هذه الألوية وعلى الخصوص بغداد لإكمال دراسته بعد أن يتلقى تعليمه الأولي على يد المشايخ والمتعلمين في الجوامع أو البيوت الخاصة التي أطلق عليها تسمية الكتاتيب التي ذكرناها هذا الأمر دفع أهالي المدينة إلى التطلع لفتح مدرسة رسمية لتعليم أبنائها فيهم ودفعهم للتفكير بذلك أمران الأول يتمثل بعدم استيعاب الكتاتيب الموجودة في المدينة لإعداد التلاميذ المتصاعد مع تصاعد أعداد نفوس المدينة والأمر الثاني تمثل باستحسان هؤلاء الأهالي لفكرة التعليم الرسمي الذي أطلعوا على محاسنه أثناء سفرهم إلى بغداد وبالفعل أقدم أهالي المدينة عام 1919 على تخصيص دار سكنية كبيرة تقع وسط المدينة لتكون مبنى لمدرسة على طراز مدارس العاصمة الرسمية ويقوم بالتدريس فيها بعض ممن تلقى تعليمه في بغداد بالإضافة إلى معلمي الكتاتيب وفي عان 1920 قرر الأهالي إنشاء مدرسة لتكون بديلاً عن ذك البيت الذي تم اختياره ليكون مكاناً للمدرسة وفي عام 1921 تم إنشاء بناية المدرسة الجديدة بفضل تبرعات أهالي المدينة وصادف أن زار المدينة بتاريخ 10/3/1921 وزير الدفاع العراقي في العهد الملكي السيد طالب النقيب فخاطبه المرحوم العلامة الشيخ إسماعيل الخطيب المعلم الأول في المدرسة والكوت مطالباً إياه بالتوسط بين أهالي المدينة ووزارة المعارف لإنشاء مدرسة في الكوت علماً أن وزارة المعارف كانت قد وضعت منذ فترة طويلة قبل هذا التاريخ خطة افتتاح مدرسة ابتدائية في الكوت وبالفعل أخبر وزير الدفاع وزير المعارف بحاجة أهالي الكوت للمدرسة وإلحاحهم الشديد للإسراع في إنجازها وتم لأهالي الكوت ما طالبوا به حيث شهد عام 1922 افتتاح أول مدرسة رسمية في الكوت سميت بمدرسة الكوت الرسمية للبنين وفي عام 1950 تم استبدال اسمها إلى تسمية مدرسة الكوت المركزية الابتدائية وفي عام 1960 اختزل اسمها إلى المدرسة المركزية الابتدائية للبنين وهو الاسم الذي شاع واشتهرت به وشهدت أثناء عمرها المستمد من عام 1922 وحتى عام 1980 عمليات تطوير وتحديث في بنيانها ولم تشهد بعد هذا التاريخ عمليات تطوير مماثلة إلا بعد سقوط النظام البائد حيث أقدمت منظمة اليونسيف على تطويرها مطلع عام 2004.إدارة المدرسة.
تولى إدارة المدرسة المركزية للبنين (23) مدير منذ عام 1922 ولغاية يومنا هذا فيما لم تحفظ التواريخ تسمية أول مدير للمدرسة ليقتصر الأمر على تسمية (22) مديراً أولهم كان الأستاذ إبراهيم جمعة الذي تولى مهام إدارة المدرسة منذ عام 1922 ولغاية عام 1925 فيما كان الأستاذ عباس حسن منصور الذي تولى إدارة المدرسة بعد سقوط النظام البائد آخر من تولى إدارتها ولا يزال. وأطول فترة زمنية تولى فيها معلم إدارة المدرسة كانت من نصيب الأستاذ ماجد توفيق عبد الرزاق حيث تولى إدارتها بتاريخ 5/1/1963 ولغاية 1/9/1981 أي أن فترة بقائه مديراً للمدرسة كانت قرابة (18) عاماً وهي أطول فترة يتولى فيها مدير إدارة مدرسة على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي في واسط..