اللمس بحسب المعنى اللغوي هو الإصابة بما به الإحساس من البدن بقصد الإحساس لملموس، لا خصوص اللمس باليد، نعم كثير من موارد اللمس ما يكون باليد باعتبار أنها آلة عادية كثيرة الاستعمال وأقوى إحساسا من سائر ما يصح به اللمس من اجزاء البدن. أما المس فهو مطلق الإصابة لا بقصد الإحساس، ولذلك يكون أعم من اللمس، ومن موارد المس هو الإدراك والفهم، ومنه قوله تعالى (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )) (الواقعة:79) ولا يكون المس هنا بمعنى اللمس، إذ يترتب عليه أن القسم في قوله تعالى (( فلا أقسم بمواقع النجوم... )) (الواقعة:75) قد قرر أمرا غير متحقق في الواقع، حيث نرى أن المصحف الشريف كثيرا ما يلمسه غير المتطهرين، ومنه نفهم أن المراد بالمس في الآية هو الإدراك. ومن موارد المس الإصابة بعارض من الجن وغيره كقوله تعالى: (( الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ )) (البقرة:275) ومن موارده أيضا الإصابة بالوسوسة وما أشبه كقوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبصِرُونَ ))(الاعراف:201) والطائف هو الذي يطوف ويدور حول الشيء، فكأن وساوس الشيطان تدور حول فكر الإنسان وروحه كالطائف حول الشيء ليجد منفذا إليه.