عقد النقص هي تعبير عن ادراك الانسان لعيوب في تكوينه الجسدي أو العقلي. وإن كان الجميع يعانون من عقد نقص إلا أن هذه التسمية لا تصلح إلا لمن يشعرون بأن عيوبهم هي عقبة في حياتهم. أما بالنسبة للآخرين فهذه العقد هي اعتراف ضمني بوجود أمور لا يرضى عنها الانسان، ولكنها لا تمنعه من التقدم إلى الأمام. لذا فإن عقد النقص يمكن معالجتها بتغيير صاحب العقدة لشعوره حول النقص الذي ينغص عليه حياته.
من الطبيعي أن يتحدث الانسان عن نواقصه الجسدية والعقلية مع نفسه. مثلاً وزني زائد، أنفي كبير، إمكانياتي في الرياضيات متواضعة. ولكن إذا منعك وزنك من الذهاب لرؤية الأصدقاء، أو جعلك نقصك في الحسابات الرياضية تخشى من اللعب مع الأصدقاء. هنا يمكن أن نتحدث عن عقدة نقص. لكي تتغلب على عقدك هناك عدة أمور يمكن أن تساعدك:
- أولاً يجب أن تنظر إلى نواقصك بشكل موضوعي. فالانسان يتمادى غالباً في تشويه نفسه عندما يحس بأن لديه نقصاً ما. لا تبالغ في وصف نواقصك حتى مع نفسك. تعلم أن تقبلها أولاً في الوقت الراهن وتعتبرها مثل لون شعرك أو لون جلدك. ولا تبالغ أيضاً في مدح الآخرين على حساب نفسك، لأن هـذا يعزز احساسك بالنقص. ،اعلم أن كل انسان ينظر إلى ما لدى الآخرين بإعجاب لمجرد أنه لدى الآخرين وليس لديه.
- لا تنتقد نفسك بشكل متكرر. الانتقاد المتكرر يجعل عقلك الباطن يقتنع بأن هناك مشكلة حتى في حال عدم وجودها. ليس أفضل من كذبة تخترعها وتصدقها. الانسان يحب كل ما يخترعه عقله حتى ولو كان ذماً بنفسه. حاول على العكس أن تمدح نفسك كلما أحرزت تقدماً فهذا يخفف من شعورك بالنقص ويضعك على الطريق الصحيح لتصحيح النقص إذا كان بمقدورك ذلك فعلاً.
- توقف عن الهروب بسبب عقدك. لأنك بذلك تساعدها على البقاء. ليس هناك شيء تخسره إذا لعبت بلعبة ذكاء وخسرت أو ذهبت للسباحة وأظهرت جسدك أمام الآخرين. على العكس القيام بهذه المبادرات هو الوحيد الكفيل بنبذ الأفكار السلبية عن نفسك من عقلك. لأنه ليس أفضل من التجربة لمعرفة ردود فعل الآخرين بدلاً من التكهن بهذه الردود.
في النهاية تذكر أن الناس يحبون الانسان الصادق والمرح. اختباؤك وراء عقدك يدفعك للكذب باستمرار ويجعل مزاجك معكراً دائماً. وإن نفر الناس منك فليس لتلك العقد التي تحاول إخفاءها وإنما لسلوكك المقيت الذي ينتج عن هذه العقد. أليس هذا كافياً لإقناعك بضرورة قبول نفسك واحترامها كما هي؟