إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه للمرأة بنقص العقل والدين جاء لسببين لا يد لها بهما، وأقول هنا لسببين لا لعيبين، والفرق واضح بين السبب والعيب إلا إن أردت مني توضيحاً ولا أعتقد ذلك.
أما السبب الأول فهو طبيعة المرأة وظروفها التي قد تؤدي إلى نسيانها لبعض الأمور، فكانت شهادة الإثنتين منهن شهادة واحدة، لضمان العدالة في القضابا المهمة والتي يترتب عليها عقوبات أو إقرار حقوق، وهذا إقرار من الشرع والشارع الجليل بحجم مسئوليتها ثم هو من قبيل الإحتياط في إرساء العدل، ولعل المنصف منا نحن الرجال يجد هذه الحقيقة جلية حينما يعود إلى بيته ليجد زوجته تربي أطفاله وفي ذلك الكثير من العنت والجهد واستخدام العقل، فكان هذا الحديث رأفة بها لكي لا تحتمل ما لا تطيق ، فجعل الإثنتين شاهداً واحدا، فهل هذا يعيبها أو يعيب من أوجد مثل هذا التشريع؟ كلا يا عزيزي فما من مشرع إلا وله الحق في الإحتياط لإرساء العدالة.
والسبب الثاني لا يخفى على صاحب عقل، فهي التي أوتيت العذر فترة زمنية تمتد بين الثلاثة أيام وخمسة عشر يوماً عند بعض الفقهاء وبمعدل العشرة أيام في الشهر، وبين الأربعين والستين يوما في النفاس، لكي لا تصلي أو تصوم أو تقوم بأعمال تعبدية، وما كان الله لينقصها حقاً من حقوقها، لكنه سبحانه العليم بأحوال خلقه، يعلم توترها النفسي ويعلم حجم مسؤوليتها البدنية والنفسية فترة الحيض أو النفاس، فكان حكيماً أن جعلها متفرغة لذلك الأمر، وليس كما يقول بعض الجهلة أن الله لا يقبل منها عبادتها لأنها نجسة، فمعاذ الله أن يرى الله أماً تعاني النفاس وتأتي للدنيا بطفل هو ثمرة معاناة أشهر من الحمل، أو امرأة في حيض وينعتها بالنجاسة كما هو عند اليهود من عند أنفسهم لا من عند الله، لكنه سبحانه جعل العبادة بصفاء النفس وتقرغ العقل، من أجل ذلك جاء قول النبي عليه السلام "ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها" أو كما قال عليه السلام، والمرأة بنفاسها وحيضها مشغولة الفكر ولربما معكرة الصفو، فيسر الله عليها وعذرها في تلك المدة من الزمن. فإن كانت لا تصلي أو تصوم فقد أكمل لها دينها بالأجر على كل لحظة ألم، حتى إذا ماتت المرأة في نفاسها احتسبها شهيدة، فأي إكرام لها بعد هذا؟